شهدت إسرائيل مساء الجمعة 22 أغسطس 2025 أحداثًا متسارعة هزّت الرأي العام، بعدما أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن إطلاق صاروخ باليستي من اليمن باتجاه تل أبيب، ما أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار في مناطق واسعة من البلاد، وصولًا إلى مركزها.
الواقعة تزامنت مع تقارير عن انفجارات عنيفة هزّت وسط إسرائيل، إضافة إلى توقف حركة الملاحة الجوية مؤقتًا في مطار بن غوريون الدولي، وسط حالة من الهلع بين السكان، وإصابات ناجمة عن التدافع نحو الملاجئ. فيما يلي، ننشر التفاصيل الكاملة للحادثة وتداعياتها.
تفاصيل إطلاق الصاروخ واعتراضه
وفق ما بثته وسائل الإعلام العبرية، فقد تمكّنت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية من اعتراض الصاروخ القادم من اليمن، رغم صعوبة العملية نظرًا لطبيعة المقذوف. وأكدت القناة 12 العبرية أن الصاروخ تفكك في الجو إلى عدة شظايا بعد اعتراضه، ما جعل سكان عدد من البلدات يشاهدون ومضات في السماء ترافقت مع أصوات انفجارات قوية.
وعلى الرغم من نجاح عملية الاعتراض، إلا أن شظايا الصاروخ سقطت في محيط بلدة جيناتون شرق مطار بن غوريون، ما تسبب بحالة ذعر في المنطقة. وقد أشارت مصادر طبية إلى أن الإصابات التي تم تسجيلها جاءت نتيجة التدافع نحو الملاجئ، دون الإعلان عن وقوع إصابات خطيرة مباشرة من سقوط الشظايا.
تعليق الملاحة الجوية في مطار بن غوريون
بالتوازي مع عملية رصد الصاروخ، أعلنت هيئة الطيران المدني الإسرائيلي عن تعليق مؤقت للملاحة الجوية في مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، حيث تم إغلاق المجال الجوي احترازيًا.
هذا الإجراء أثار ارتباكًا لدى المسافرين وشركات الطيران، قبل أن تعود الحركة الجوية تدريجيًا إلى طبيعتها عقب تأكيد اعتراض التهديد وعدم وجود مخاطر قائمة.
هجوم بطائرة مسيرة من اليمن
لم يتوقف التصعيد عند الصاروخ الباليستي، بل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا عن اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من اليمن نحو الأجواء الجنوبية لإسرائيل، وتحديدًا في منطقة غلاف غزة.
وقد أكد بيان الجيش أن المسيرة تم التعامل معها عبر صواريخ اعتراضية، بعد أن تسببت في إطلاق صافرات الإنذار وتفعيل منظومات الدفاع الجوي. وأضافت القناة 13 العبرية أن الجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقًا فوريًا لتحديد طبيعة التهديد ومصدره.
انفجارات تهز وسط إسرائيل
بعد ساعات قليلة من حادثة الصاروخ والمسيرة، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية، بينها قناة "القاهرة الإخبارية"، عن وقوع ثلاثة انفجارات ضخمة في وسط إسرائيل.
ورغم أن التفاصيل ما زالت متضاربة حول مصدر هذه الانفجارات، فإنها زادت من حالة القلق داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة مع تزامنها مع إغلاق المجال الجوي والإعلان عن عمليات اعتراض متواصلة.
الإصابات وردود الأفعال
خدمات الإسعاف الإسرائيلية أعلنت تسجيل عدة إصابات نتيجة التدافع الجماعي نحو الملاجئ أثناء دوي صفارات الإنذار، إلا أن معظم الحالات وصفت بالطفيفة. كما لم يتم تسجيل وفيات أو إصابات خطيرة جراء سقوط الشظايا.
أما على المستوى الرسمي، فقد أشار مراقبون إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإصدار بيان أكثر تفصيلًا حول التطورات، وسط توقعات بأن تعلن جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ والمسيرة خلال الساعات القادمة.
قراءة أولية للتداعيات
الهجوم المزدوج، بالصاروخ الباليستي والطائرة المسيرة، يشير إلى تصعيد نوعي في المواجهة الإقليمية، خاصة مع وصول التهديدات إلى مركز إسرائيل وتعطيل المطار الدولي لفترة وجيزة.
ويرى محللون أن تكرار مثل هذه العمليات قد يفتح الباب أمام موجة تصعيد عسكري أوسع بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران، وهو ما سينعكس على أمن الملاحة الجوية والاقتصاد الإسرائيلي، فضلًا عن حالة الهلع المستمرة بين المدنيين.
الهجوم الصاروخي من اليمن على تل أبيب، وما تبعه من اعتراض طائرة مسيرة وانفجارات في وسط إسرائيل، يكشف عن مرحلة جديدة من التصعيد العسكري في المنطقة.
ورغم نجاح المنظومات الدفاعية الإسرائيلية في اعتراض التهديدات، إلا أن تداعيات الحادثة النفسية والأمنية، إلى جانب تعطيل الملاحة الجوية وإصابة مدنيين بجروح طفيفة، تؤكد أن المشهد الإسرائيلي دخل مرحلة توتر غير مسبوقة قد تحمل تطورات أكثر خطورة في الأيام المقبلة.
0 تعليق