«افتكرتهم ماتوا.. وبعد ما القطر مر حمدت ربنا إنهم عايشين، الشاب كان ماسك التليفون ومش واخد باله»، بهذه الكلمات بدأ عم مؤمن، أحد شهود العيان، رواية اللحظات العصيبة التي شهدها عند مزلقان كوبري السادات بمدينة بني سويف، حين خاطر عامل المزلقان، عم طارق محمد برس، بحياته لإنقاذ شاب من الموت المحقق تحت عجلات القطار.
يضيف عم مؤمن: «كنت واقف قريب من المزلقان، وشوفت الشاب وهو بيحاول يعدي قبل ما القطر يوصل، وعم طارق بيصفر وينبهه، لكن واضح إنه ما كانش سامع. في لحظة حسيت إن خلاص مفيش أمل، لكن فجأة شفت عم طارق بيجري عليه ويشده بعيد عن القضبان قبل القطر بلحظة».
أما ربيع، صاحب أحد الأكشاك بالمنطقة، فيقول: «عم طارق راجل بطل، وكل عمال المزلقان بيكونوا حريصين على تنبيه الناس، لكن في ناس ما بتهتمش، المواقف دي بتتكرر كتير، والمرة دي كانت خطيرة جدًا، كاميرا المحل عندي هي اللي رصدت الواقعة، وكل اللي شاف الفيديو قال إن عم طارق يستحق التكريم»، ويشير ربيع إلى أن عامل المزلقان يعيش ظروفًا معيشية صعبة، ويستحق الدعم والمساعدة.
ومن جانبه، يحكي عم طارق تفاصيل الحادث: «كنت واقف في مكاني كالعادة، سمعت صوت القطر جاي، بدأت أصفر وأنبه، لكن الشاب كان بيجري كأنه سابق الموت ومش سامع. حسيت إن ثانية واحدة ممكن تفرق بين الحياة والموت، فجريت عليه وجذبته بعيد عن القضبان قبل ما القطر يعدي بلحظة».
ويؤكد: «ما فكرتش في نفسي.. حتى لو أنا اللي اتخبط، المهم إن الشاب يعيش. اللي عملته مش بطولة، ده واجب»، ويرى أن ما حدث رسالة للجميع بعدم الاستهانة بالمزلقانات، لأنها ليست مكانًا للعب أو المغامرة.
الفيديو الذي سجلته كاميرا المحل انتشر بسرعة على مواقع التواصل، وسط موجة إعجاب واسعة ببطولة عم طارق، ودعوات قوية لتكريمه، تقديرًا لشجاعته وإخلاصه في عمله، وحبه للخير دون انتظار مقابل.
المشهد أثار تفاعلًا واسعًا، إذ انهالت التعليقات على مقطع الفيديو الذي تم تداوله بشكل مكثف، حيث كتب أحد المتابعين: «ده بطل بني سويف الحقيقي.. ربنا يحفظه ويكثر من أمثاله»، بينما علق آخر: «لو ما كانش عم طارق موجود في اللحظة دي كنا هنتفرج على كارثة»، وكتب آخر: «ده مثال للإنسانية والشهامة.. يستحق وسام شرف».
في المقابل، وجّه الكثيرون انتقادات لاذعة للشاب الذي كاد أن يلقى حتفه، معتبرين تصرفه متهورًا وغير مسؤول، إذ كتب أحدهم: «التهور وعدم الالتزام بقواعد المرور على المزلقان مش بس خطر على نفسك.. ده ممكن يتسبب في أذى لغيرك»، فيما علق آخر: «هو اللي عمله ده اسمه انتحار مش عبور، ربنا ستر».
0 تعليق