لحسن الحظ أن نطق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالحقيقة التي يحاول إخفاءها خونة الخارج الذين يتظاهرون أمام السفارات المصرية للمطالبة بفتح معبر رفح مصر مع قطاع غزة لإدخال المساعدات -وهي على غير الحقيقة، فالمعبر مفتوح لإدخال المساعدات إلى القطاع يوميا-.
فالنتن كشف الهدف من التصريحات المضللة حول أن مصر تغلق المعبر ويرددها خونة الخارج، فالتصريحات جاءت لتؤكد أن الهدف ليس إدخال مساعدات ولكن جزء من لعبة سياسية قذرة، بلغت مستوى جديدًا من الوقاحة والكذب المنظم، لتنفيذ مخطط صهيوني ممنهج لتصفية القضية الفلسطينية، وتحويلها إلى أزمة لاجئين على حدود مصر.
والسؤال الذي يجب أن يُطرح: لماذا لا تفتح إسرائيل المعابر الأخرى في قطاع غزة؟ لماذا لا تسمح بدخول المساعدات عبر معبر إيريز الذي يربط القطاع مباشرة بالأراضي المحتلة؟ الجواب بسيط ومخز، إسرائيل تريد تفريغ غزة من سكانها ودفعهم إلى سيناء.
هي تريد تحويل القضية الفلسطينية من قضية احتلال واستعمار إلى مشكلة لاجئين على الحدود المصرية.
واللافت للنظر أن التظاهرات المطالبة بفتح المعبر تتركز بشكل غريب في العواصم الأوروبية وخاصة لندن، بينما تغيب بشكل ملحوظ في العواصم العربية.
وهذه ليست صدفة، هذه التظاهرات مُخرجة وممولة من دوائر صهيونية لتشويه صورة مصر وخلق انطباع كاذب بأنها تتقاعس عن مساعدة الفلسطينيين.
الحقيقة أن هذه الحملات تهدف إلى إحراج مصر دوليًا ودفعها لقبول تهجير الفلسطينيين، وهو ما يعني نهاية القضية الفلسطينية إلى الأبد، إنها خيانة جديدة تضاف إلى سجل الخونة الذين يبيعون قضيتهم بأبخس الأثمان.
رفض مصر لفتح معبر رفح، ليس عدم تعاطف مع معاناة الفلسطينيين، بل هو حماية لهم من مخطط التهجير، وحدوث نكبة أكبر بكثير من النكبات السابقة، وقبول مصر بتهجير الفلسطينيين يعني تصفية القضية الفلسطينية وتحويل الصراع من قضية تحرر وطني إلى أزمة لاجئين، وتهديد للأمن القومي المصري، بتحويل سيناء إلى برميل بارود جديد، وتغيير الديموغرافيا التاريخية، وإضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي.
إن تصريحات نتنياهو كشفت عن 3 أمور خطيرة أصبحت واضحة وضوح الشمس، أولها التنسيق مع خونة الخارج بتنظيم التظاهرات أمام السفارات المصرية، والضغط النفسي على مصر ومحاولة جرها إلى موقف دفاعي أمام المجتمع الدولي، والتغطية على جرائم الحرب، وتحويل الأنظار عن المجازر الإسرائيلية في غزة.
المعركة اليوم ليست حول فتح أو إغلاق معبر، بل هي معركة وجود حول مستقبل القضية الفلسطينية.
ومصر تدرك أن قبولها بتهجير الفلسطينيين يعني خيانة تاريخها ونضالها من أجل العدالة.
التصريحات الإسرائيلية الأخيرة هي صفعة للخونة الذين يظنون أنهم يمكنهم خداع الشعب المصري أو النيل من ثوابته.
والموقف المصري واضح، لا للتهجير، لا لتصفية القضية، ولا للتطبيع مع الاحتلال. والباقي هو ضجيج فارغ لا يغير من الحقائق أي شيء.
إنها معركة كشف الأدوار والأوراق، ومصر فيها تقف في الجانب الصحيح من التاريخ.
0 تعليق