أكد أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي محمد محمود مهران أن الضربة الإسرائيلية للدوحة واستهداف قيادة حماس دفنت نهائيا استمرار المفاوضات.
وأكد في تصريحات لـRT أن هذا العمل الإجرامي يكشف رفض إسرائيل القاطع لأي حل سلمي ويعرض ملف الرهائن لتعقيدات خطيرة قد تستمر لسنوات.
وقال مهران إن استهداف المفاوضين والوسطاء يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني الذي يحمي الأشخاص المشاركين في المفاوضات السلمية مشيرا إلى أن هذا السلوك يقوض أسس العملية التفاوضية ويرسل رسالة واضحة بأن إسرائيل لا تؤمن بالحلول السلمية بل تفضل الحسم العسكري.
وأوضح الخبير القانوني أن تدمير آلية التفاوض الوحيدة المتاحة سيؤدي حتما لتعقيد ملف الرهائن وإطالة معاناتهم لافتا إلى أن المنطق السليم يقتضي حماية المفاوضين وليس استهدافهم لضمان نجاح أي عملية تبادل مؤكدا أن السلوك الإسرائيلي يتنافى مع المصالح الحقيقية للرهائن وعائلاتهم.
ولفت إلى أن إسرائيل تستخدم ملف الرهائن كذريعة لتبرير عدوانها المستمر على غزة بينما تدمر في نفس الوقت السبل الوحيدة لإطلاق سراحهم من خلال استهداف الطرف المفاوض مؤكدا أن هذا التناقض يكشف أن الهدف الحقيقي ليس إنقاذ الرهائن بل استكمال مخطط الإبادة والتهجير.
وأكد الدكتور مهران أن المسؤولية الكاملة عن مصير الرهائن تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية التي اختارت تدمير المسار التفاوضي بدلا من الاستثمار فيه لحل الأزمة مشيرا إلى أن القانون الدولي يحمل الدولة المعتدية المسؤولية الكاملة عن عواقب عدوانها بما في ذلك سلامة رعاياها.
وحذر من أن انهيار المفاوضات سيدخل المنطقة في دوامة عنف جديدة تمتد لسنوات قادمة مؤكدا أن إسرائيل تراهن على تصعيد الصراع وتوسيعه ليشمل دولا أخرى لتحقيق أهدافها التوسعية تحت غطاء الدفاع عن النفس.
وأشار إلى أن الموقف الدولي المتخاذل تجاه الجرائم الإسرائيلية شجع تل أبيب على التمادي في انتهاكاتها وتدمير كل آليات الحل السلمي مطالبا بتدخل دولي عاجل لوقف العدوان الإسرائيلي وإجبارها على احترام القانون الدولي.
ولفت إلى أن استمرار الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل رغم جرائمها المتواصلة يجعل واشنطن وحلفاءها شركاء في هذه الجرائم ومسؤولين عن تعطيل أي حل سلمي للأزمة مؤكدا أن هذا التواطؤ يقوض مصداقية النظام الدولي.
وختم بالتأكيد على أن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لقدرته على فرض احترام القانون الدولي ومنع إسرائيل من تحويل المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة تخدم مطامعها التوسعية على حساب أمن واستقرار الشعوب.
كما علق الخبير السياسي، الدكتور حسن سلامة، قائلا إن الضربة هذه تضيف تعقيدا أكثر بالنسبة للموقف الذي نعاني منه في الوقت الحالي في ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا سيما أنها جاءت في توقيت كان متوقع وجود جهود ودبلوماسية تبذل لإقناع حماس بالمقترح الأمريكي الأخير لوقف العدوان والانتقال إلى المربع السياسي.
وتابع سلامة: "استهداف قطر وهي وسيط في هذا الأمر وكانت تؤدي دورها، واستهداف دولة عربية مستقلة وانتهاك سيادتها، يؤدي إلى عوائق كثيرة بالنسبة إلى مسألة المفاوضات، وقطر أعلنت أنها يتعلق جهودها ومفاوضاتها فيما يتعلق بالحرب على غزة ".
وأضاف: "هناك اتصال أمريكي قطري يحث قطر على عودة هذه الجهود وسنواجه في هذ المرحلة مزيد من التصعيد لأنه الاستهداف ليس استهداف للحركة ولكن استهداف للعملية التفاوضية ذاتها، ورسالة سياسية من نتنياهو لأنه لا يرغب إلا في مزيد من التصعيد بالتزامن مع مسألة إخلاء مدينة غزة، كما أنها رسالة من إسرائيل بأن لغة القوة هي التي لا بد أن تكون سائدة".
وفي وقت سابق، قصفت طائرات إسرائيلية مقرات لقادة في حركة "حماس" بالعاصمة القطرية الدوحة، وقوبل هذا الهجوم بموجة شجب واستنكار دولية واسعة النطاق، حتى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد في اتصال هاتفي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بأنها "لن تتكرر".
0 تعليق