سياسي فلسطيني: محاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة جريمة خطيرة تستهدف مسار السلام|خاص - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد ثائر نوفل أبو عطيوى، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، في تصريح خاص لـ صحيفة الفجر، أن حادثة اغتيال عدد من قيادات حركة حماس وعائلاتهم في العاصمة القطرية الدوحة، تمثل جريمة مكتملة الأركان وتصعيدًا خطيرًا، من شأنه أن ينسف أي فرصة لتهدئة الأوضاع في المنطقة، ويدفع بالمشهد نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.

وأوضح أبو عطيوى أن هذا الاعتداء السافر لا يستهدف فقط أفرادًا بعينهم، بل يوجه ضربة مباشرة لمسار المفاوضات ومحاولات الوصول إلى صفقة تبادل يمكن أن تُفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة. كما أنه يعطل جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين، وفي مقدمتهم قطر ومصر، اللتين تبذلان جهودًا حثيثة من أجل إنهاء العدوان على القطاع والتوصل إلى حلول سلمية.

انتهاك خطير للأعراف والقوانين الدولية

وأضاف أن تنفيذ عملية الاغتيال على الأراضي القطرية، التي تُعد دولة ذات سيادة ومكانة مرموقة في المجتمع الدولي، هو انتهاك خطير للأعراف والقوانين الدولية، ويشكّل تعديًا فجًّا على سيادة دولةٍ تقوم بدور الوسيط النزيه لإنهاء الحرب وتحقيق السلام. وأكد أن قطر، إلى جانب مصر، عملت منذ بداية العدوان على غزة على تقديم مبادرات واقعية لتقريب وجهات النظر، وكان لها دور محوري في الحفاظ على الحد الأدنى من فرص التهدئة.

عرقلة طريق السلام

واعتبر أبو عطيوى أن هذه الجريمة تُعرقل كل مساعي الوصول إلى حل شامل وعادل، وتؤكد إصرار حكومة الاحتلال على التهرب من استحقاقات التهدئة، عبر تصعيد مستمر يهدف إلى تفجير الأوضاع وإفشال أي جهود دولية جادة لإنهاء الحرب.

ودعا مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي بأسره إلى تحمل مسؤولياته، والتحرك العاجل لعقد جلسة طارئة لإدانة هذا الانتهاك الصارخ لسيادة قطر، والعمل على إصدار قرار دولي ملزم بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، خاصة في ظل الكارثة الإنسانية التي تشهدها المدينة حاليًا، والمآسي التي حلّت بشمال القطاع ومدينة رفح من دمار شامل وقتل وتهجير قسري.

وأشار إلى أن رغم فداحة الجريمة، فإن الأمل لا يزال قائمًا في إمكانية استعادة زمام الأمور، شريطة أن تكون هناك إرادة دولية حقيقية لوقف الحرب، والضغط على حكومة الاحتلال للقبول على الأقل بـ هدنة إنسانية أو صفقة تبادل جزئية، تمهد الطريق لاتفاق أشمل يُنهي الحرب ويوقف مشاريع الضم والتهويد التي تهدد وجود القضية الفلسطينية برمتها.

وختم أبو عطيوى تصريحه بدعوة كافة القوى الدولية والمنظمات القانونية والحقوقية إلى الاصطفاف خلف القضية الفلسطينية، والعمل على وضع أسس جديدة وعادلة لعملية السلام، ترتكز على الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدًا أن السكوت عن جرائم الاحتلال لن يؤدي إلا إلى نكبة إنسانية جديدة تتجاوز نكبة 1948 في فظاعتها ونتائجها الكارثية.

0 تعليق