عمرو فاروق لـ«الفجر»: الاعتداء على السيادة القطرية جرس إنذار.. وحان الوقت لتفعيل "القوة العربية المشتركة" - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أدان الأستاذ عمرو فاروق، الباحث المتخصص في شؤون الإسلام السياسي، في تصريح خاص لصحيفة الفجر، حادثة الاعتداء على السيادة القطرية، مؤكدًا أنها تمثل تطورًا بالغ الخطورة في المشهد العربي والإقليمي، و"تجاوزًا غير مقبول يجب أن يُقابل بموقف عربي حازم، يعيد الاعتبار لمفهوم الأمن القومي المشترك."

وأضاف فاروق أن ما جرى في الدوحة يعيد إلى الواجهة أهمية طرح مشروع "القوة العربية المشتركة"، وهو المشروع الذي سبق أن أعلنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2015، وحظي آنذاك بموافقة مبدئية من جامعة الدول العربية، التي وضعت اتفاقية تشمل عددًا من البنود التنظيمية، لكنها – كعادة المشاريع العربية – "وُضعت في الأدراج دون تنفيذ."

القوة العربية المشتركة: ضرورة ملحة وليست ترفًا سياسيًا

وأوضح فاروق أن أهمية تفعيل القوة العربية المشتركة تكمن في كونها ضرورة استراتيجية وأمنية شاملة، وليست مجرد مبادرة عسكرية، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى كيان قادر على حماية الأمن العربي برًا وجوًا وبحرًا، والمشاركة في عمليات الإغاثة، لكنه في الأساس يشكّل مظلة موحدة لمواجهة التهديدات المتعددة التي تواجه الأمة."

وشدد على أن "المواجهة المباشرة يجب أن تبدأ من ملف الإرهاب، الذي يعيد إنتاج نفسه بأشكال جديدة، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت اليوم المنصة الأولى لنشر التطرف وإعادة صياغة المشاريع الإرهابية والفكر المتشدد."

مشروع "إسرائيل الكبرى" وتمدد اليمين الديني في تل أبيب

كما تحدث فاروق عن التحدي الأخطر الذي يهدد الأمن العربي، والمتمثل في التمدد الصهيوني، مؤكدًا أن إسرائيل، بقيادة اليمين الديني المتطرف، تسعى لتكريس مفهوم "إسرائيل الكبرى" من خلال السيطرة التدريجية على أراضٍ من فلسطين، ومصر، والأردن، والسعودية، قائلًا: "نحن أمام مشروع ديني متطرف يتبنى الهيمنة الكاملة على المنطقة، ويتغذى على تمزيق الدول العربية إلى دويلات عرقية وطائفية، خدمةً لأمن إسرائيل وتفوقها الإقليمي."

التحالف العربي كقوة توازن إقليمي

وأشار الباحث في الإسلام السياسي إلى أن مشاريع إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، التي تتبناها بعض القوى الغربية، تسعى لإلغاء فكرة الدولة القومية العربية، واستبدالها بـ "كيانات هشة متصارعة"، بما يخدم المشروع الصهيوني ويضمن أمن إسرائيل لعقود قادمة.

وأكد أن وجود تحالف عربي قوي سيسهم في إعادة التوازن الإقليمي، ووقف المخطط الذي يستهدف الهوية الفكرية والثقافية والاجتماعية للدول العربية، إلى جانب مواجهة محاولات الهيمنة الاقتصادية التي تستنزف موارد الأمة لصالح القوى الاستعمارية القديمة والجديدة.

مصر نموذجًا: دعم تدريبي واستراتيجي لتعزيز الأمن العربي

وقال فاروق إن الدولة المصرية قطعت شوطًا كبيرًا في الإعداد لهذا الدور، سواء عبر مناورات "شيخ العرب" أو من خلال دورها الكبير في تدريب الكوادر العسكرية العربية عبر الأكاديمية العسكرية المصرية، مضيفًا: "العقيدة العسكرية المصرية ترتكز على الدفاع عن العمق العربي ومصر جاهزة لتكون حجر الأساس في إعادة بناء التكتل العسكري العربي الفاعل."

وأكد فاروق أن تحالفًا عربيًا متماسكًا سيكون له تأثير مباشر على الخريطة الجيوسياسية العالمية، سواء في توازن القوى الإقليمية، أو في تقليص الاعتماد على التحالفات الغربية، مشيرًا إلى أن الانفتاح على قوى مثل روسيا والصين، يمنح العرب مجالًا أوسع للتحرك خارج الهيمنة الأمريكية البريطانية التقليدية.

واختتم فاروق تصريحه قائلًا: "نحن لا نحتاج إلى قوة عسكرية فقط، بل إلى تحالف شامل له أدواته السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية. هذا هو الطريق الوحيد لحماية الأمن العربي، ومواجهة الإرهاب، ومشاريع التفتيت، وحماية السيادة الوطنية من أي عدوان."

0 تعليق