ترامب "يتنصل" من نتنياهو.. تفاصيل - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحدث شاي هار-تسفي، وهو باحث في السياسات والاستراتيجية ومدير عام تنفيذي سابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، عن الرد الأمريكي في أعقاب محاولة اغتيال قيادات في "حماس" بقطر.

ووفق مقابلة له مع صحيفة "معاريف"، اعتبر شاي هار-تسفي، أن رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمتحدثين الآخرين باسم الإدارة، "يثبت بما لا يدع مجالا للشك عدم رضاهم الكبير عن العملية"، حيث "حرص ترامب على تكرار الادعاء بأنّه تلقى معلومات حول محاولة الاغتيال والهدف المحدد قبل دقائق قليلة فقط من وقوعها، وأنه وجه على الفور المبعوث الخاص ويتكوف لإبلاغ القطريين"، فيما تهدف هذه التصريحات إلى "نفي أي علاقة للإدارة بالعملية أو إعطائها الضوء الأخضر، وهي بحد ذاتها توضح عمق استياء الرئيس".

وحسب ما نقلت "معاريف" عن هار-تسفي، لم يكن صدفة أن تنشر وسائل الإعلام الأمريكية في الأيام الأخيرة تقارير عن مسؤولين في البيت الأبيض، تفيد بأن ترامب يخشى أن تؤثر العملية الإسرائيلية بشكل كبير على إمكانية تقدم المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، خاصة في الفترة القادمة، وأنه بدأت تثار تساؤلات حول ما إذا كانت العملية تهدف في الواقع إلى إفشال المفاوضات. ووفقا لأحد المصادر التي نقل عنها موقع "بوليتيكو": "يبدو أنه في كل مرة يكون هناك تقدم، يقوم نتنياهو بقصف شخص ما". قيلت هذه التصريحات في ضوء حقيقة أن كبار مسؤولي "حماس" كانوا مجتمعين لمناقشة الإطار الذي قدمه الرئيس ترامب لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى.

وأوردت "معاريف" في حديث الباحث الإسرائيلي: "على نطاق أوسع، يبدو أن ترامب يرى أن محاولة الاغتيال تحمل في طياتها إمكانية الإضرار بمصالح استراتيجية واسعة للولايات المتحدة في المنطقة. علاوة على ذلك، وعلى المستوى الشخصي أيضا، فإنها تمثل ضربة لمكانة الرئيس ترامب، الذي لم يتمكن من منع إسرائيل من الهجوم على أراضي إحدى أهم الدول بالنسبة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والتي تستضيف أيضا أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. قد تثير العملية أيضا علامات استفهام لدى الدول العربية، وكذلك لدى "حماس"، حول قدرة ترامب على ضمان التعهدات التي أبدى استعداده لتقديمها لإنهاء الحرب. علاوة على ذلك، وفي ضوء فهم أن العملية أدت إلى تأخير، ولو مؤقت، في المحادثات، فإن هذا قد يؤثر بشكل مباشر على فرص ترامب في الفوز بجائزة نوبل للسلام، حيث من المقرر اتخاذ القرار بشأن الجائزة في أوائل شهر أكتوبر، ومن المتوقع الإعلان عن الفائز في 10 أكتوبر".

وتمت الإشارة إلى أنه "منذ الهجوم، يسعى ترامب والمتحدثون باسم إدارته إلى التأكيد على العلاقة الخاصة مع قطر وكونها شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فخلال زيارته الأخيرة لقطر قبل نحو أربعة أشهر، أبرم ترامب صفقات اقتصادية وأمنية بقيمة تزيد عن تريليون دولار، وتلقى أيضا طائرة بقيمة مئات الملايين من الدولارات كهدية من القطريين. وفي محاولة لتهدئة الغضب القطري، التقى ترامب برئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد آل ثاني، الذي يزور واشنطن هذه الأيام، ووعد بأنه لن تكون هناك هجمات إسرائيلية إضافية في الأراضي القطرية في المستقبل. وأوضح ترامب أيضا أنه أوعز بدراسة سبل تعميق التعاون الأمني مع قطر، بهدف إظهار الأهمية التي يوليها للعلاقات بين البلدين".

وذُكر في حديث المدير العام التنفيذي سابقا لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية مع "معاريف" أن "أحد الأسئلة المطروحة هو حول العلاقة الشخصية بين ترامب ونتنياهو. لقد شهدت هذه العلاقة صعودا وهبوطا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد غضب ترامب من اتصال نتنياهو لتهنئة بايدن بفوزه في انتخابات عام 2020. وفي العام الماضي، بدا أن العلاقة عادت إلى مسارها الطبيعي، كما انعكس هذا في الحرب ضد إيران. ومع ذلك، من الممكن أن تتغير علاقة ترامب بنتنياهو مرة أخرى بسبب محاولة الاغتيال، خاصة إذا توصل إلى استنتاج أن نتنياهو يضر بمصالح مهمة بالنسبة له".

وبين هار-تسفي أنه من هنا، يطرح السؤال حول السياسة الموصى بها لرئيس الوزراء نتنياهو في هذا الوقت. يبدو أنه لا جدال في أن جميع كبار مسؤولي حماس الذين حاولت إسرائيل اغتيالهم "يستحقون الموت، نظرا لتورطهم في فظائع السابع من أكتوبر وعمليات إرهابية أخرى ضد إسرائيل". ومع ذلك، فإن لمحاولة الاغتيال الحالية عواقب سلبية عديدة، في المقام الأول، على إمكانية دفع الصفقة لإعادة الـ 48 رهينة. يجب أن يكون هذا هو الهدف الأسمى الأكثر إلحاحًا لدولة إسرائيل. يجب أن تضع أي عمليةٍ إعادةَ الأسرى على رأس أولوياتها، حيث إن العواقب الوخيمة على جميع الأسرى ستكون واضحة للجميع إذا لم يتم التوصل إلى صفقة فورية"، حسب ما جاء في "معاريف".

وبالنسبة له، يجب على نتنياهو أولا وقبل كل شيء أن يدفع بالصفقة. بالإضافة إلى الواجب الإنساني، القيمي والوطني في إعادة جميع الأسرى إلى وطنهم، فإن هذا له أهمية على المستويات الاستراتيجية والسياسية والعملياتية والاقتصادية. هذا لمنع الغرق في المستنقع الغزاوي، الذي قد يؤدي إلى حكومة عسكرية وتحمل مسؤولية 2.2 مليون نسمة من سكان غزة.

ورأى الباحث في السياسات الاستراتيجية أن هذا يمثل عبئا لا يطاق على إسرائيل تحمله، وقد يؤدي أيضا إلى تفاقم كبير آخر في العلاقات المتوترة أصلا مع الدول العربية، وسيضر بقدرة إسرائيل على تركيز أقصى قدر من الموارد والقدرات على كبح مشروع إيران النووي والتعامل مع "التهديد المتعدد الأبعاد من قبل النظام في طهران، الذي جعل من تدمير إسرائيل هدفا رئيسيا له". في الوقت نفسه، يجب على رئيس الوزراء نتنياهو ضمان استمرار التنسيق العميق مع الولايات المتحدة وإظهار حذر شديد من أي خطوات إضافية قد تفاجئ وتحرج الإدارة الأمريكية، وخاصة الرئيس ترامب.

0 تعليق