تحتضن كوريا الجنوبية كل ما قد يرغب فيه السائح، فهي تتمتّع بتاريخ عريق وساحر، وثقافة رائعة، ومأكولات شهية، وبنية تحتية سياحية ممتازة، بما في ذلك شبكة سكك حديدية حديثة وعالية السرعة.
تتباين معالم كوريا الجنوبية السياحية ما بين معابد بوذية قديمة على قمم الجبال وناطحات سحاب حديثة للغاية في سيؤول، مثل برج لوت وورلد. كما أنها تحتضن واحدة من أكثر مناطق الجذب الفريدة في العالم التي يمكن زيارتها وهي أرضٌ لا يملكها أحد.
وفي التالي بعض المزارات السياحية التي لا يجب تفويتها عند زيارة ذلك البلد الآسيوي ذي الجذور التاريخية الضاربة في القدم.
منتزه سيوراكسان الوطني
أول منتزه وطني في كوريا، ويمكن القول إنه «أرض العجائب الطبيعية» لاحتضانه جبالاً وبحيراتٍ وشلالات وجداول، وتمتد خلاله مسارات بمسافات طويلة تمكّن من استكشافه.
ويشتهر المنتزه بتنوع الحياة الطبيعية فيه، إذ يضم أكثر من 1500 نوع مختلف من الحيوانات، وأكثر من 1000 نوع مختلف من النباتات، ويحتضن معبدين بوذيين يُعرف أحدهما باسم «معبد المئة بِركة»، نظراً لكثرة برك المياه المحيطة به، والتي تغذيها الجداول الجبلية.
ومن لا يرغب في المشي أو يشعر بالإجهاد سيجد «تلفريك» يأخذه إلى جبل سيوراكسان للاستمتاع بمشاهد خلابة للجبال والوديان. ويستغرق الوصول إلى المنتزه من سيؤول قرابة أربع ساعات بالحافلة أو ثلاث ساعات بالسيارة.
قصر تشانغدوكغونغ
من بين القصور الخمسة الفخمة التي بنتها سلالة جوسون في القرن الخامس عشر حول سيؤول، كان قصر تشانغدوكغونغ دائماً المقر الملكي المفضل، حيث كان الملك وأفراد العائلة المالكة يعيشون حياتهم اليومية.
والقصر ليس مبنىً واحداً فحسب بل هو مُجمّعٌ من المباني، ولكلٍّ منها غرضٌ مُختلف: أماكن إقامة، مكتبات، قاعات طعام، قاعات اجتماعات، وغيرها.
ومن الوجهات التي لا تفوّت هناك «حديقة هوون»، أو الحديقة السرية، والتي تبلغ مساحتها 78 فداناً وتقع خلف القصر، وتزخر بالمسارات والمساحات الخضراء والمعابد البوذية والجداول والبحيرات، ولكن الدخول إليها مقيد، لذا يجب الاشتراك في جولة سياحية.
قرية غاميتشيون
تحتضن بوسان، ثاني أكبر مدينة في كوريا الجنوبية، ساحلاً يزخر بشواطئ ومنتجعات خلابة. وتتميز هذه المنطقة أيضاً بالثقافة والتاريخ العريق، وعند الحضور إلى هناك يُوصى بعدم تفويت زيارة معبد بيوميوسا وكذلك قرية غامتشون الواقعة على سفح التل وهي قرية على الطراز الأوروبي تقع على المنحدرات فوق البحر، ويمكن القول بأنها النسخة الكورية من جزيرة سانتوريني.
أما محبو المأكولات البحرية، فعليهم التوجه إلى سوق جاغالتشي، أكبر سوق تجاري للمأكولات البحرية في البلاد، وجزء منه مفتوح للمستهلكين، وهناك العديد من المطاعم الصغيرة التي تقوم بطهي الأسماك التي يشتريها الزوار.
والوصول إلى بوسان سهل للغاية، إذ يمكن الوصول إليها من سيؤول في ساعتين وبضع دقائق عبر القطار السريع.
البرج
على كل من يزور سيؤول التوجه إلى برج المشاهدة الذي يعد من أشهر المعالم السياحية في المدينة، فموقعه أعلى جبل، إضافة إلى ارتفاعه الذي يجعلك ترى المدينة من ارتفاع يقارب 500 متر فوق مستوى سطح البحر.
وتضم الطوابق العليا من البرج مناطق مشاهدة داخلية وخارجية، إضافة إلى المطاعم. أما الواجهة الخارجية للبرج، فهي مغطاة بإضاءة تتوهج كل ليلة بعروض ضوئية بحسب الموسم.
ولا يقتصر البرنامج الترفيهي هناك على البرج فقط، حيث يمكن تخصيص بعض الوقت لاستكشاف المنطقة الجبلية المحيطة به، فهو يقع قرب قمة جبل نامسان، والمنطقة بأكملها هي حديقة نامسان التي تديرها المدينة.
وهناك أميال من المسارات التي يمكن من خلال صعودها استكشاف المنطقة، وأفضلها مسار جدار قلعة نامسان الذي يمتد على طول جدار مدينة سيؤول القديم، ويمنح شعوراً بأنها رحلة تاريخية خلابة، وكل ذلك يقع على بُعد دقائق قليلة من وسط مدينة سيؤول.
ويتوفر في المنطقة تلفريك ينقلك من المدينة (بالقرب من ميونغ دونغ) إلى قاعدة البرج ويمكنك بعد ذلك مواصلة التنزه سيراً على الأقدام.
وعلى مقربة تقع قرية نامسان هانوك، وبشكل عام تعد القرى التاريخية التي تم الحفاظ عليها بشكل جيد والمنتشرة في جميع أنحاء سيؤول وكوريا، نماذجَ مُعاداً بناؤها للأحياء الكورية القديمة. وتضم هذه القرية خمسة منازل كورية تقليدية مُرممة.
المتحف الوطني
باعتبار سيؤول عاصمة عالمية، فهي تزخر بالعديد من المتاحف، أكبرها المتحف الوطني الكوري، وكما هي الحال في متحف المتروبوليتان في نيويورك، لا يُمكن استكشاف هذا المتحف الكوري في زيارة واحدة، ومن الجيد أن الدخول مجاناً.
وتجمع المعروضات الواسعة التنوع بين الفن والتاريخ والآثار، والهدف منها إظهار تاريخ الثقافة الكورية ورواية قصة الشعب الكوري.
والمتحف معلم يستحق الزيارة، إذ يعود تاريخ معروضاته إلى أكثر من مليون عام، وتشمل حقباً مختلفة، بدءاً من أدوات العصر الحجري إلى الأعمال الفنية الحديثة لفنانين كوريين. ومن أشهر وأهم القطع الأثرية تمثال بوديساتفا البرونزي المُذهَّب وتاج سيلا الذهبي.
منتزه هاليو البحري الوطني
يضم منتزه هاليو البحري الوطني الخلاب، أميالاً من السواحل البكر على أكثر من 300 جزيرة منفصلة، وتضم كل منها مسارات للمشي مع إطلالات خلابة على المحيط والمنحدرات.
كما تضم المنطقة تلفريك يُعرف باسم تلفريك هاليوسودو، وهو نظام التلفريك الآلي الوحيد ثنائي الكابلات في البلاد. ويبلغ طول الرحلة نحو 2.4 كيلومتر، وتستغرق تسع دقائق للوصول إلى القمة تكافئ الزائر بإطلالات بانورامية على الريف والساحل، بما في ذلك جزيرة دايمادو اليابانية.
ونقطة الوصول الرئيسية للمنتزه ولموقع التلفريك تقع في تونغيونغ، على بعد خمس ساعات فقط من سيؤول عبر وسائل النقل العام.
جزيرة جيجو
وجهة سياحية شهيرة للغاية، ويمكن أن يُطلق عليها «هاواي كوريا»، وتُعدّ هذه الجزيرة البركانية وجهة مثالية لرحلة جوية داخلية سريعة لمدة ساعة من العاصمة سيؤول، وتتميز بشواطئها الخلابة وثقافتها وتاريخها العريق.
ويقع هناك أعلى جبل في كوريا الجنوبية، وهو بركان خامد يُدعى هالاسان، إلى جانب أميال من أنابيب حمم بركانية عملاقة بحجم أنفاق السكك الحديدية.
ومن المشاهد الغريبة في شاطئ جونجمون قيام بعض النساء بالغوص لعمق مئات الأقدام لصيد أنواع مختلفة من المأكولات البحرية، وهو تقليد بدأ منذ قرون.
كما تضم الجزيرة مئات الأميال من مسارات المشي والعديد من الينابيع الساخنة والمنتجعات الصحية.
0 تعليق