أصدرت شركة «إف 5» F5، العاملة عالمياً في تقديم وتأمين كل تطبيق وواجهة برمجة تطبيقات (API)، الاثنين، تقرير حالة استراتيجية تطبيقات الذكاء الاصطناعي 2025 الخاص بها، والذي كشف أن 2% من المؤسسات العالمية فقط على استعداد جيد، لتوسيع نطاق نشر الذكاء الاصطناعي بأمان في عملياتها. ويجمع التقرير أفكار وآراء 650 من قادة تكنولوجيا المعلومات العالميين، وبحثاً إضافياً بمشاركة 150 خبيراً استراتيجياً في مجال الذكاء الاصطناعي، يمثلون مؤسسات تولّد عائدات سنوية، تصل إلى 200 مليون دولار على الأقل.
يكشف التقرير حقائق صارخة حول مدى جاهزية المؤسسات لاعتماد الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على التكيف لمواكبة الابتكارات الجديدة. وأظهرت أبرز نتائج التقرير أنه على الرغم من الجاهزية المعتدلة لنحو 77% من الشركات لاعتماد الذكاء الاصطناعي، إلا أن معظمها يفتقر إلى الأسس الراسخة للحوكمة والأمن عبر البيئات السحابية، ما يجعلها عرضة للمخاطر. وفي الأثناء، أوضح التقرير أن 21% من الشركات تقع في مستويات الجاهزية المنخفضة، الأمر الذي يحدّ من قدرتها التنافسية بالتزامن مع قيام الذكاء الاصطناعي بإحداث تحولات جذرية في القطاعات المختلفة.
توسع نطاق الاستخدام
بيّن البحث الذي أجرته الشركة توجهات تسلط الضوء على توسع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل المؤسسات في الوقت الحالي. وبشكل عام، فإن 70% من المؤسسات ذات الجاهزية المعتدلة، تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل نشط، في حين أن الغالبية العظمى من باقي المؤسسات تعمل على تطويره. كما أن 25% من التطبيقات وسطياً تستخدم الذكاء الاصطناعي.
ويُقدّم التقرير لمحة عن أحدث التوجهات المعتمدة من قبل المؤسسات، التي تواجه صعوبات في اعتماد الذكاء الاصطناعي. وأشار نحو ثلثي المشاركين في الاستطلاع (65%) بأنهم يستخدمون نموذجين مدفوعين أو أكثر، بالإضافة إلى نموذج واحد مفتوح المصدر على الأقل. وتستخدم المؤسسات النموذجية ثلاثة نماذج تقريباً، وغالباً ما يرتبط استخدام النماذج المتعددة بالنشر في أكثر من بيئة أو موقع واحد.
وتعتبر النماذج المدفوعة مثل «تشات جي بي تي-4» (GPT-4) الأكثر استخداماً في الوقت الحالي، ولكن البدائل مفتوحة المصدر تحظى هي الأخرى بشعبية كبيرة.
وقال جون ماديسون، الرئيس التنفيذي لشؤون المنتجات والتسويق المؤسسي لدى الشركة: «بالتزامن مع تحول الذكاء الاصطناعي إلى عامل رئيسي في استراتيجيات الأعمال، فإن الجاهزية تتطلب أكثر من مجرد التجربة، إذ تحتاج إلى الأمن وقابلية التوسيع والتوافق. يسلط هذا التقرير الضوء على الخطوات الممكن اتخاذها حتى تتمكن المؤسسات من توظيف الذكاء الاصطناعي في عملياتها بثقة كبيرة».
تحديدات الأمن السيبراني
يسلط التقرير الضوء على المخاوف الحساسة المرتبطة بالأمن السيبراني، وذلك بالتزامن مع توسيع المؤسسات لقدرات الذكاء الاصطناعي لديها، كما يكشف عن التوجهات المثيرة للقلق والمتعلقة بقدرة المؤسسات على تجاوز تعقيدات ضمان أمن أحمال عمل الذكاء الاصطناعي. وشملت أبرز توجهات الأمن الإلكتروني المذكورة في التقرير كلاً من:
تنظر المؤسسات إلى الذكاء الاصطناعي على أنه أصل فعال في ضمان الأمن السيبراني: 71% من جميع الذين شملهم التقرير، أفادوا بأنهم يستخدمون بالفعل الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن.
ضعف أدوات الحماية الخاصة بالذكاء الاصطناعي: 18% فقط من المؤسسات ذات مستويات الجاهزية المعتدلة قامت بنشر جدار حماية خاص بالذكاء الاصطناعي، في حين يخطط 47% للقيام بذلك خلال عام.
نقاط الضعف في حوكمة البيانات: تمارس 24% فقط من المؤسسات التصنيف المستمر للبيانات، ما يشير إلى انخفاض الشفافية وزيادة مخاطر الهجمات العدائية.
التفاوت بين البيئات السحابية: تخلق البيئات الهجينة فجوات في الحوكمة، ما يعرض سير العمل والبيانات للثغرات ونقاط الضعف.
اتساع نطاق الأسطح المعرضة للهجوم: يؤدي استخدام نماذج ذكاء اصطناعي متنوعة إلى مفاقمة المخاطر، في حال عدم وجود أطر تحكم مناسبة للأدوات مفتوحة المصدر.
توصيات لتعزيز الجاهزية
يشتمل التقرير على مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الذي يعتبر إطار عمل يقيس ستة عوامل للنضج التشغيلي بما في ذلك مدى توافق البنية التحتية والأمن السيبراني. وتعرض الشركة مجموعة من الإجراءات الرئيسية التي يمكن للمؤسسات اتخاذها لتعزيز قابلية التوسع والأمان في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تشمل ما يلي:
تنويع نماذج الذكاء الاصطناعي: استخدام أدوات ذكاء اصطناعي مدفوعة ومفتوحة المصدر، مع القيام في ذات الوقت بتحسين الحوكمة.
توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في سير العمل: المضي إلى ما بعد المراحل التجريبية ودمج الذكاء الاصطناعي في العمليات والتحليلات والأمن.
دمج أدوات أمن سيبراني خاصة بالذكاء الاصطناعي: نشر أدوات مثل جدران حماية مخصصة للذكاء الاصطناعي، وتطبيق عمليات حوكمة بيانات رسمية، بما في ذلك تصنيف البيانات.
قال محمد أبو خاطر، نائب الرئيس الإقليمي للمبيعات في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى F5: «تتسق البيانات الواردة في تقرير حالة استراتيجية تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع ما نلمسه في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد قيام العديد من المؤسسات وعلى نحو متزايد بدمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها، ولكن غالباً من دون توافر مستويات حوكمة أو ضوابط وقائية كافية».
0 تعليق