إيجارات الوحدات السكنية تقفز بنسب ملحوظة في أبوظبي - زاجل الإخباري

شهدت إيجارات الوحدات السكنية في مدينة أبوظبي وضواحيها ارتفاعاً ملحوظاً خلال النصف الأول من العام الجاري، مدفوعاً بارتفاع الطلب على الوحدات السكنية، ما دفع ملاك وشركات إدارة العقارات إلى رفع الإيجارات، سواء باتباع الزيادة السنوية القانونية المقدرة بـ5%، أو تأجير الوحدات المتاحة بأسعار أعلى مما كانت عليه سابقاً بنسبة تراوح بين 10 و15%، ما أثر في العديد من المستأجرين، ودفعهم للبحث عن حلول تتمثل في استئجار وحدات بمساحات أصغر أو الانتقال إلى السكن في الضواحي.رغم دخول آلاف الوحدات السكنية الجديدة إلى السوق خلال العام الجاري، إلا أن الطلب على العقارات لا يزال مرتفعاً، مدفوعاً بقدوم العديد من العائلات ورجال الأعمال بغرض الاستثمار والإقامة في أبوظبي، واستقطاب أعداد متزايدة من الموظفين بغرض العمل في المشاريع الكبيرة التي تحتضنها الإمارة.

ورغم الإيجارات السكنية المرتفعة في جزيرة السعديات وجزيرة ياس وجزيرة الريم ومنطقة شاطئ الراحة ومنطقة الكورنيش في أبوظبي، إلا أن الأسعار واصلت الارتفاع بسبب الطلب الكبير عليها، وتفضيل العديد من المستأجرين الإقامة بها لكونها تضم مرافق حديثة وخدمات أمن ومراقبة وأندية رياضية وصحية ومسابح متاحة للمستأجرين وغيرها من الخدمات الأخرى.

وبفضل جاذبية بعض ضواحي أبوظبي، مثل مدينة خليفة والشامخة وبني ياس، بسبب المساحات الواسعة للوحدات السكنية، إلا أن الطلب المتزايد في هذه المناطق، وانتقال أعداد متزايدة من المستأجرين إليها قد دفع الإيجارات بها للارتفاع أيضاً.

طرق جديدة لرفع الإيجارات

وقد لجأ بعض الملاك وشركات تأجير العقارات إلى طرق جديدة لرفع الإيجارات بنسبة أكبر، وذلك عبر طلب إخلاء البنايات السكنية بغرض إجراء عمليات صيانة لها، حيث ضغط ذلك على سوق العقارات، مع توجه عدد من المتضررين للبحث عن وحدات سكنية لاستئجارها بأسعار مناسبة، أو التوجه إلى ضواحي أبوظبي للبحث عن وحدات سكنية بإيجارات مقبولة.

وتبقى هذه محاولات وجهوداً من بعض الملاك وشركات الإدارة، في ظل التزام العدد الأكبر من هؤلاء بتطبيق الزيادة السنوية المقررة بنسبة 5%.

ويتوقع أن تسهم المشاريع العقارية الجديدة والانتهاء من المشاريع القائمة في دخول آلاف الوحدات السكنية إلى السوق، ما سيدعم استقرار الإيجارات في الفترة المقبلة، ويلبّي الطلب المتزايد على الوحدات المؤجرة، خاصة أن بعض المستأجرين أصبحوا يتجهون لشراء وتملك العقارات بغرض الاستخدام النهائي بدلاً من مواصلة دفع الإيجار بدون أي عائد أو استثمار.

فئة استوديو

سجلت إيجارات وحدات «استوديو» ارتفاعاً ملحوظاً في القيمة الإيجارية بسبب زيادة الطلب عليها، خاصة من قبل الأفراد أو العائلات الصغيرة، وتتركز وحدات استوديو في العديد من مناطق أبوظبي، إلا أن الطلب يرتفع في جزيرة الريم التي تضم العديد من الشركات والمؤسسات، ويزداد الطلب على هذا النوع من الوحدات من قبل الأفراد الموظفين والموظفات الذين يفضلون السكن بالقرب من مقار أعمالهم. وقد سجلت القيمة الإيجارية لوحدات «استوديو»، ارتفاعاً محدوداً في العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، يتراوح بين 5 و10%، بينما عمد ملاك الوحدات السكنية إلى تأجير الوحدات بعقود جديدة بمبالغ أكبر في ظل ارتفاع الطلب ومحدودية المعروض.

فئة «غرفة وصالة»

تعتبر الوحدات السكنية الصغيرة، خاصة من فئة غرفة وصالة، الأكثر طلباً من قبل الأفراد الذين يبحثون عن مساحات واسعة نسبياً بالنسبة لهم أو للأسر الصغيرة.

ومع ارتفاع القيمة الإيجارية للمساكن في أبوظبي، بدأت العديد من الأسر بالتوجه للوحدات الأصغر، من حيث المساحة وعدد الغرف للتأقلم مع القيم الإيجارية المرتفعة، ما جعل فئة غرفة وصالة الأكثر ملائمة لهم. وتنتشر وحدات غرفة وصالة في جميع أنحاء أبوظبي، إلا أن القيمة الإيجارية لها شهدت ارتفاعاً ملحوظاً منذ العام الماضي وحتى العام الجاري، وتراوحت الزيادة بين 5-15%، خاصة في المناطق الأكثر طلباً مثل جزيرة الريم وشاطئ الراحة ومنطقة كورنيش أبوظبي.

فئة «غرفتين وصالة»

تعتبر الخيار المفضل للعائلات التي تضم عدد أفراد بين متوسط وكبير، ورغم أن هذه الفئة الأكثر، من حيث عدد الوحدات في أبوظبي، إلا أن الطلب عليها مرتفع جداً، ما يجعل الملاك وشركات إدارة العقارات يواصلون رفع قيمتها الإيجارية بشكل مستمر، أو تأجير الوحدات المتاحة بقيمة أعلى لتحقيق مردود أكبر. وتعتبر إيجارات هذه الفئة في مناطق الراحة والسعديات والريم الأكثر ارتفاعاً من حيث القيمة، وتناسب ذوي الدخل المرتفع، حيث تتوفر في الأبراج والمباني خدمات متنوعة مثل المسابح والمرافق الخدمية وأندية صحية ومواقف للسيارات، بينما يفضل ذوو الدخل المتوسط استئجار الوحدات السكنية من هذه الفئة في داخل أبوظبي، حيث تعتبر أسعارها مناسبة وتتمتع بمساحات أوسع خاصة في المباني التي مضى على إنشائها أكثر من 20 عاماً.

فئة «3 غرف وصالة»

تعتبر الخيار المفضل لذوي الدخل المرتفع أو العائلات الكبيرة التي تبحث عن عدد كبير من الغرف لاستيعاب أفرادها بشكل مناسب ومريح.

كما يفضلها الموظفون والعاملون الذين توفر لهم جهات عملهم بدل سكن، حيث يستفيدون من هذا البدل في اختيار وحدات سكنية بعدد غرف يلبي احتياجاتهم، وقد يعمد بعض المستأجرين إلى دفع جزء من رواتبهم، إضافة إلى بدل السكن، لتغطية القيمة الإيجارية لهذه الوحدات، لكون قيمتها مرتفعة وقد لا يغطيها بند بدل السكن بالكامل.

وتعتبر مناطق شاطئ الراحة وجزيرة السعديات وجزيرة الريم الأكثر طلباً على هذا النوع من الوحدات، لكونها تقع في الأجزاء التي جرى تطويرها مؤخراً، وتتمتع بخدمات ومرافق عالية ومتنوعة، ومواقع للسيارات تناسب العدد الكبير لأفراد الأسرة.