الروبوتات.. من المصانع إلى بيوتنا وحياتنا اليومية! - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد صناعة الروبوتات في عام 2025 طفرة غير مسبوقة، إذ لم تعد هذه التكنولوجيا حبيسة خطوط الإنتاج في المصانع، أو مقتصرة على المهام البسيطة في المنازل، بل أصبحت تدخل بقوة في قطاعات الرعاية الصحية، والخدمات اليومية، وحتى الترفيه. ومع تسارع الاستثمار في الأتمتة، يتزايد حضور الروبوتات الصناعية والخدمية في حياتنا اليومية، لتشكّل مزيجاً بين الكفاءة الاقتصادية وتحسين مستوى الخدمات والأمان.

لطالما ارتبطت الروبوتات الصناعية بمهام شاقة، مثل اللحام والتجميع والتعبئة، حيث تميزت بالدقة والقدرة على إنجاز العمل المتكرر بكفاءة أكبر من الإنسان. وفي عام 2025، لا تزال هذه الوظائف تشكّل جوهر عمل الروبوتات الصناعية، لكن المشهد توسّع بشكل واضح.

ووفقاً لتوقعات منصة «ستاتيستا»، فإن عوائد الروبوتات في 2025 ستشهد نمواً كبيراً في قطاعات الطب والخدمات المنزلية والترفيه، وهو ما يعكس التحول من الاستخدام التقليدي إلى دخول مجالات متعددة.

وتتنوع نماذج الروبوتات الصناعية لتلبية احتياجات مختلفة تعكس التطور التكنولوجي، فما بدا كأدوات ثقيلة للمصانع تحوّل اليوم إلى حلول ذكية تدعم صناعات مختلفة، مدفوعة برغبة الشركات في تقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية. ومن بين هذه النماذج «الروبوتات المفصلية»، وهي أذرع مرنة متعددة المفاصل، تُستخدم بكثرة في أعمال التجميع. و«روبوتات سكارا»(SCARA)، المتخصصة في الحركات الجانبية، والشائعة في صناعة الإلكترونيات. وهناك «روبوتات دلتا» الخفيفة والسريعة، وغالباً ما تُوظّف في التعبئة والتغليف. وأيضاً «الروبوتات التعاونية» (كوبوتس)، وصُممت للعمل بأمان جنباً إلى جنب مع البشر، خاصة في المساحات الصغيرة.

الروبوتات الطبية.. السوق الأكبر في 2025

ويتصدر القطاع الطبي المشهد، مع توقعات بأن يستحوذ على نحو 27% من إجمالي عائدات الروبوتات في 2025. ومن الملاحظ أن المستشفيات والعيادات باتت أكثر استعداداً لتوظيف الروبوتات في الرعاية اليومية والعلاجات الدقيقة، ما يعكس تزايد أهمية هذه التقنية في المجال الصحي.

وبفضل قدرتها على تكرار المهام بجودة ثابتة، أصبحت الروبوتات شريكاً أساسياً في تحسين الخدمات الصحية. وبرز استخدامها في مهام طبية متعددة، أبرزها الجراحة، وذلك من حيث توجيه الأطباء في العمليات الدقيقة. والتعقيم، عبر آلات متخصصة في تنظيف الغرف والمعدات للحد من العدوى. إضافة إلى إعادة التأهيل، من خلال أدوات تساعد المرضى على استعادة الحركة بعد الإصابات. واللوجستيات الطبية ونقل الأدوية والمستلزمات داخل المستشفيات، ما يتيح للطاقم التفرغ لرعاية المرضى.

الروبوتات .. من الرفاهية إلى الضرورة

لم يعد وجود الروبوتات في المنازل مجرد رفاهية، بل أصبح واقعاً متزايد الانتشار. وتشير التوقعات إلى أن الروبوتات المنزلية ستستحوذ على قرابة 20% من العائدات، في حين ستشكل الخدمية منها نحو 10% إضافية. وهذا التحول يعكس إدراك الناس لقيمة الوقت وتقليل الأعمال المتكررة، إذ تنتقل الروبوتات تدريجياً من كونها ابتكاراً جديداً إلى أداة أساسية في الحياة اليومية.

ومن أبرز أمثلة الاستخدام المنزلي والخدمي المكانس الآلية الذكية، والتي باتت شائعة في ملايين المنازل حول العالم. وجزازات العشب الآلية، المستخدمة في الحفاظ على الحدائق دون جهد بشري كبير. فضلاً عن روبوتات الخدمة في المطاعم والمقاهي، والتي، رغم محدودية انتشارها، تُختبر في عدد من الأسواق وتقدم تجربة جديدة للعملاء، ما يوضح دورها المتنامي في قطاع الضيافة.

الترفيه واللوجستيات والزراعة

إلى جانب القطاعات الكبرى، تتوسع الروبوتات في مجالات أخرى ذات حصة، قد تبدو صغيرة بمفردها، إلا أنها تُشكل مجتمعة جزءاً مهماً من السوق ككل. وتشير التوقعات إلى أن روبوتات الترفيه ستستحوذ على 9.3% من الإيرادات، والإلكترونيات 6.7%، والخدمات اللوجستية 5.8%، والسيارات 5.6%، والزراعة 3.8%، والصناعات الكيميائية 2%.

إن دخول الروبوتات في قطاعات متعددة لا يقتصر على إحلال الآلات محل البشر، بل يفتح المجال أمام إعادة توزيع المهام، بحيث يركز الإنسان على التفكير والابتكار والتواصل، بينما تتولى الروبوتات الأعمال الميكانيكية الدقيقة والمتكررة. وبذلك، يصبح عام 2025 محطة رئيسية في مسار التحول نحو مجتمع يعتمد بصورة أوسع على الذكاء الآلي.

0 تعليق