يواصل مركز دبي للسلع المتعددة، توسيع نطاق حضوره في آسيا من خلال توجه استراتيجي جديد نحو كوريا الجنوبية والذي تُوِّجَ بإبرام شراكة رفيعة المستوى مع الوكالة الوطنية لترويج صناعة تكنولوجيا المعلومات (NIPA)، والتي وُقِّعَت خلال فعاليات جولته الترويجية العالمية «وجد من أجل التجارة» التي أقيمت في سيؤول، في خطوة تؤكد عمق الروابط الاقتصادية المتنامية بين البلدين.
وتهدف مذكرة التفاهم الجديدة إلى إرساء إطار عمل استراتيجي يتيح لكل من مركز دبي للسلع المتعددة و«الوكالة الوطنية لترويج صناعة تكنولوجيا المعلومات» تعزيز آفاق التعاون المشترك في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلاً عن تشجيع الشراكات القائمة على الابتكار، وتسريع وتيرة التوسع العالمي للشركات الكورية الناشئة انطلاقاً من دبي، للاستفادة من بيئتها الاقتصادية الحيوية وموقعها الاستراتيجي الفريد.
تسهيل الوصول إلى مصادر التمويل
بموجب هذه الاتفاقية، سيقدّم المركز الدعم اللازم والمصمم خصيصاً للشركات الكورية الجنوبية المؤهلة، حيث يشمل ذلك تسهيل الوصول إلى مصادر التمويل، وتقديم الإرشادات اللازمة لدخول الأسواق، وضمان اندماجها السلس في منظومته التكنولوجية التي تشهد نمواً متسارعاً، لتمكينها من تحقيق النجاح والازدهار.
وتندرج هذه الخطوة في صميم استراتيجية المركز الأوسع نطاقاً، والتي ترمي إلى توثيق روابطه مع مراكز الابتكار التي تسجل معدلات نمو عالية في جميع أنحاء قارة آسيا، بما يعزز مكانة دبي وجهةً عالميةً رائدةً للاستثمار والأعمال.
ومع تنامي سمعة كوريا الجنوبية بوصفها قوة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية الرقمية، ينظر مركز دبي للسلع المتعددة إلى سيؤول شريكاً محورياً قادراً على تسريع وتيرة الاستثمارات العابرة للحدود، وتوسُّع الشركات الناشئة، وتفعيل أوجه التعاون في قطاعات محددة، لا سيما في ظل الأطر التجارية الجديدة مثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وكوريا التي تتيح فرصاً أوسع للوصول إلى الأسواق، وتعزز التكامل الإقليمي، تمهيداً لمرحلة جديدة من النمو الاقتصادي المشترك.
خطوة محورية لتدفقات رأس المال
قال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة: «تمثل شراكتنا مع الوكالة الوطنية لترويج صناعة تكنولوجيا المعلومات خطوة محورية لتحفيز تدفقات جديدة لرأس المال بين دولة الإمارات وكوريا، وتسريع وتيرة نقل التكنولوجيا، ودعم الجيل القادم من الشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة لتوسيع نطاق أعمالها على الصعيد العالمي، انطلاقاً من دبي. ويتزامن هذا الإعلان مع قرب دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وكوريا حيز التنفيذ، وهو ما يعزّز ممرات التجارة والاستثمار، ويخلق فرصاً تجارية جديدة لكلا الجانبين.
ومع احتضان المركز لأكثر من 110 شركات كورية، يعد المركز، الوجهة المفضلة في المنطقة للشركات الكورية، وهي مكانة ستسهم هذه الشراكة في تعزيزها وترسيخها، بما يفتح آفاقاً أرحب للنمو والازدهار المتبادل.
إرساء شراكة مثمرة
فيما قال يون كيو بارك، رئيس الوكالة الوطنية لترويج صناعة تكنولوجيا المعلومات:« فيما نمضي قدماً نحو عصر الذكاء الاصطناعي، تُعدّ هذه الاتفاقية خطوة بالغة الأهمية على طريق إرساء شراكة مثمرة تعود بالنفع على بلدينا. فمن خلال هذا التعاون مع المركز، ستسهم شركاتنا في تلبية الاحتياجات التي تسعى دبي إلى دعمها، في حين ستعمل دبي بدورها على دعمنا في الجوانب التي نواجه فيها بعض التحديات، وبهذه الطريقة سنعزز قدرتنا الجماعية على المنافسة والازدهار على الساحة العالمية، وتحقيق ريادة مشتركة في اقتصاد المستقبل القائم على الابتكار».
110 شركات كورية
ويحتضن مركز دبي للسلع المتعددة حالياً ما يزيد على 110 شركات كورية جنوبية، مسجلاً نمواً في أعدادها تجاوز 16% خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وهو ما يعكس الإقبال الكبير من جانب الشركات الكورية التي تتطلع إلى التوسع في أسواق الشرق الأوسط عبر بوابة دبي الاستراتيجية، للاستفادة من المزايا التنافسية الفريدة التي توفرها الإمارة.
وبالنظر إلى مكانة كوريا الجنوبية التي تُصنَّف واحدة من أكثر الاقتصادات الرقمية تقدماً في العالم، فإنها تمثل شريكاً طبيعياً لمركز دبي للسلع المتعددة الذي يواصل بدوره توسيع منظومته التكنولوجية سريعة النمو، والتي تحتضن اليوم قرابة 3,400 شركة متخصصة في هذا المجال الحيوي، ما يخلق فرصاً هائلة للتعاون وتبادل الخبرات التقنية.
وقد أُقيمت نسخة سيؤول من جولة «وجد من أجل التجارة» بالتعاون مع شركة «اكسيليريتور جي سي سي» (AcceleratorGCC)، وبدعم من الوكالة الوطنية لترويج صناعة تكنولوجيا المعلومات، حيث استقطبت الجولة 130 من كبار المسؤولين الحكوميين ورواد الأعمال والمستثمرين وقادة القطاعات الصناعية في كوريا، الذين اجتمعوا لاستكشاف آفاق الفرص الواعدة المتاحة، والبناء على القواسم المشتركة لتعزيز الشراكات الاقتصادية. واطّلع المشاركون خلال الفعالية على الدور الذي تضطلع به المنطقة الحرة للمركز في توفير البنية التحتية المتطورة، وتسهيلات الوصول إلى رأس المال، والوضوح التنظيمي اللازم لدعم الشركات الكورية في مساعيها لدخول الأسواق عالية النمو في مناطق الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا.
0 تعليق