عاجل

خدوش الأسنان المجهرية تكشف أسرار الديناصورات ذات الأعناق الطويلة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في اكتشاف علمي جديد، نجح فريق بحثي دولي بقيادة جامعة فراي برلين (Freie Universität Berlin) في استخدام تقنية مبتكرة تعرف باسم تحليل نسيج التآكل المجهري للأسنان (DMTA) لدراسة عادات التغذية وحركة الديناصورات العاشبة الضخمة من نوع صوروبود (Sauropods) التي عاشت قبل نحو 150 مليون سنة، ويعد هذا البحث الأول من نوعه الذي يطبق هذه التقنية على الديناصورات، بعد أن كان استخدامها مقتصرًا على دراسة الثدييات.

الدراسة، التي نُشرت نتائجها في 7 سبتمبر 2025، اعتمدت على فحص 322 مسحًا ثلاثي الأبعاد عالي الدقة لأسنان صوروبود جُمعت من مواقع أثرية في البرتغال والولايات المتحدة وتنزانيا، بهدف فهم النظام الغذائي، الهجرة، والتكيفات البيئية لهذه الكائنات العملاقة.

منهجية مبتكرة لفهم عادات التغذية
 

قام الباحثون، ومن بينهم الدكتورة دانييلا إي. وينكلر والدكتور إيمانويل تشوب والباحث أندريه ساليرو، بتحليل أنماط التآكل الدقيقة على الأسنان لمعرفة طبيعة الغذاء الذي اعتمدت عليه هذه الديناصورات، وتكشف النتائج أن التغيرات المناخية والبيئة الغنية بالرمال الغنية بالكوارتز لعبت دورًا رئيسيًا في زيادة تآكل الأسنان، وهو ما يشير إلى أن المناخ كان مؤثرًا في أنماط التآكل بقدر تأثير النظام الغذائي نفسه.

نتائج تكشف عن الهجرة والتنوع البيئي
 

أظهرت المقارنات بين 39 عينة من ثلاث تشكيلات جيولوجية بارزة من العصر الجوراسي — لورينها (البرتغال)، موريسون (الولايات المتحدة)، وتينداغورو (تنزانيا) — وجود اختلافات واضحة بين الأنواع والمناطق. لكن اللافت أن أسنان كاماراصوروس (Camarasaurus) من البرتغال وأمريكا أظهرت تشابهًا كبيرًا، مما قد يشير إلى هجرة موسمية لهذه الديناصورات بحثًا عن نباتات مفضلة.

آفاق مستقبلية للبحث
 

تفتح هذه النتائج الباب أمام المزيد من الدراسات حول:
• الفروق الغذائية بين أعمار الديناصورات المختلفة.
• دراسة الأنواع القزمة مثل يوروباصوروس (Europasaurus).
• إضافة بيانات أوسع عن ديناصورات البرتغال لتكوين صورة أوضح عن النظم البيئية الجوراسية.

ويؤكد العلماء أن هذه الدراسة لا تقتصر على فهم ديناصورات الصوروبود فقط، بل تساهم أيضًا في إعادة بناء مشهد البيئة القديمة (Paleoecology)، بما في ذلك استراتيجيات التعايش وتقسيم الموارد بين الأنواع المختلفة.

0 تعليق