غزة - "الأناضول": "النيران التهمت كل شيء"، بهذه الكلمات وصف محمد البس اللحظات الأولى التي تلت استهداف مركز إيواء مدرسة "الشيخ جميل" بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وباستهداف "الشيخ جميل"، يرتفع عدد مراكز الإيواء التي استهدفها الجيش الإسرائيلي من 213 وفق معطيات نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، صباح أمس، إلى 214 منذ بدء الإبادة الجماعية.
دمار ودماء
قال البس: "كنا نجلس على أبواب الغرف الصفية مساءً كالعادة، لم يصلنا أي تحذير، وفجأة سمعنا دوي انفجار عنيف، هرعنا مسرعين باتجاه المكان لمعرفة ما حدث، لكننا لم نجد سوى الدمار والدماء والجثامين".
ويضيف بنبرة حزينة؛ إثر مقتل 4 من أفراد عائلته في القصف: "النيران كانت تلتهم كل شيء، وأسطوانات الغاز تشتعل والدخان يملأ المكان".
وأشار إلى أن هذه المدرسة التي تتبع لوكالة الغوث الأممية "معروفة للجميع أنها تؤوي نازحين مدنيين، ولا يوجد فيها أي نشاط عسكري".
وأضاف عن ذلك: "فقط يعيش هنا أطفال ونساء وشيوخ في أوضاع صعبة، إذاً لماذا تُرتكب بحقنا هذه المجازر؟!".
بدوره، يقول المسن أحمد سرحان، وهو شاهد آخر من داخل مركز الإيواء: "كنا نجلس في ساحة المدرسة بأمان كباقي الأيام، وفجأة حدث الانفجار، لم نكن نعلم أين أو كيف".
ويؤكد سرحان أن المدرسة "تضم نازحين فقط، ولا يوجد أي نشاط عسكري داخلها أو تواجد لعناصر عسكرية".
ولفت إلى أن الغرف الصفية، التي استهدفها الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر، كان يتواجد بداخلها "أطفال ونساء وشيوخ بينهم رجل مُسن شارف عمره على 80 عاماً".
ويستكمل واصفاً المشهد: "في الغرفة المجاورة، استشهدت عائلة كاملة: امرأة ووالدها وزوجها".
استشهد أطفالي
من جانبها، تقول "أم محمد" طافش: إنها فقدت أطفالها الستة في المجزرة الإسرائيلية التي طالت مدرسة "الشيخ جميل".
وأضافت: "كنت أصرخ عندما رأيت جثث الأطفال تصل إلى مجمع ناصر الطبي تباعاً".
وبعد بكاء شديد، أعربت طافش عن صدمتها من فقد جميع أطفالها، قائلة: "لا أصدق أنهم رحلوا جميعاً".
وتابعت بصوت مرتجف: "كانوا هنا في المدرسة يبحثون عن الأمان، لكنهم قصفونا بلا رحمة، استشهد أطفالي ولم يتبق لي شيء".
ونُقل القتلى والجرحى إلى مجمع ناصر الطبي غرب خان يونس، حيث عاش هو الآخر جانباً من المأساة جراء هذه المجزرة.
وارتسمت ملامح الحزن والغضب على وجوه النازحين وذوي القتلى الذين هرع بعضهم إلى ثلاجات الموتى بحثاً عن أقاربهم، والبعض الآخر لإلقاء نظرة الوداع.
وقالت شقيقة أحد الشهداء (لم تذكر اسمها): "كيف يمكن أن يحدث هذا؟ الجميع كانوا يحتمون داخل المدرسة التي ترفع علم الأونروا".
وأدانت استمرار الصمت العالمي بحق ما يحدث في قطاع غزة من جرائم إسرائيلية، مطالبة بمحاكمة ومحاسبة الجيش الإسرائيلي على قتلهم للأطفال.
0 تعليق