غزة - "الأيام": استُشهد المواطن خالد نبهان، صاحب المقولة الشهيرة "روح الروح"، إثر قصف إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات بقطاع غزة، أمس، ليلتحق بحفيدته "ريم" التي استشهدت قبل نحو العام، خلال حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل صوراً وفيديوهات تظهر الشهيد نبهان وهو مسجى على سرير والدماء تنزف من وجهه، بعد تعرضه للإصابة جراء القصف الإسرائيلي.
وأثارت شهادة نبهان حالة عميقة من الحزن لدى العديد من رواد مواقع التواصل، الذين استذكروا مقطع الفيديو له وهو يحمل جثمان حفيدته ريم التي رحلت في تشرين الثاني 2023، ويخاطبها وكأنها حية، ثم يقول عبارته الشهيرة: "هذه كانت روح الروح"، في مشهد مؤلم أبكى الكثيرين.
قصة "روح الروح"
في تشرين الثاني 2023، قتلت غارة إسرائيلية ريم وشقيقها طارق، حفيدي الجد نبهان المكنى بـ"أبو ضياء".
آنذاك، تداول ناشطون على شبكات التواصل مقطع فيديو يُظهر الجد حاملاً بين ذراعيه جثمان ريم، ويودعها بأسلوب مؤثر ومبكٍ.
وهو يحتضن جثمانها برفق، قال الجد نبهان بكلماته الحنونة المعهودة "روح الروح هذه.. روح الروح"، وفق ما أظهره مقطع الفيديو.
وقال الجد نبهان، آنذاك إن "حفيدتي ريم، روح الروح، كانت تعيش معي باستمرار، كنت ألعب معها كل يوم، ولكن لم أكن أقول لها روح الروح، كنت أقول لها: يا حبيبتي، يا قلبي، يا عيوني".
وأضاف إنه "كانت مفاجأة بعد يوم واحد من دفن حفيدتي، حيث انتشر مقطع الفيديو وأنا أداعب ريم وطارق، والناس تقول لي: هذه اللقطات أثرت في قلوبنا".
وعن شوقه لها بعد استشهادها، قال الجد إن "ريم، روح الروح، ذبحت روحي، أستيقظ من النوم وأنام، والدموع تملأ عيني".
ولم ينس نبهان يوما "ريم" التي بثت الحياة والبراءة في قلبه قبل أن تغادر هذا العالم الذي لم ترَ منه شيئاً بعد.
وهذا ما كرره الجد نبهان في مقابلات ومقاطع فيديو انتشرت له خلال عام بعد استشهاد ريم، وفي تموز الماضي رزق الجد بحفيدة جديدة أطلق عليها اسم روجاد.
وقال نبهان، في فيديو نشره آنذاك عبر منصة انستغرام: "الحمد لله رب العالمين ربنا أكرمنا بهذه الطفلة، في يوم مميز ميلادياً (7 تموز) وهجريا (1 محرم)، وسميناها روجاد، وللتسمية سبب وهي تعني وقت صلاة الفجر".
العمل الإنساني
بعد استشهاد حفيدته ريم، أفنى الجد نبهان ما تبقى من حياته بتقديم العمل الخيري للعائلات المكلومة من حرب الإبادة الجماعية. كما ساهم في تقديم الدعم المعنوي لهم من خلال تخفيف أهوال الحرب عليهم وحثهم على الصبر على ما أصابهم.
وشارك في عمل تكيات لتوزيع الطعام على المواطنين في ظل الجوع المستفحل بالقطاع، حيث كانت آخر مشاركة معلنة له قبل نحو 5 أيام، وفق ما أظهره مقطع فيديو على فيسبوك.
كما ظهر له مقطع فيديو لاقى انتشاراً واسعاً في حزيران الماضي، وهو يطعم قططاً ضالة جائعة في الشوارع على الرغم من حالة النزوح والجوع.
وظهر نبهان، في المقطع، وهو يطرق الأرض بقطعة معدنية تجمّعت إثر الصوت الصادر مجموعة من القطط التي وضع لها طعاماً لتأكله.
0 تعليق