استشهاد العشرات خلال محاولتهم الانتقال من جباليا إلى مدينة غزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب عيسى سعد الله:


لم تسعف الأمطار الغزيرة والأحوال الجوية العاصفة التي ضربت المنطقة خلال الأيام الأخيرة، مئات المحاصرين والجوعى في جباليا، شمال القطاع، للخروج من المنطقة إلى مدينة غزة.
فقد سجل استشهاد العشرات خلال محاولتهم الانتقال من جباليا إلى أحياء مدينة غزة بحثاً عن الطعام، من خلال سلوك أزقة تفصل بين المنطقتين.
فكانت طائرات الاحتلال المسيّرة ومدفعيته بالمرصاد لهؤلاء الذين استشهدوا في أكثر من مكان بأعداد كبيرة، كما هو الحال في منطقة سراري ودوار أبو شرخ ومحيط عيادة شهداء جباليا النزلة، وشارع أحمد ياسين ومنطقة الصفطاوي.
وحسب روايات شهود عيان لـ"الأيام" فقد استشهد في ساعات مبكرة أول من أمس، الكثير من العائلات التي حاولت استغلال الظروف الجوية والاختفاء الملحوظ للطائرات المسيّرة للاحتلال من الأجواء ولكن قذائف المدفعية كانت لهم بالمرصاد، وحولت أجسادهم المنهكة إلى أشلاء ووجبات طعام للحيوانات الضالة.
ولا تزال الغالبية العظمى من جثامين هؤلاء الشهداء متواجدة في مكانها لعدم قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني وحتى المواطنين العاديين على الوصول إليها.
وأوضح شهود عيان أنه مقابل نجاح عدد قليل في كسر الحصار والوصول إلى مدينة غزة استشهدت الغالبية العظمى من هؤلاء، ومن ضمنهم عوائل لأبو الدربي ودكة والدعمة والنجار وغيرها.
وعمدت قوات الاحتلال إلى قصف المنطقة الفاصلة بين بلدة جباليا ومدينة غزة وبشكل خاص المناطق المرشح خروج المواطنين منها، لعدم وجود قوات برية فيها، بكثافة وبشكل متواصل للحد من قدرة المواطنين على التحرك، ما أوقع العدد الأكبر من الشهداء والجرحى، كما أفاد شهود عيان.
وبعد تحسّن الأحوال الجوية، واصلت قوات الاحتلال قصفها المتواصل لهذه المناطق لأكثر من 48 ساعة وسط تدخل فاعل وكبير من طائرات "كواد كابتر".
واستشهد عدد من المواطنين عند محاولتهم الوصول إلى بعض المناطق المستهدفة بالقصف، غالبيتهم برصاص طائرات "كواد كابتر" التي تقف في مناطق مخفية، وتقوم بتنفيذ إعدامات ميدانية للمواطنين.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بقصف هذه المناطق بقذائف المدفعية وطائرات "كواد كابتر"، فقد سجل شن طائرات الاحتلال الحربية عشرات الغارات القوية على هذه المناطق، ما أدى إلى تدمير عشرات المنازل والبنايات، وسط تقدم لآليات الاحتلال في عمقها. وبدا الإعياء والجوع واضحين على عدد ممن نجوا وتمكنوا من الوصول إلى مدينة غزة.
ولا يزال عدد قليل من المواطنين محاصرين داخل محافظة شمال غزة، لا يستطيعون التحرك من منازلهم أو أماكن تواجدهم، ويواجهون أوضاعاً قاسية، لاسيما بعد نفاد الطعام والشراب، وعدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لعلاج مرضاهم وجرحاهم.
وبقي هؤلاء بعد أن تمكنت قوات الاحتلال من تهجير الغالبية العظمى من سكان المحافظة، البالغ عددهم نحو مئتي ألف شخص، وقتل نحو 4500 مواطن منهم، واعتقال الآلاف.

 

0 تعليق