"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من رفح في اليوم الـ11 للتهدئة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب محمد الجمل:


ما زالت مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، تشهد واقعاً صعباً، حيث يتواجد الاحتلال في جميع الأحياء والمخيمات التي تقع جنوبها، وكذلك في مركزها، بينما تستمر معاناة العائدين إلى بيوتهم في مناطق شمال وشرق المدينة.
"الأيام" نقلت مشاهد جديدة من قلب مدينة رفح، في اليوم الـ11 للتهدئة، منها مشهد يرصد اتساع التدمير في رفح، ومشهد آخر يُوثق معاناة البحث عن المياه في المدينة المُدمّرة، ومشهد ثالث تحت عنوان: "حطام الدبابات شاهد على ضراوة المعارك".

 

اتساع التدمير في رفح
وسّع جيش الاحتلال من رقعة التدمير والتخريب في محافظة رفح خلال الأيام الماضية، بعد أن واصلت جرافات عسكرية مدرعة، مدعومة بدبابات، وطائرات مُسيّرة، تنفيذ عمليات توغل، تخللها هدم وتدمير المزيد من المنازل.
وسجّلت منذ منتصف الأسبوع الجاري، 5 عمليات توغل على الأقل، استهدفت مناطق تقع وسط وجنوب وغرب مدينة رفح، تخللها هدم منازل، وتدمير بنية تحتية، وتخريب منشآت مدنية داخل المدينة. وشوهدت أعمدة الغبار تتصاعد من مختلف مناطق مدينة رفح، بالتزامن مع سماع أصوات جرافات، بينما سُمعت عدة انفجارات في المحافظة، يُعتقد أنها نجمت عن تفجيرات، وربما عمليات نسف جديدة.
وأفاد شهود عيان بأن اليوميين الماضيين، شهدا تقدم عدد من الجرافات والحفارات والدبابات باتجاه حي قشطة جنوب مدينة رفح، وتجريف منزل المواطن علي قشطة، وكذلك هدم معصرة الزيتون التي تعود ملكيتها للمهندس محمد قشطة، إضافة إلى تخريب بنية تحتية داخل المنطقة المذكورة.
كما تقدم حفار كبير وجرافتان وعدد من الآليات إلى المناطق الغربية لمدينة رفح، وتحديداً منطقة "البراهمة والزعاربة"، حيث قامت بهدم عدد من المنازل.
وقال المواطن نبيل قاسم، إن معظم أحياء مدينة رفح، ما زالت تشهد عمليات عسكرية مكثفة، وإن الدبابات والجرافات تتقدم باتجاه معظم الأحياء الجنوبية والغربية، وباتجاه مركز المدينة بشكل شبه يومي.
وأوضح قاسم أن مدينة رفح ربما ما زالت خارج اتفاق التهدئة، فالمدينة تتعرض كل يوم لاعتداءات إسرائيلية، مثل إطلاق النار، وهدم المنازل، واستمرار السيطرة على معظم أحيائها.
وأشار إلى أن الاحتلال لم يكتفِ بعمليات تدمير استمرت نحو 9 أشهر داخل رفح، ويستغل التهدئة الحالية، واستمرار تواجده في محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، لاستكمال تدمير ما تبقى من مبانٍ في المدينة.
وبيّن أنه كان يتواجد في حي تل السلطان، وشاهد الآليات المدرعة، تهدم وتدمر الجزء الجنوبي من الحي، كما تعمل جرافات أخرى في منطقة الحي السعودي المجاور، بينما دمرت الجرافات مبنى التنمية الاجتماعية في الحي، وجرفت أجزاء من شارع أبو بكر الصديق، وكل يوم يمر تزيد رقعة التدمير في رفح.
وأعرب قاسم عن خشيته من أن يستمر تواجد قوات الاحتلال في المحور المذكور مدة طويلة، ما يعني المزيد من الهدم والتدمير في رفح.

 

معاناة البحث عن المياه
ما زالت مشكلة شح المياه واحدة من أكبر وأعقد المشكلات التي تواجه المواطنين العائدين إلى منازلهم، خاصة في مناطق شمال وشرق مدينة رفح.
وذكر مواطنون عادوا حديثاً إلى منازلهم، أن جميع الخدمات متوقفة تماماً في رفح، خاصة خدمة المياه، وهم يواجهون مشكلة كبيرة في الحصول عليها.
وقال المواطن إبراهيم عطا الله، إنه عاد إلى بيته شمال شرقي مدينة رفح، واكتشف أنه لا توجد مياه في المنطقة، عدا بئر موقعها بعيد، وهذا اضطره لشراء صهريج مياه سعة 2000 لتر مقابل 140 شيكلاً، وهذا مبلغ كبير، وما زال ينتظر انتهاء جهود البلديات، وضخ المياه للمنازل.
ولفت إلى أن المواطنين عادوا إلى بيوتهم رغم علمهم بعدم وجود خدمات، لكنهم سئموا حياة الخيام، وملوا من النزوح، ويرغبون بالاستقرار في بيوتهم.
وأكد أنه يُشاهد كل يوم مواطنين يحملون "جالونات" مياه، ويجولون في الشوارع بحثاً عن الشاحنات، فيما يقف آخرون على الطرقات، بانتظار وصول مياه الشرب، والجميع يعانون بسبب تلك المشكلة.
بينما قال المواطن يوسف أبو جزر، إن هناك شحاً كبيراً في مياه الشرب، إضافة إلى المياه الصالحة للاستخدام المنزلي، وهناك بعض الجهات، وبعض المبادرين يساهمون في توفير المياه لبعض المناطق، لكن حاجة الناس هناك كبيرة، وهناك ضرورة مُلحة من أجل إيصال المياه إلى جميع الأحياء بسرعة كبيرة.
ورغم العمل المستمر، لم تتمكن بلدية رفح، ومصلحة مياه الساحل من ضخ المياه إلى الأحياء السكنية، بسبب الدمار الكبير الذي سبّبه جيش الاحتلال سواء في آبار المياه، أو في الشبكات.
ووفق بلدية رفح، فقد تم الاعتماد على آليتين لتوفير المياه للمواطنين في بعض الأحياء التي شهدت عودة للسكان، الأولى نقل صهاريج مياه محمولة على شاحنات للمناطق المأهولة، وقد جرى تحديد نقاط لتوقف الشاحنات بشكل يومي، بحيث يتجمع المواطنون حولها للحصول على حاجتهم من المياه. أما الآلية الثانية، فهي دعم الآبار الخاصة بالوقود والمولدات، لتمكينها من العمل، وتوزيع المياه على المواطنين، ضمن آليات يتوافق عليها السكان المحليون.

 

حطام الدبابات
لا يخلو شارع أو زقاق من مدينة رفح، من بقايا حطام دبابات وجرافات عسكرية اسرائيلية، متناثرة هنا وهناك، خاصة في مناطق شرق وغرب المدينة، وهي المناطق التي تمكّن مواطنون من العودة إليها.
وتُشاهد قطع معدنية من بقايا هياكل الآليات العسكرية، إضافة إلى حفر في الشوارع، ناجمة على ما يبدو عن تفجير عبوات ناسفة كانت مزروعة للآليات في بعض المواقع.
وكانت قطع من جنازير المُدرعات، من أكثر البقايا المتواجدة داخل رفح، وهي دليل على ضراوة المعارك التي دارت في أحيائها.
وقال المواطن أحمد صالح، إن كل شيء في رفح يؤكد أن شوارع وأحياء المدينة كانت ميداناً لمعارك عنيفة وضارية، لا سيما في حي تل السلطان، الذي تكبّد الاحتلال فيه خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وأشار إلى أنه شاهد خلال تجوله في رفح، قطعاً من آليات، وبقايا جنازير، وحتى آليات كاملة، جرى إعطابها، ولم يتمكن الاحتلال من سحبها، موضحاً أن الاحتلال عمد إلى تدمير ومسح المربعات السكنية التي تعرضت قواته فيها لكمائن، بشكل كامل، كنوع من الانتقام.
وبيّن أنه زار المناطق التي سبق وأعلنت المقاومة أنها نفذت فيها كمائن، وشاهد آثار المعارك التي دارت فيها، حيث بقايا المقذوفات، والشظايا، وظروف الرصاص الفارغة، وكل شيء يؤكد أن تلك المناطق شهدت معارك عنيفة.
من جهته، قال المواطن محمد أبو طه، إنه نزح في مدينة خان يونس نحو 9 أشهر، وجال معظم أحيائها، وزار المناطق التي شهدت اجتياحاً، ووقعت فيها معارك، لكن في رفح شاهد حطاماً أكبر للدبابات، ولمس رغبة الاحتلال في الانتقام من المناطق التي تعرضت فيها قواته للهجوم، مثل حي تل السلطان، الذي جرى تدميره.
ولفت إلى أنه وصل إلى عدد من مواقع البيوت التي نجحت المقاومة في تدميرها برفح، بينما كانت قوات الاحتلال تتحصن فيها، لكنه لم يجد لها أي أثر، إذ قام الاحتلال بنسفها، وإزالة حتى ركامها.
وعبّر أبو طه عن اعتقاده بأن أحياء رفح، خاصة التي ما زال الاحتلال يسيطر عليها، تُخفي الكثير من الأسرار، عن المعارك التي دارت فيها، لا سيما المعارك التي استشهد مَن خاضوها مع الاحتلال.
وأكد أنه سمع روايات من مواطنين وجدوا في بعض المناطق معدات استخدمتها المقاومة في معاركها، منها أسلاك لتفجير العبوات، وغيرها، وهذا دليل على أن المقاومين كانوا ينتشرون في كل مكان داخل مدينة رفح.

 

0 تعليق