كتب محمد بلاص:
عزلت قوات الاحتلال، أمس، منازل في مخيم جنين "الجديد" بالأسلاك الشائكة بعد إجبار سكانها على النزوح، واستولت على مزيد من المباني في محيطي مخيمي طولكرم ونور شمس.
فقد أفاد شهود عيان "الأيام"، بأن قوات الاحتلال دهمت عدداً من المنازل في مخيم جنين الجديد والذي أنشئ في الجهة الغربية من المخيم في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي المدمر للمخيم خلال عملية "السور الواقي" في نيسان العام 2002، وأجبرت القاطنين فيها على الخروج منها والنزوح عن المخيم.
وقالت عائلات أجبرها جنود الاحتلال على النزوح، إن الجنود أحضروا أسلاكاً شائكة يرجح الأهالي أن الاحتلال سيستخدمها في تسييج مواقع محددة داخل المخيم الجديد بما فيها المنازل المستهدفة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، بعد طرد أصحابها منها وإبلاغهم بعدم العودة إلى المخيم.
وجرفت قوات الاحتلال، مساحة كبيرة من الأرض الواقعة بالقرب من مسجد الأسير في منطقة "الجابريات" المطلة على المخيم في الجهة الجنوبية منه، ووضعت فيها صهاريج المياه والغرف العسكرية المحصنة والتي تستخدم لأغراض الاتصالات العسكرية الداخلية، إلى جانب مولدات كهرباء.
ودفع جيش الاحتلال، بمزيد من التعزيزات العسكرية ترافقها جرافات ثقيلة إلى مخيم جنين، حيث تستمر أعمال القضاء على كل مقومات البنية التحتية، وإحراق المزيد من المنازل.
وتصاعدت ألسنة الدخان من عدد من المنازل داخل المخيم، بعد استهدافها بالحرق من جنود الاحتلال، وسط إطلاق متقطع للرصاص والقنابل الضوئية خلال ساعات الليل.
في الإطار استولت قوات الاحتلال أمس على مزيد من المباني السكنية المحيطة بمخيمي طولكرم ونور شمس.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال دهمت عمارتين لعائلتي الددو والزغل مقابل مخيم طولكرم، وأجرت عملية تفتيش واسعة داخلهما وأخضعت السكان للاستجواب والتنكيل، قبل إجبارهم على إخلائهما، وتحويلهما إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، إضافة إلى منزل لعائلة المصري مقابل حارة المحجر بمخيم نور شمس.
وكثفت قوات الاحتلال من وجودها العسكري في شارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وفي محيط المباني التي تستولي عليها، وسط فرض حصارها المشدد على المخيمين ومنع الدخول إليهما أو الخروج منهما.
وشهد مخيم طولكرم انتشاراً لجنود المشاة في حاراته الداخلية وداخل المنازل، مع سماع أصوات لإطلاق النار، وسط الدمار الواسع الذي ألحقته جرافات الاحتلال في البنية التحتية ومنازل المواطنين.
وفي مخيم نور شمس، ما زالت قوات الاحتلال تنتشر داخل عدد من حاراته التي يلفها التدمير والتخريب خاصة في المنشية والشهداء والجامع والجورة، وتدهم المنازل فيها بعد تفجير أبوابها وأجزاء منها، وتخرب محتوياتها وتنكل بسكانها وتخضعهم للاستجواب، حيث يسمع أصوات إطلاق للأعيرة النارية وانفجارات بين الفينة والأخرى، وسط توالي مناشدات المواطنين الذين ما زالوا داخل منازلهم على أطراف مخيم طولكرم، وداخل بعض حارات مخيم نور شمس، لتأمين وصول مستلزماتهم الأساسية من الطعام والماء والأدوية وحليب الأطفال، والتي تترافق مع انقطاع خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، ومنع خروجهم وتنقلهم ما يعمق من حجم معاناتهم.
0 تعليق