الحياة وسط الركام في غزة تغيّب الفرحة بقدوم رمضان - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب خليل الشيخ:

لم يعد سوق العودة الشهير في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، ولا جنباته ولا الشوارع الرئيسية المؤدية إليه موجودة، وكل شيء أصبح أكواماً من الركام والخراب.
سيفتقد اللاجئون في المخيم كافة التحضيرات بقدوم شهر رمضان بسبب التغيير الكامل لملامح وشوارع المخيم، فشارع "الترنس" الأشهر، والأكثر اكتظاظاً وحيوية بات ضيّقاً، ولا يتسع لاثنين من المارة.
وقال "أبو أسعد" أحد أصحاب المحال المدمرة في شارع الترنس: "سيفتقد الناس أضواء السوق وشارع الترنس وستختفي الإنارة التي اشتهر بها مخيم جباليا في مثل هذه المناسبات، وستغيب البسطات ومحال بيع القطايف، وليس من المتوقع أن تكون مناسبة شهر رمضان كسابقاتها في مخيم جباليا".
يذكر أن المخيم الذي كان يعيش فيه نحو 150 ألف لاجئ تعرض لتدمير كامل لمنازله وبناياته ومؤسساته ومحاله التجارية وأسواقه، وتحول إلى كومة كبيرة من الركام، تقع على مساحة كيلومتر مربع.
وأضاف "أبو أسعد" في الخمسينيات من عمره: "رغم هذا الدمار سنحاول إقامة البسطات ولو بالشكل القليل، وسننير منطقة السوق قدر الإمكان، وسنحاول التحضير والاحتفال بقدوم شهر رمضان".
"كان يجب أن يقام السوق في مساحة كبيرة قريبة من أماكن تجمع المواطنين وخيامهم"، قال المواطن عرفات أبو الجبين (40 عاماً)، الذين يقيم في خيمة قبالة سوق "العودة" المدمر.
وأضاف: حتى هذه المساحة غير موجودة في المخيم، ولا مكان يمكن إقامة سوق يساعد المواطنين على شراء احتياجاتهم لمناسبة رمضان، وما كان يوجد من مساحات، على قلتها، استخدمت في إقامة تجمعات خيام إيواء.
ويحاول الشقيقان أحمد وإبراهيم أبو سيف في العشرينيات من عمرهما، إقامة بسطة كبيرة بالقرب من تجمع خيام "دبور" شرق مخيم جباليا، وتزويدها بمواد تموينية، تعلوها لافتة كبيرة كتب عليها عبارة تهنئة لأصحاب الخيام بقدوم شهر رمضان.
وقال أحدهما: "البسطة باب للرزق برمضان رغم أن معظم الناس لديهم مساعدات ومواد تموينية لكن الرزق على الله".
وأضاف: "كتابة عبارة تهنئة بشهر رمضان وسط هذه الركام والدمار أثارت فرحة في القلوب رغم وجعها، فهو مشهد جديد لجميع الذين عانوا مرارة النزوح في خيام قماشية، ويعانون مرارة التشرد وسط ركام منازلهم".
وقف الطفل مصعب المقيد (13 عاماً) مصدوماً وهو يشاهد تحضيرات شهر رمضان، رغم محدوديتها، وقال:" لن يمر المسحراتي الذي كان يردد أسماءنا ومنهم من استشهدوا".
وأضاف: "ياريت ترجع أيام رمضان التي كانت قبل الحرب، فمعظم الذين كان تردد أسماؤهم استشهدوا"، مشيراً إلى أنه يريد أن يحتفل بالشهر وأن يلهو مع الأطفال، رغم وجود هذا الدمار.
من جهته، قال أنور حمدونة (32 عاماً): إن شهر رمضان سيكون مختلفاً عن الشهر الماضي، فبعد أيام الصوم في الخيام بعيداً عن المنزل، سيكون هذا العام في خيمة وبالقرب من المنزل المقصوف".
وأضاف: "لا شي سيكون كالماضي فكافة الذكريات والاحتفالات بالشهر ستغيب هذا العام، وينشغل الجميع بالتكيف في خيامهم الجديدة المقامة على أنقاض المنازل".

 

0 تعليق