كتبت بديعة زيدان:
واصلت فلسطين حضورها المتميز في الدورة الحادية عشرة لجائزة "كتارا" للرواية العربية، بوصول ثلاث روايات إلى القائمة القصيرة، أو قائمة الـ"9" في الجائزة، وفق ما أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، في العاصمة القطرية الدوحة، أمس.
في فئة الروايات المنشورة، تمثلت فلسطين في روايتين، الأولى للروائي محمد جبعيتي بعنوان "الطاهي الذي التهم قلبه"، والثانية للروائية رولا خالد غانم عن روايتها "تنهيدة حرية"، فيما تمثلت فلسطين أيضاً في فئة الروايات غير المنشورة بمخطوط رواية "حلم على هدب الجليل" للكاتبة والشاعرة مريم قوش المحاصرة في قطاع غزة، وتقيم في أحد مخيّمات النزوح المتكرر فيها.
وكان الحضور الأبرز في فئة الرواية المنشورة، للرواية الفلسطينية بالشراكة مع الرواية المصرية، بواقع روايتين لكل دولة، حيث تتنافس روايتا جبعيتي وغانم مع روايات: "بيت من زخرف: عشيقة ابن رشد" لإبراهيم فرغلي، و"ليس بعيداً عن رأس الرجل: عزيزة ويونس" لسمير درويش ، وكلتاهما من مصر، إضافة إلى روايات: "بوصلة السراب" للروائي العُماني أحمد الرحبي، و"جرح على جبين الرحالة ليوناردو" للروائي السوري ثائر الناشف، و"عمى الذاكرة" للروائي اليمني حميد الرقيمي، و"ساعة نوح" للروائي التونسي سفيان رجب، و"سنة القطط السمان" للروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي.
وتُصنّف رواية "تنهيدة حرية"، وهي السادسة للروائية رولا غانم، باعتبارها رواية واقعية، بحيث تعالج العديد من القضايا ذات العلاقة الوثيقة بالفلسطيني ويومياته تحت الاحتلال، وخاصة معاناة الأسرى، وهموم المرأة، علماً أنها ضمن منهاج كلية الآداب في جامعة عين شمس المصرية العريقة.
وفي رواية "الطاهي الذي التهم قلبه" يمزج الروائي محمد جبعيتي بين التاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر، وأشهر الطبخات، عبر سردية "جمال" الذي لا تفارقه فلسفة الطعام، وخصوصيتها في فلسطين، منذ طفولته، حين كان يعيش رفقة جدّته، حتى كان يشعر كأنه "في مهرجان روائح وأطعمة"، فأحبّ "من يديها محشي الكوسا والباذنجان"، هي التي ولدت في حي المنشية بمدينة يافا العام 1932، وأمضت طفولة هادئة على مقربة من البحر، وأياماً باذخة بالفرح واللعب على الشاطئ، قبل أن يأتي فجر السابع والعشرين من شباط 1948، لتُرغمها العصابات الصهيونية على مغادرة بيتها يافعة.
وتنافس الروائية مريم قوش، من حيث تقيم في خيمة إثر نزوح تلو الآخر في قطاع غزة الذي يُباد، منذ قرابة العامين، عن فئة الرواية غير المنشورة، روايات: "يافي" لأحمد صابر حسين، و"صاحبة الفساتين" لملاك رزق، و"هذه جثة أخي" لهشام رسلان، وجميعها من مصر، بالإضافة إلى روايات: "عندما بكت القماري" للسوداني السيد شبو، و"لالة عزيزة أم سينيوريتا موناليزا" للتونسي العجمي بنبوبكر، و"ظل الدائرة" للعراقي سعد محمد، و"أم كردان: سيرة البلاد والعباد" لزين العابدين الكنتاوي، و"لعنة العبور" لكريم فارس، والأخيران من المغرب.
وضمت "قائمة الـ9" لفئة روايات الفتيان غير المنشورة روائيين من خمس دول عربية، تصدرت أربع دول القائمة وهي: مصر، وتونس، والمغرب، والجزائر بروايتين لكل دولة، ورواية واحدة من سورية.
أما "قائمة الـ9" لفئة الدراسات النقدية غير المنشورة، فضمّت نقاداً من ثلاث دول عربية، حيث تصدرت المغرب القائمة بـخمس دراسات نقدية، تلتها مصر بثلاث دراسات، ودراسة واحدة من الأردن.
وضمت قائمة الروايات التاريخية أعمالاً روائية من ست دول عربية، حيث تصدرت القائمة مصر بثلاث روايات، تلتها الأردن بروايتين، ثم رواية واحدة لكل من: تونس، والمغرب، والعراق، واليمن.
وتأهلت الروايات الثماني المشاركة في فئة الرواية القطرية للقائمة، على أن يتم اختيار فائز واحد لهذه الفئة، لا ثلاثة كما في بقية الفئات.
تجدر الإشارة إلى أن عدد المُشارَكات في جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة للعام 2025، بلغت 1908 مُشاركات، من بينها 923 رواية غير منشورة، و548 رواية منشورة، صدرت في العام 2024، بالإضافة إلى 238 رواية في فئة روايات الفتيان غير المنشورة، و97 مشاركة في فئة الدراسات غير المنشورة، فضلاً عن 8 روايات قطرية منشورة، و93 رواية تاريخية غير منشورة.
0 تعليق