خزاعة بلدة فلسطينية تقع إلى أقصى الشرق من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي بلدة حدودية مجاورة للسياج الأمني الإسرائيلي، ضمن مجموعة ما يطلق عليه القرى الشرقية، وتبلغ مساحتها نحو 4 آلاف دونم، بينما يصل عدد سكانها إلى 13.7 ألف نسمة، وتشتهر بالزراعة.
وكانت البلدة تحتوي على 4250 وحدة سكنية، أنشئت وفق تخطيط حضري جعل منها واحدة من أجمل المدن الفلسطينية، قبل أن تأتي عليها الحرب الإسرائيلية بالكامل وتحولها إلى منطقة منكوبة. ويسجل لسكان خزاعة دورهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي خاصة في عملية طوفان الأقصى.
الموقع
تقع بلدة خزاعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتبعد عنها 6 كيلومترات، وترتفع 76 مترا عن سطح البحر، وتحدها من الغرب بلدة عبسان الكبيرة، ومن الشرق والشمال الخط الأخضر، بينما يحدها من الجنوب بلدة الفخاري.
وبلدة خزاعة بوابة تربط بين السهل الساحلي وصحراء النقب، إذ تبعد أقل من كيلومترين عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
المناخ
تتميز خزاعة بمناخ صحراوي متوسطي، وتعد -كما بلدات مدينة خان يونس- نافذة غربية لصحراء النقب، مما يجعلها تتعرض لمؤثرات الصحراء في كثير من الأحيان، إذ تهب عليها رياح شرقية وجنوبية شرقية باردة جافة في الشتاء، إضافة إلى الرياح الشمالية الشرقية الجافة صيفا.
السكان
حسب تقديرات جهاز الإحصاء المركزي، بلغ عدد سكان بلدة خزاعة سنة 2024 نحو 13.8 ألف نسمة.
وبلغ عددهم نحو 990 نسمة في إحصاء عام 1945، وزاد إلى أكثر من 1500 نسمة عام 1961. وفي عام 1997 ارتفع العدد إلى 6.7 آلاف نسمة، ثم وصل إلى 10 آلاف نسمة في 2007، و11 ألف نسمة في 2017. واستمر النمو وبلغ نحو 12 ألف نسمة في 2019، وارتفع إلى 12.7 ألف نسمة بحلول عام 2021.
ويمثل لاجئو عام 1948 النسبة الأكبر من سكان خزاعة، سواء من شرق البلدة أو من مدينة يافا.
لدى سكان البلدة عادات وتقاليد راسخة ومتوارثة عبر الأجيال، وتقطنها عائلات ممتدة، تجمعها صلة الدم والمصاهرة، ويغلب عليهم الطابع العشائري، وأبرز هذه العائلات: النجار وقديح وأبو دراز وأبو رجيلة وأبو ريدة وأبو دقة وأبو روك ومصبح والقرا.
إعلان
المساحة
تقدر مساحة أراضي بلدة خزاعة بنحو 8176 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، تبقى منها حوالي 4 آلاف دونم، بينما استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على نحو نصفها في حرب النكسة عام 1967.
أصل التسمية
يشير الباحثون إلى أن سبب تسمية البلدة بهذا الاسم يعود على الأرجح إلى قبيلة بني خزاعة التي انضمت إلى حلف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية.
وهناك رواية أخرى تفيد بأن التسمية جاءت من رجل يُدعى إخزاع أو خزاع، كان يمر بالبلدة أثناء رحلاته التجارية من شبه الجزيرة العربية، فاستقر فيها واتخذها مسكنا لعائلته، فسُميت البلدة باسمه.
الاقتصاد
تبلغ مساحة أراضيها نحو 4 آلاف دونم، أكثر من نصفها مخصصة لزراعة الخضراوات، وهي السلة الغذائية لمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما كانت فيها مساحات مزروعة بأشجار الزيتون، من بينها معمرة، لكنها تعرضت للتدمير الشامل.
والبلدة مصدر مهم للإنتاج الحيواني، لا سيما الأغنام والماعز والدجاج والأرانب والطيور.
محطات تاريخية
ظهر اسم خزاعة في سجلات الضرائب العثمانية للمرة الأولى عام 1596م، فقد كانت تقع ضمن ناحية غزة الإدارية في لواء غزة، وكان جميع سكانها من المسلمين وملتزمين بدفع الضرائب.
في مطلع عام 1917، احتلت القوات البريطانية البلدة، وتصدى لها أهلها بشجاعة. وفي 1948 واجهت خزاعة الاحتلال الإسرائيلي في معارك بطولية استشهد فيها المئات من سكانها.
وأثناء حرب النكسة عام 1967، عاد الجيش الإسرائيلي واحتل البلدة مجددا، صادر جزءا كبيرا من أراضيها، وأقام عددا من الكيبوتسات فيها. وفي عام 1976، أُسّس أول مجلس بلدي في خزاعة، وتبع إداريا مركز محافظة خان يونس.
وفي سبتمبر/أيلول 2005، انسحبت إسرائيل من جزء من أراضي البلدة بشكل أحادي الجانب، إلا أن نحو نصف مساحة البلدة بقيت محتلة. وكانت خزاعة تمثل دائما نقطة مواجهة إستراتيجية للاحتلال، إذ انطلقت منها عمليات فدائية ضد القوات الإسرائيلية في الحروب والصراعات في قطاع غزة.
في 10 يناير/كانون الثاني 2009، قصفت قوات الجيش الإسرائيلي البلدة بقنابل الفسفور الأبيض، مما أسفر عن إصابة نحو 100 شخص بحروق، إضافة إلى احتراق عدد من المنازل.
وفي يوليو/تموز 2014، شهدت البلدة مجزرة نتيجة الاقتحام والقصف الإسرائيلي، أسفرت عن استشهاد العشرات وإصابة المئات، مع دمار واسع في المباني.
ومنعت القوات الإسرائيلية فرق الإسعاف من الدخول لنقل المصابين وانتشال الشهداء، مما أدى إلى استشهاد بعض الجرحى وبقاء الجثامين تحت الأنقاض أياما عدة، حتى تحللت.
وفي الأول من أغسطس/آب 2014، عُثر على جثث عشرات من أبناء البلدة الذين قتلتهم قوات الاحتلال بشكل جماعي.
طوفان الأقصى
شهدت بلدة خزاعة اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأثناء العدوان الإسرائيلي الذي تلا العملية احتلت إسرائيل البلدة، مما أدى إلى تهجير سكانها وتدمير معظم البنى التحتية والمناطق السكنية، إلا أن الاحتلال اضطر إلى الانسحاب بعد توقيع صفقة تبادل مع المقاومة، وعاد السكان لاحقا ونصبوا الخيام مكان منازلهم المدمرة.
إعلان
وفي 18 مارس/آذار 2025، استؤنف العدوان الإسرائيلي على غزة، فأجبر سكان خزاعة على النزوح للمرة الثانية، وأصبحوا مشتتين في خيام ومراكز إيواء وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.
وسيطرت القوات الإسرائيلية على البلدة بالكامل، ودمرت كل مظاهر الحياة فيها، بما في ذلك المنازل والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية والمساحات الزراعية.
وفي الأول من يونيو/حزيران 2025، أعلن رئيس بلدية خزاعة، شحدة أبو روك، أن البلدة أصبحت منطقة منكوبة بالكامل، بعد أن حولتها قوات الاحتلال إلى كومة من الركام والأنقاض نتيجة التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة.
وفي منتصف الشهر نفسه، أظهر تحليل أجرته منظمة العفو الدولية باستخدام صور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو أن ما تبقى من البلدة سُوّي بالأرض في أسبوعين فقط في مايو/أيار 2025.
واعتبرت المنظمة أن هذا المحو الكامل للبلدة يمثل دليلا صارخا على الحملة الإسرائيلية المستمرة للتدمير الممنهج في قطاع غزة، وتحويل بلدات بأكملها إلى أراضٍ جرداء من الغبار والركام.
0 تعليق