عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد من العدوان المُتصاعد على مدينة غزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:


مازالت محافظة غزة ومحيطها تتعرض لهجوم جوي وبري إسرائيلي واسع، للأسبوع الثاني على التوالي، مترافقاً مع حصار تدريجي للمدينة من عدة جهات، ودفع للنازحين نحو الغرب.
"الأيام" رصدت مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على مدينة غزة، منها مشهد يُركّز على حصار الاحتلال التدريجي للمدينة، ومشهد آخر يوثق تعرض المدينة لغارات جوية لا تتوقف، ومشهد ثالث يُسلّط الضوء على تكدّس النازحين بشكل كبير في مناطق غرب المدينة، والمأساة الإنسانية الناجمة عن ذلك.

 

حصار تدريجي لمدينة غزة
تشهد العمليات العسكرية المتواصلة شمال القطاع خاصة مدينة غزة، تصاعداً تدريجياً مستمراً، ويواصل جيش الاحتلال سيطرته على مناطق واسعة في مدينة غزة وشمال القطاع، مع تقدم بطيء في محور جنوب المدينة.
ووفقاً للمصادر المحلية فإن جيش الاحتلال أعاد سيطرته التدريجية على مخيم وبلدة جباليا شمال القطاع، حيث أعلن جيش الاحتلال عودة إحدى فرقه العسكرية إلى مخيم جباليا، مهدداً بتنفيذ عملية على غرار ما جرى في بيت حانون من تدمير فوق وتحت الأرض، بينما صدرت أوامر نزوح جديدة شملت غالبية مناطق جباليا.
وتُمهّد خطوة السيطرة على جباليا لإغلاق جميع المنافذ باتجاه مدينة غزة من جهة الشمال، مع استمرار إحكام سيطرة الاحتلال على شرق المدينة، من خلال احتلال أحياء الشجاعية، والتركمان، والتفاح، بينما يتم حصار المدينة من جهة الغرب، من خلال انتشار زوارق حربية بكثافة في مياه البحر.
وبينما استكمل جيش الاحتلال حصار مدينة غزة من ثلاث جهات "شمال، شرق، غرب"، يعمل ببطء في المحور الجنوبي، حيث احتل حي الزيتون، وتتقدم الدبابات باتجاه حي الصبرة، ما يعني السيطرة الفعلية على أكثر من نصف محور "نتساريم"، وترك مسافة لا تزيد على 3 كيلو مترات تشمل مناطق في حيي الشيخ عجلين، وتل الهوا، هي ما تبقى لربط مدينة غزة بباقي القطاع.
من جهتها، قالت قناة "كان" العبرية، إن خطة احتلال مدينة غزة ستتألف من 4 مراحل عملياتية، سيشرف عليها الجيش وينفذها بشكل تدريجي، وبعضها يبدأ قبل العمل العسكري.
وأوضحت القناة أن المرحلة الأولى تتمثل في "الجهد الإنساني" والذي يشمل إقامة مجمعات للسكان جنوب القطاع تحتوي على خيام، وطعام، ومياه وعيادات بل ومستشفيات أيضاً.
وذكرت أن المرحلة الثانية ستكون "الإخلاء التدريجي" حيث سيتم إطلاق عملية واسعة لنقل السكان من مناطقهم في مدينة غزة، وهو ما يتوقع حدوثه بعد أسبوعين على الأقل.
وأشارت إلى أن المرحلة الثالثة ستكون "العملية البرية" ومن خلالها سيتم تطويق مدينة غزة بالقوات العاملة في الميدان، مع استمرار إجلاء السكان.
وحسب القناة، فإن المرحلة الرابعة ستكون "الاحتلال والسيطرة"، وهي ما تسمى "المرحلة المكثفة"، حيث سيدخل الجيش إلى عمق غزة ويحتلها بشكل تدريجي وبطيء، مع استمرار القصف الجوي.

 

غارات لا تتوقف
تتعرض مدينة غزة بكافة أحيائها لقصف جوي عنيف لا يتوقف على مدار الساعة، خاصة مناطق جنوب وشرق المدينة.
وانقسمت الغارات المذكورة إلى قسمين؛ الأول هدفه التدمير، حيث تشن طائرات حربية غارات باستخدام قنابل كبيرة، تستهدف بنايات وعمارات مرتفعة، بهدف تدميرها، وكذلك طرقات لتقطيع أواصر المدينة، والنوع الآخر من الغارات هدفها القتل، اذ تستهدف منازل مأهولة، أو خياماً، أو حتى مارة ومركبات.
ووفقاً تأكيدات سكان مدينة مدينة فإن الغارات على المدينة تتواصل بشكل متصاعد، خاصة منذ مطلع الأسبوع الجاري، ودوي الانفجارات في المدينة يكاد لا يتوقف.
وقالت المواطنة أم زهير الفراني من سكان مدينة غزة، إنه ورغم أن الاحتلال لم يُعلن رسمياً عن بدء عملية احتلال مدينة غزة، إلا أن سكان المدينة يشعرون بأن العملية بدأت بالفعل، من خلال المضي تدريجياً في حصار المدينة، وبدء عمليات برية شمال وشرق وجنوب المحافظة، وأن القصف المدفعي والجوي لا يتوقف.
وأكدت أن الاحتلال يعمل منذ مدة على إجبار سكان شرق وشمال وجنوب مدينة غزة على النزوح، وباتت مناطق غرب المحافظة مكتظة بالنازحين، وبعض العائلات بدأت بالفعل بالانتقال إلى جنوب القطاع.
وأوضحت أن كل شيء يحدث في مدينة غزة وحولها يؤكد أن المدينة على أبواب عملية كبيرة، وأن الوضع يزداد صعوبة يوماً بعد يوم.
في حين قال المواطن محمود معروف، من سكان المدينة، إن المُسيّرات الإسرائيلية لا تفارق سماء غزة، وهذا دليل على الجهد الاستخباراتي الكبير الذي يقوم به جيش الاحتلال استعداداً للغزو البري الواسع.
ولفت إلى أن المُسيرات تلاحق المارة في الشوارع، وتستهدفهم طوال اليوم، إضافة إلى غارات من المروحيات والمقاتلات الحربية، والحصيلة عشرات الضحايا يومياً، حتى بات المواطنون يخشون مغادرة منازلهم.
وأشار إلى أن كل ما يحدث يشبه إلى حد بعيد السيناريو الذي نفذه الاحتلال قبل دخول مدينة رفح، في أيار من العام 2024، حيث كان وقتها نازحاً في رفح، وهذا يجعله متيقناً أن احتلال مدينة غزة مسألة وقت ليس إلا.
وبيّن أن ما يجري من مفاوضات ومقترحات ما هو إلا محاولات لكسب الوقت، وأن هذا لن يؤثر على موقف إسرائيل، وأنها ماضية في خططها، التي تهدف إلى التدمير ثم التهجير.

 

غرب غزة يتكدس بالنازحين
شهدت أحياء غرب مدينة غزة، خاصة الرمال، والشيخ رضوان، وتل الهوا، ومحيط ميناء غزة، اكتظاظاً كبيراً وغير مسبوق بالنازحين، الذين يواصلون التدفق لتلك المناطق، فارين من جنوب وشرق وشمال المدينة.
وامتلأت المناطق المذكورة بخيام النازحين، حيث أقيمت الأخيرة في الساحات، وفي محيط ركام المنازل، وحتى في الشوارع والحدائق العامة، بينما زحف النازحون غرباً، ووضعوا خيامهم داخل ميناء غزة، وعلى شاطئ البحر، حيث تشهد تجمعات النازحين أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية.
بينما لجأ عشرات الآلاف من النازحين إلى بيوت أقارب ومعارف، وأقاموا فيها، خاصة في بعض أحياء غرب مدينة غزة.
وقال المواطن عبد الرحمن النجار، الذي يقيم في مواصي خان يونس، وقد توجه مؤخراً إلى مدينة غزة للاطمئنان على عائلة شقيقه، إن شقيقه الذي فر من حي الصبرة، توجه بصفة مؤقتة إلى مناطق غرب مدينة غزة، ويقيم في منزل أقارب هناك، وقد شاهد مأساة النازحين في أسوأ أحوالها في الآونة الأخيرة.
وأكد النجار أن أي تحرك إسرائيلي على أي محور من المحاور داخل مدينة غزة ومحيطها يعني تدفق مزيد من النازحين باتجاه الغرب، وأن غالبية السكان هناك يرفضون النزوح إلى جنوب القطاع، ويفضلون النزوح داخل مدينة غزة، لذلك يعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد تكدساً إضافياً للنازحين.
وكانت بلدية غزة أكدت في وقت سابق، أن مشكلة المياه في المدينة تفاقمت بعد تزايد أعداد النازحين، مع تعذر وصول فرق الصيانة إلى محابس ومحطات ضخ مياه، بسبب العدوان، ما أثر على قدرتها في إيصال مياه الشرب للنازحين والسكان، وهذا يُنذر بكارثة كبيرة.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" قالت في وقت سابق إن وزير الجيش يسرائيل كاتس، صادق على خطة الهجوم لاحتلال مدينة غزة، خلال اجتماع مع رئيس الأركان أيال زامير، بهدف السيطرة على المدينة، وتهيئة الظروف لإنهاء الحرب مع إطلاق سراح جميع الرهائن.
وقال كاتس إن "العملية ستغيّر وجه غزة، ولن تبدو كما كانت في الماضي"، حسب الصحيفة الإسرائيلية، وقد أوعز كاتس للجيش بإصدار نحو 80 ألف أمر استدعاء لجنود احتياط لتنفيذ العملية.

 

0 تعليق