دول عربية تدين إسرائيل بعد إعلان المجاعة رسميا بغزة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أدانت دول عربية اليوم الجمعة استمرار الحصار والتجويع الإسرائيلي لسكان غزة بعد إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في القطاع كأول منطقة في الشرق الأوسط تخضع لهذا التصنيف.

وأعربت الخارجية السعودية في بيان الجمعة عن "قلقها البالغ" من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بعد ساعات من إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في القطاع، حيث يعاني 500 ألف شخص من جوع بلغ مستوى "كارثيا" وفق خبرائها، وأكدت الخارجية السعودية أن هذا سيبقى "وصمة عار".

وطالب بيان الخارجية "بالإسراع في التدخل الفوري لإنهاء المجاعة ووقف حرب الإبادة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني".

الأردن

من جانبه أعرب الأردن عن إدانته لاستمرار إسرائيل في فرض القيود على وصول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، مما أفضى إلى مستويات خطيرة من المجاعة التي أكّد عليها التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الأممية المعنية بإصدار التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "آي بي سي" (IPC)، والتي رفعت مستوى تصنيف الاحتياج إلى الغذاء في غزة للمرحلة الخامسة والأخيرة التي تشير إلى الوصول لحالة المجاعة.

ونقلت وكالة بترا الأردنية للأنباء عن سفيان القضاة الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، قوله إن هذا الإعلان يُعد مؤشرا خطيرا إلى ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة جراء السياسات والإجراءات اللاإنسانية الممنهجة من قبل الحكومة الإسرائيلية التي جعلت التجويع سلاحا ضد الفلسطينيين.

ودعا القضاة المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل فوري ودون إبطاء لإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة، وإنهاء المجاعة والكارثة الإنسانية التي سببها ويفاقمها العدوان، وإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل كاف ومستدام.

منظمات دولية انتفضت بوجه إسرائيل بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة رسميا في غزة اليوم (الأناضول-أرشيف)

الكويت

بدورها، دعت الكويت، المجتمع الدولي إلى العمل من أجل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بشكل عاجل ووقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك، مطالبة بمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الإنسانية.

إعلان

وقالت الكويت في بيان لخارجيتها الجمعة، إنها تابعت بقلق بالغ ما ورد في تقرير المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي أكد دخول مدينة غزة رسميا في حالة المجاعة وفق معايير الأمم المتحدة.

وجددت الكويت إدانتها لسياسة التجويع والقمع والتهجير التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد المدنيين الأبرياء بغزة، في خرق صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستخفاف بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 2417 (الصادر عن مجلس الأمن في 24 مايو/أيار 2018) الذي يدين استخدام التجويع كأسلوب قتال في النزاعات.

التعاون الخليجي

في سياق متصل، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، ضرورة التحرك الفوري للمجتمع الدولي للضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلية لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة دون قيد أو شرط.

وفي بيان تعقيبا على تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وإعلان حالة المجاعة رسميا في قطاع غزة، جدد البديوي التأكيد لموقف دول مجلس التعاون الثابت، في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وضرورة إنهاء الحصار المفروض على القطاع.

كما أكد على ضرورة فتح جميع المعابر لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية، وضمان تأمين وصولها بشكل مستمر لسكان القطاع، مشددا على أهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والامتناع عن استهدافه، والالتزام التام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة دون استثناء.

مجاعة رسمية

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الهيئة الدولية المعنية بمراقبة الجوع في العالم (آي بي سي) وقوع المجاعة في محافظة غزة، حيث يواجه أكثر من نصف مليون إنسان مستويات كارثية من الجوع وسوء التغذية الحاد.

وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة إن أكثر من نصف مليون شخص بغزة يواجهون ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت، وتوقع أن تمتد المجاعة إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية الشهر الحالي، داعيا إلى وقف المجاعة في غزة بأي ثمن.

وتابع المرصد -الذي يضم خبراء من عدة دول- أن سوء التغذية الحاد سيتفاقم بسرعة في القطاع حتى يونيو/حزيران 2026.

وتُعد هذه الهيئة آلية معترفا بها دوليا تضم الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية وحكومات، وقد سبق أن أعلنت المجاعة في حالات نادرة مثل الصومال عام 2011 وجنوب السودان أعوام 2017 و2020، ودارفور عام 2024.

وتستند معاييرها الصارمة لإعلان المجاعة إلى تحقق 3 شروط معا: أن تعاني 20% من الأسر على الأقل من نقص غذائي حاد، وأن يُصاب 30% من الأطفال بسوء تغذية شديد، وأن يتجاوز معدل الوفيات شخصين يوميا لكل 10 آلاف نسمة.

وتوفيت صباح اليوم الرضيعة غدير بريكة (5 أشهر) في خان يونس جنوبي قطاع غزة بسبب سوء التغذية لتكون أحدث ضحايا التجويع الذي تسبب حتى الآن في استشهاد 272 فلسطينيا -بينهم 113 طفلا- وفقا لأحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

وعقب انقلابها على اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي، بدأت إسرائيل تجويعا ممنهجا لسكان غزة من خلال تقييد دخول المساعدات وحصرها بداية من مايو/أيار بيد ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية".

إعلان

ومنذ ذلك الوقت، ارتكبت قوات الاحتلال والمتعاقدون الأجانب مع المؤسسة الأميركية مجازر في محيط مراكز التحكم بالمساعدات، أسفرت عن استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني وإصابة 15 ألفا آخرين.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية على القطاع، خلفت حتى الآن 62 ألفا و192 شهيدا و157 ألفا و114 جريحا، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، بينما يتواصل التجويع كأداة قتل موازية للغارات.

0 تعليق