قتل 89 شخصا على الأقل خلال 10 أيام، جراء هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك المحاذي لها غربي السودان، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة، في حين قال الجيش إنه تصدى لهجوم "الدعم السريع" على الفاشر.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورنس إن قوات الدعم السريع شنت "هجمات وحشية" على مدينة الفاشر المحاصَرة ومخيم أبو شوك، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 مدنيا خلال 10 أيام حتى 20 أغسطس/آب الجاري.
وأعرب لورنس، خلال إحاطة صحافية في جنيف، عن خشيته من أن يكون العدد الفعلي للضحايا المدنيين أعلى من ذلك بكثير، مشددا على أن هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف فورا.
وأشار المسؤول الأممي إلى "صدمته" من طبيعة "الجرائم" المرتكبة بحق المدنيين ومن بينهم 16، جلّهم من قبيلة الزغاوة، قضوا على ما يبدو في "عمليات إعدام بإجراءات موجزة" في مخيم أبو شوك.
ورأى في هذا النمط من استهداف المدنيين والقتل المتعمد انتهاكا جسيما للقانون الإنساني الدولي، وتأكيدا لـ"مخاوفنا العميقة من تصاعد العنف بدوافع إثنية".
وفي السياق، أعلن الجيش السوداني تصديه لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط معارك متواصلة منذ أشهر.
وقال الجيش -في بيان- إن قواته تصدت لهجوم جديد على الفاشر ودحرت "مليشيا" الدعم السريع وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، في حين فرّ من تبقى منهم تاركين عتادهم.
وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لمصلحة الجيش الذي وسّع نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.
تفشي الكوليرا
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من "أزمة انسانية وصحية حادة" تعاني منها الفاشر بسبب النزاع المسلح والحصار والنزوح.
إعلان
وكشف المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير أن المدنيين يواجهون نقصا حادا في الغذاء وتزايد حالات الوفاة جراء سوء التغذية، ونقصا حادا في توفر الخدمات الصحية.
وقال إن إقليم دارفور يشهد تفشيا واسعا للكوليرا شمل المجتمعات ومخيمات النزوح، مما يسبب ضغطا إضافيا على خدمات ضعيفة أساسا.
وبيّن ليندماير أن كل ولايات السودان الـ18 تسجل حالات إصابة بالكوليرا، وأن عدد الحالات المسجلة وصل إلى 48 ألفا و768، وعدد الوفيات إلى 1094، حتى 11 أغسطس/آب الجاري.
والكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن استهلاك الأطعمة أو المياه الملوّثة، بحسب منظمة الصحة التي تعتبرها "مؤشرا لعدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية".
وتقول المنظمة إن المرض يمكن أن يكون مميتا في غضون ساعات إن لم يُعالج، لكن "يمكن معالجته بالحقن الوريدي ومحلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية".
0 تعليق