تزايد طلبات الحصول على الجنسية الإسرائيلية بين دروز سوريا ومباحثات التطبيع تدخل مرحلة جديدة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت السنوات الأخيرة تحوّلًا كبيرًا في مواقف أبناء الطائفة الدرزية في سوريا تجاه الحصول على الجنسية الإسرائيلية، إذ كشفت القناة السابعة العبرية عن ارتفاع غير مسبوق في عدد الطلبات المقدمة من دروز سوريا، لا سيما بعد الانهيارات الأمنية والسياسية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية. 

ويتركز هذا التحول بشكل خاص في منطقة الجولان ومحافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، حيث كان الموقف التقليدي لأبناء الطائفة قائمًا على رفض اكتساب الجنسية الإسرائيلية، قبل أن تدفع الظروف المتسارعة بالكثيرين إلى إعادة النظر في هذا الموقف التاريخي.

زيارة دينية تتحول إلى محادثات سياسية

وفي هذا السياق، كشفت هيئة البث الإسرائيلية «كان» عن زيارة أجراها الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لدروز إسرائيل، إلى فرنسا مؤخرًا. ورغم أن الزيارة حملت في ظاهرها طابعًا دينيًا، فإنها تحولت إلى لقاءات سياسية ذات أبعاد إقليمية. 

وأفادت مصادر مطلعة بأن الجانب الأمريكي وجّه دعوة لطريف للمشاركة في اجتماع ضم مسؤولين إسرائيليين وسوريين، بينهم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، غير أن الشيخ طريف رفض الجلوس مع الوفد السوري واكتفى بلقاء المبعوث الأمريكي توم باراك بشكل منفصل.

تحركات دمشق لاحتواء الموقف

لم تقف الحكومة السورية مكتوفة الأيدي أمام هذه التطورات، إذ كثّفت جهودها للتواصل مع الشيخ طريف، بل وعرضت عليه زيارة رسمية إلى دمشق في محاولة لتعزيز روابطه مع النظام السوري واستثمار مكانته الروحية في جبل العرب. 

وتركزت المحادثات التي شهدتها العاصمة الفرنسية حول الأوضاع المتوترة في الجنوب السوري، وخاصة في محافظة السويداء التي تعيش على وقع اشتباكات دامية وانتهاكات متكررة من قبل القوات الحكومية. 

وخلال لقائه المبعوث الأمريكي، قدّم الشيخ طريف ملفًا يتضمن وثائق وصورًا تؤكد "حسب وصفه" تورط النظام السوري في انتهاكات ضد أبناء الجبل، داعيًا واشنطن إلى ممارسة ضغوط على دمشق لإقرار إجراءات إنسانية عاجلة تخفف من الحصار المفروض على المحافظة وتحسن ظروف الحياة فيها.

مباحثات أمنية متقدمة بين دمشق وتل أبيب

في تطور آخر يعكس عمق التحركات الإقليمية، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقائه بوفد إعلامي عربي في دمشق عن وجود محادثات متقدمة مع إسرائيل حول اتفاق أمني يجري بحثه بدعم أمريكي ورعاية خليجية. 

وأوضح الشرع أن أي اتفاق سيتم التوصل إليه سيكون على أساس اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع عام 1974، مؤكدًا أن دمشق لن تتنازل عن ثوابتها التاريخية ولا عن سيادتها الوطنية. 

وأضاف الرئيس السوري أن فرص نجاح هذه المباحثات باتت أكبر من احتمالات فشلها، مع الإقرار بأنها لا تمثل سلامًا شاملًا في المرحلة الحالية، بل خطوة تهدف إلى ضمان أمن سوريا واستقرارها الإقليمي.

اتفاق أمني برعاية دولية يلوح في الأفق

وفي السياق ذاته، أكدت القناة 12 العبرية أن إسرائيل وسوريا باتتا أقرب من أي وقت مضى إلى توقيع اتفاقية أمنية جديدة، بوساطة أمريكية ودعم خليجي مباشر. 

ووفق التقرير، فإن الاتفاق المرتقب يهدف إلى إرساء استقرار دائم داخل سوريا بعد سنوات طويلة من الصراع، مع العمل على تحييد التهديدات القادمة من الجبهة الشمالية لإسرائيل.

وترى تل أبيب في هذه الخطوة فرصة أمنية بالغة الأهمية، وإن كانت لا تخلو من تحديات استراتيجية، فيما تراهن دمشق على أن الاتفاق قد يشكّل بداية لمسار جديد يضمن استعادة سيطرتها الكاملة على أراضيها وإنهاء وجود التشكيلات المسلحة غير النظامية.

0 تعليق