تصاعد الضغط الداخلي على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، مع خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع للمطالبة بإبرام صفقة فورية تضمن إطلاق المحتجزين في قطاع غزة. وتزامنت الاحتجاجات مع انعقاد مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت)، الذي انتهى دون الإعلان عن نتائج ملموسة، وسط تصريحات متشددة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
غضب في الشوارع وإغلاق للطرقات
منذ فجر الثلاثاء، شهدت مدن كيان الكبرى، وعلى رأسها تل أبيب، حراكاً واسعاً حيث أغلق المحتجون طرقاً رئيسية، رافعين صور المحتجزين. وذكرت وسائل إعلام محلية أن التجمعات امتدت إلى محيط البعثة الأمريكية ومنازل عدد من الوزراء.
ومع حلول المساء، احتشد الآلاف في تل أبيب، مركز الحراك المستمر منذ أشهر، حيث علت أصوات الأبواق والصفارات وقرع الطبول، وسط هتافات تتهم الحكومة بالتقصير. وقال المتظاهر يواف فيدر (29 عاماً): "أنا هنا لأدعو الحكومة إلى إبرام صفقة وإعادة كل المحتجزين وإنهاء الحرب".
اجتماع أمني بلا نتائج ورد غامض
في المقابل، وبعد اجتماع الكابينت الأمني الذي وصفته وسائل إعلام عبرية بأنه لم يسفر عن أي تقدم، أدلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتصريحات اقتصرت على تأكيد الموقف العسكري. وقال نتنياهو: "ليس في وسعي أن أستفيض في الكلام، لكنني سأقول أمراً واحداً: كانت البداية في غزة وستكون النهاية في غزة. نحن لن نترك هؤلاء الوحوش هناك".
يأتي هذا الاجتماع بعد أن أقر المجلس مطلع أغسطس خطة للسيطرة على مدينة غزة، مما أثار موجة جديدة من الاحتجاجات الحاشدة.
على الصعيد الدبلوماسي، لا يزال الموقف معلقاً. فقد وافقت حركة حماس قبل أيام على مقترح قدمه الوسطاء ينص على هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها تبادل محتجزين على دفعتين مقابل معتقلين فلسطينيين.
إلا أن تل أبيب لم تقدم رداً رسمياً حتى الآن. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن الدوحة لا تزال في انتظار رد تل أبيب على المقترح، مشيراً إلى عدم وجود أي موقف رسمي تم إبلاغه للوسطاء.
عائلات المحتجزين: "نتنياهو يضحي بهم"
وجهت عائلات المحتجزين انتقادات حادة للحكومة، متهمة إياها بإهمال قضية أبنائهم. وقال روبي حين، والد أحد المحتجزين : "يعطي رئيس الوزراء نتنياهو الأولوية لتدمير حماس على حساب إطلاق المحتجزين". وأضاف في كلمة له خلال إحدى المظاهرات: "هو يعتقد أنه من المقبول والمشروع أن يُضحَّى بخمسين رهينة لأغراض سياسية".
يُذكر أنه من بين 251 شخصاً تم احتجازهم في 7 أكتوبر 2023، لا يزال 49 رهينة في غزة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل 27 منهم.
0 تعليق