لا تزال قضية نزع سلاح "حزب الله" اللبناني تلقي بظلالها على الساحات السياسية والإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، ولا تزال الرسائل المتبادلة مستمرة بين الأطراف المعنية.
فقد بث الإعلام الحربي التابع لـ"حزب الله" شريط فيديو جديدا ظهر فيه الأمين العام للحزب نعيم قاسم بالزي العسكري، وأُرفق الفيديو بمقتطفات من خطابه الأخير الذي شدد فيه على أن الحزب لن يسلم سلاحه، وذلك بعد أكثر من أسبوعين على قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح وبسط سيادة الدولة على كافة الأراضي.
ومع انتشار المقطع، تصاعد الجدل بين رواد منصات التواصل الاجتماعي بشأن قضية نزع سلاح الحزب.
فقد رأى بعض المغردين أن نزع السلاح يعني السماح لإسرائيل باحتلال كامل لبنان، إلا أنهم أشاروا في الوقت ذاته إلى أن الحزب يمر بأضعف حالاته، ولم يستخدم أسلحته النوعية في الوقت المناسب، ما أدى إلى فقدانه جزءا كبيرا من قدراته أمام الهجمات الإسرائيلية.
في حين شدد آخرون على أن الجيش اللبناني ضعيف جدا وغير قادر على حماية البلاد، معتبرين أن نزع سلاح المقاومة سيكون في مصلحة "المستوطنين في فلسطين" الذين يمتلكون أحدث أنواع الأسلحة والذخائر والطائرات الحربية والدبابات والمدفعية الثقيلة والقنابل ذات الدمار الشامل.
وتساءل هؤلاء: لماذا لا ينضم الحزب بسلاحه إلى الجيش اللبناني، فعلى الأقل سيكون الجيش أقوى بوجودهم في صفوفه؟.
وتساءل ناشطون أيضا: ماذا يريدون من لبنان؟ هل يريدونه بلا أنياب ولا سلاح يدافع به عن نفسه؟ واعتبروا أن الدعوات لنزع السلاح مطالب دنيئة، متسائلين: لماذا لا يُطلب من العدو الإسرائيلي تسليم سلاحه مثلًا؟.
في المقابل، تساءل فريق آخر: "كيف أعزّ السلاح حزب الله؟ لقد دمره العدو الإسرائيلي في ساعات، وتعرض لهزيمة نكراء. من يحمي هذا السلاح؟ وهل رأيتم ما حلّ بالجنوب اللبناني؟ هذه أول حكومة وطنية حقيقية منذ أربعين عامًا. سلاحك البائد لم يحمِ لبنان ولن يحميه أبدًا. انتهى دورك ودور إيران في لبنان. قد تظل قادرًا على تدمير البلد، لكنك لن تنجح. الشعب اللبناني كله، باستثناء بيئتك الضيقة، أصبح خصمًا لهذا السلاح".
0 تعليق