في خطوة تصعيدية جديدة تستهدف رموز الصمود الفلسطيني، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، الشيخ سعيد العمور من منزله في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، وهو الناشط المعروف الذي تحول إلى أيقونة للتشبث بالأرض، خاصة بعد أن بُترت ساقه قبل أشهر برصاص مستوطن أثناء دفاعه عن أرضه.
ويأتي اعتقال العمور، وهو أب لستة عشر ابناً، في سياق حملة ممنهجة من المضايقات والاعتداءات التي تشنها قوات الاحتلال والمستوطنون لتهجير السكان الأصليين من منطقة مسافر يطا الاستراتيجية.
"هذه أرضي": قصة صمود وتضحية
يجسد الشيخ سعيد العمور مقولة "هذه أرضي" التي لا تزال عنوان الرواية الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من مئة عام.
ففي شهر أبريل/نيسان الماضي، تعرض العمور لاعتداء وحشي من قبل مستوطن مسلح أطلق النار على ساقه من مسافة قريبة، مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة انتهت ببترها.
ولم تتوقف معاناة الشيخ عند هذا الحد، فبدلاً من تقديم العدالة، قامت سلطات الاحتلال باعتقاله هو وابنه بتهمة "التخطيط لعملية ضد المستوطنين"، وهي تهمة أسقطتها المحكمة لاحقاً بعد أن أظهرت مقاطع الفيديو المصورة كذب رواية المستوطن وأن العمور كان هو الضحية.
ورغم فقدانه لساقه، أصر الشيخ العمور وعائلته على البقاء في أرضهم، ليصبح رمزاً للصمود في وجه سياسات التطهير العرقي.
مسافر يطا: معركة وجود مفتوحة
تعتبر منطقة مسافر يطا، التي تضم عشرات التجمعات السكانية الفلسطينية جنوب الخليل، واحدة من أكثر المناطق سخونة في الضفة الغربية. فقد أعلن جيش الاحتلال أجزاء واسعة منها "منطقة إطلاق نار 918"، مما يعرض سكانها لخطر التهجير القسري الدائم.
ويعيش أهالي مسافر يطا في معركة وجود يومية، حيث يواجهون اعتداءات متكررة من المستوطنين، وعمليات هدم للمنازل والمنشآت، ومنعاً من الوصول إلى أراضيهم الزراعية ومصادر المياه، في سياسة تهدف بشكل واضح إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
اعتقال يسبقه هجوم
جاء اعتقال الشيخ العمور بعد ساعات قليلة من تعرض مسكنه لهجوم جديد من قبل المستوطنين، الذين قاموا بإطلاق مواشيهم بالقرب من منزله في محاولة لاستفزازه وتخريب ممتلكاته.
ويعتبر هذا الاعتقال حلقة جديدة في مسلسل طويل من الاستهداف الممنهج الذي يواجهه الشيخ وعائلته، وكل أهالي مسافر يطا، الذين يواصلون كتابة فصول روايتهم بكلمات من الصمود والعطاء، مؤكدين أن ارتباط الإنسان بأرضه هو قانون ثابت لا يمكن كسره.
0 تعليق