كتب خليل الشيخ:
صرخت والدة الطفل عمار القصاص (تسعة أعوام) بشدة وتعالت صيحاتها عندما وجدت طفلها مسجى على الأرض تحيط به بركة من دمه الزكي في خيمتها المقامة قرب منطقة "حمد" جنوب القطاع.
في ثوانٍ معدودة توجه عدد قليل من الجيران نحو مصدر الصراخ ليصدموا بمشهد الطفل الشهيد، وبدؤوا بتهدئة روع الأم الثكلى والتضامن معها، وسط مشاعر الحزن المختلطة بخوف شديد.
هكذا وصف الشاب "لؤي" تفاصيل حادثة استشهاد الطفل "القصاص" الذي كان واحداً من مئات ضحايا الإعدامات الميدانية التي تنفذها طائرات "كواد كابتر" في مختلف المناطق في القطاع.
أضاف لـ"الأيام": أثار صوت إطلاق النار من مسيرات كواد كابتر التي حلقت في السماء على ارتفاعات متفاوتة وهي تهاجم النازحين خوف وذعر الجميع، مشيراً إلى أنهم سارعوا إلى الاحتماء منها فيما انشغل آخرون في استدعاء أي وسيلة نقل إلى المكان لنقل الشهيد الطفل إلى المستشفى.
وقال مواطنون نازحون في محيط أبراج "حمد" شمال مدنية خان يونس إن طائرات "كواد كابتر" هاجمت خيامهم وفتحت نيران أسلحتها باتجاه النازحين الذين وجدوا بين أزقة الخيام وتجمعات النزوح.
وغالباً ما يتسبب إطلاق النار بمنع حركة السيارات التي تمر عبر الطرق الترابية المحيطة بمنطقة "جميل وادي" غرب بلدة "القرارة، خصوصاً إذا كثفت هذه الطائرات تحليقها في سماء المنطقة.
وفي حادثة أخرى استشهدت المواطنة أحلام رائد الشاعر في الثلاثينيات من العمر، بينما تواجدت في الطريق الترابية المؤدية لخيمة ذويها في منطقة "المواصي" جنوب غربي خان يونس.
ورجح شهود عيان، أن الشهيدة تعرضت لعيار ناري من طائرة "كواد كابتر"، مشيرين إلى أن هذا النوع من المسيرات لا يغادر السماء.
استشهد أمام ذويه
"كان الفتى إسلام الهسي يسير برفقة أفراد أسرته بعدما غادر منزله شرق حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، تحت وطأة القصف المدفعي، عندما باغتته طائرة كواد كابنتر" وأطلقت نحوهم عدة رصاصات أردته شهيداً، هكذا وصف "أبو شاهر" شاهد عيان، تفاصيل استشهاد "الهسي" أثناء الهجوم الذي تعرض له النازحون الذين كانوا في طريقهم لمغادرة منطقة سكناهم.
وأضاف: إنه يعرف الفتى الشهيد وعائلته فهو أحد جيرانهم، مشيراً إلى أنه كان قد سبق العائلة بالهرب من المكان واختبأ تحت بناية عندما لاحظ وجود طائرات "كواد كابتر" وهي تحلق في سماء المنطقة على مسافات منخفضة جداً.
وتابع "أبو شاهر" في الأربعين من عمره: سقط الفتى إسلام على الأرض وحاول النهوض وسقط مجدداً وكان أفراد عائلته يحاولون معرفة ما يتعرض له، إلا أن أصواتاً أخرى من الأعيرة النارية التي أطلقتها الطائرات أجبرتهم على الاحتماء ببناية مجاورة إلى حين نقلتهم سيارة إسعاف من المكان.
وأوضح، أنه تمكن من النزوح إلى منطقة أقل تعرضاً للعدوان فيما تواصل المئات من العائلات نزوحها من غرب جباليا، وتعرضت لإطلاق نار.
وروى شهود آخرون عن قيام هذه الطائرات بسلسة إعدامات ميدانية للنازحين وهو ما ضاعف من أعداد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الأيام القليلة الماضية.
0 تعليق