ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهيونية وناصرت فلسطين - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 2/9/20252/9/2025

|

آخر تحديث: 08:42 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:42 (توقيت مكة)

ميغان تشوريتز كاتبة وممثلة جنوب أفريقية، وُلدت في العاصمة كيب تاون من عائلة يهودية تؤمن بفكر الحركة الصهيونية، ونشأت بين جنوب أفريقيا وإسرائيل في ظل نظام الفصل العنصري (الأبارتايد).

تميزت في فنون المسرح الارتجالي وكتابة المسرحيات والقصص، وحازت على جوائز مرموقة في المجالين الفني والأدبي، وأصبحت ناشطة سياسية بارزة، معروفة بمواقفها المناهضة للصهيونية ودعمها للقضية الفلسطينية.

المولد والنشأة

وُلدت ميغان تشوريتز عام 1965 في جنوب أفريقيا، ونشأت في العاصمة كيب تاون ضمن أسرة يهودية من الطبقة المتوسطة تساند الصهيونية أثناء فترة نظام الأبارتايد بين عامي 1948 و1994.

وتقول تشوريتز في مقابلة مع الجزيرة نت "كانت عائلتي في تلك الفترة مختلفة الوظائف إلى حد كبير، والدي كان يعترف بظلم الأبارتايد دون أن يفعل الكثير حيال ذلك".

هاجرت مجموعة من أفراد عائلتها إلى إسرائيل، منهم عمة والدها وأخوه الأصغر، كما عاش والداها قبل ولادتها في كيبوتس ضمن نشاط حركة صهيونية شبابية تُسمى "هابونيم"، ثم عادا لاحقا إلى جنوب أفريقيا.

وبحسب تشوريتز، فإن هذا التنقل بين جنوب أفريقيا وإسرائيل في ظل نظامي فصل عنصري زرع في ذهنها بذور الشك المبكر، مضيفة "كان هناك دائما هذا الانفصال بين ما كان يحدث في جنوب أفريقيا وما كان يحدث في إسرائيل".

CAPE TOWN, SOUTH AFRICA - NOVEMBER 19: Jews for a free Palastine Megan Choritz and Mervyn Bennun during a interfaith service in memory of Gift of the Givers Ahmed Abassi at St. George's Cathedral on November 19, 2023 in Cape Town, South Africa. Gift of the Givers confirmed that its head in Gaza, Ahmed Abbasi, was killed while returning from a morning prayer with his brother. (Photo by Brenton Geach/Gallo Images via Getty Images)
ميغان تشوريتز في قداس أقيم إحياء لذكرى أحمد عباسي الذي استشهد في غزة (غيتي)

الدراسة والتكوين العلمي

درست تشوريتز الثانوية في مدرسة يهودية، وتقول إنها كانت تشعر دائما بعدم الارتياح تجاه الكثير من التعليم الديني والصهيوني، لكنها لم تعرف كيف تفسر شعورها هذا.

ذهبت بعد ذلك في رحلة إلى إسرائيل، وكشفت أنه من المفارقات أن الرحلة إليها والمناقشات مع ابن عمها المولود هناك ساعدتها في تحديد رأيها المناهض للصهيونية بقوة.

عادت إلى جنوب أفريقيا وواصلت دراستها، وتخرجت في جامعة كيب تاون عام 1986 وحصلت على بكالوريوس في الآداب ودبلوم بالأداء المسرحي.

التجربة الفنية

بدأت تشوريتز مسيرتها الفنية ممثلة، ثم أسست فرقتها الخاصة للارتجال المسرحي، وتطورت لاحقا إلى شركة "إمبروفيجن" للمسرح الصناعي وورش العمل المؤسسية.

إعلان

أثناء مسيرتها المسرحية حصلت على لقب "عميدة الارتجال" في جنوب أفريقيا، كما كتبت العديد من المسرحيات، أبرزها "امرأة وحيد القرن" عام 1993 بالاشتراك مع المؤلفة ميليندا فيرغسون، وحصلت بها على جائزة "آي جي آي لايف بيك" لمهرجان ويندي برو للفنون.

درّست تشوريتز فنون الارتجال، وكتبت القصص القصيرة والقصائد وقصص الأطفال، وحظيت مسرحياتها "الخيمة"، و"قُد معي"، و"غيوم مثل الأمواج" بإشادة واسعة من النقاد المتخصصين في المجال.

وفي عام 2007 بدأت تشوريتز مدونة بعنوان "رأس ميغان"، وأصبحت منصة لمراجعة المسرحيات والتعليق على الأمور المسرحية وغيرها بشكل عام.

حازت تشوريتز على جوائز مرموقة، منها جائزة "فور دوب كاب" للابتكار بالمسرح عام 2009، وجائزة اختيار الجمهور لمسرح الرياضة في العام نفسه.

ميغان تشوريتز (وسط) تنشط في منظمة "يهود جنوب أفريقيا من أجل فلسطين حرة" (الجزيرة)

وأثناء فترة الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا (كوفيد-19) عامي 2020 و2021 انضمت إلى مجموعة للكتابة عبر الإنترنت، وبدأت بكتابة القصص القصيرة، ثم خاضت تجربة تأليف رواية كاملة.

صدرت روايتها الأولى "الممتلكات المفقودة" عام 2023، والتي تروي حكاية "لين" التي ينتهي زواجها إثر اكتشافها أمرا صادما عن زوجها مارك، وحققت الرواية نجاحا كبيرا، ورُشحت لجائزة "دالرو- كان تيمبا" للكتابة الإبداعية المرموقة عام 2025.

مؤيدة لفلسطين

تقول تشوريتز في مقابلة مع صحيفة "نيوز 24" بجنوب أفريقيا إن كل شيء تغير بعد أن شرعت إسرائيل في الإبادة الجماعية بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتذكر أنها كانت شخصية بارزة في المجتمع اليهودي بفضل نجاح عروضها المسرحية ورواياتها رغم صراحتها ووضوح مواقفها المناهضة للصهيونية، مشيرة إلى أن مواقفها بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول "دفعت اليهود الصهاينة إلى حالة من الجنون التام".

وأوضحت أن مواقفها المناهضة للصهيونية لم تكن وليدة اللحظة، لكن المجتمع اليهودي كان يتعامل معها بقدر من التساهل ما دامت في إطار نظري.

وذكرت أن "أحداث غزة غيرت كل شيء"، وأن "هذه الإبادة الجماعية الأكثر شرا المكشوفة والبذيئة الشبيهة بالنازية تعني أن صوتي يجب أن يكون أعلى بكثير، وأنني أصبحت غير محتملة تماما بالنسبة للصهاينة".

وإثر مواقفها السياسية تحملت تشوريتز الكثير على المستويين الشخصي والمهني، وتعرضت لحملة تشويه واسعة شملت أوصافا مهينة ومؤذية، أبرزها وصفها بـ"كابو"، وهو مصطلح استُخدم لاتهامها بخيانة الشعب اليهودي والتعاون مع "أعداء" إسرائيل.

ميغان تشوريتز (وسط) عُرفت بمواقفها المناهضة للصهيونية ودعمها للقضية الفلسطينية (الجزيرة)

وتوضح تشوريتز أنها تلقت تهديدات بالقتل والاغتصاب، وتعرضت للاعتداء الجسدي في الأماكن العامة والصراخ في وجهها.

وفي أبريل/نيسان 2025 استُبعدت تشوريتز من المهرجان الأدبي اليهودي، قائلة "عندما قدّمت دار النشر روايتها للمشاركة بالمهرجان تهربوا وصمتوا ولم يجيبوا، وتجاهلوني".

وفي الـ28 من الشهر نفسه نفذت احتجاجا أمام متحف الهولوكوست في كيب تاون، حيث كان المهرجان الأدبي، وعلقت لافتة كُتب عليها "لست صهيونية بما يكفي للمهرجان الأدبي اليهودي".

إعلان

وتشوريتز عضوة نشطة في منظمة "يهود جنوب أفريقيا من أجل فلسطين حرة"، وشاركت في فعاليات تضامنية مع الفلسطينيين.

وفي يونيو/حزيران 2025 كان لها دور بارز في دعم "المسيرة العالمية لغزة"، والتي وصفتها بأنها قد تكون "مغيرة لقواعد اللعبة" للتضامن مع فلسطين.

وفي أغسطس/آب من العام نفسه دُعيت إلى منتدى متعدد الأديان ليوم المرأة بشأن "التحدث ضد السلطة"، وهو المنتدى الذي أظهر اعترافا متزايدا بها صوتا للقضايا التقدمية التي تتجاوز حركة التضامن الفلسطيني.

وأكدت تشوريتز أنها ستستمر في "القتال من أجل القضية الفلسطينية"، مضيفة "أومن بفلسطين حرة وديمقراطية لجميع الذين يرغبون في أن يكونوا جزءا منها، آمل أن يتحقق هذا في حياتي، من النهر إلى البحر فلسطين ستكون حرة".

0 تعليق