من الاستقالة إلى منصب استشاري في الحكومة البريطانية.. نعمت شفيق تعود إلى الواجهة - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد إخفاقها في إخماد الحراك الطلابي داخل أسوار جامعة كولومبيا العام الماضي، وما رافقه من جدل حاد حول حرية التعبير وحقوق الطلاب، عادت نعمت شفيق إلى دائرة الضوء من جديد. فبعد عام واحد فقط من استقالتها المثيرة للجدل، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن تعيينها كبيرة المستشارين الاقتصاديين، في خطوة تهدف إلى تعزيز خبرة الحكومة مع اقتراب إعداد الموازنة المقبلة.

نعمت شفيق تتصدر محركات البحث

في أغسطس الماضي، عاد اسم نعمت شفيق – المعروفة أيضًا باسم "مينوش شفيق" – ليتصدر محركات البحث العالمية. فاستقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا لم تمر مرور الكرام، بل أثارت تفاعلًا واسعًا داخل الأوساط الأكاديمية والإعلامية. واليوم، مع تعيينها في منصب استشاري رفيع في الحكومة البريطانية، تجدد الجدل حول شخصيتها ومسيرتها الطويلة في عالم الاقتصاد والسياسات العامة.

من هي نعمت شفيق؟

نعمت شفيق، اقتصادية بريطانية من أصل مصري، وُلدت في الإسكندرية عام 1962، وهاجرت إلى الولايات المتحدة وهي طفلة. درست الاقتصاد والسياسة في جامعة ماساتشوستس بأمهرست، قبل أن تحصل على ماجستير من كلية لندن للاقتصاد ودكتوراه من جامعة أكسفورد. خلال مسيرتها، شغلت مناصب قيادية بارزة:

  • نائبة مدير عام صندوق النقد الدولي.
  • نائبة محافظ بنك إنجلترا.
  • عميدة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.
  • رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية.
  • سبب الاستقالة من جامعة كولومبيا
أسباب الاستقالة  
أسباب الاستقالة  

في أبريل 2024، أمرت شفيق بدخول الشرطة إلى حرم جامعة كولومبيا لفض اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين. الحادث أسفر عن اعتقال نحو 100 طالب، وهو ما اعتُبر أول عملية اعتقال جماعي في الجامعة منذ احتجاجات حرب فيتنام. هذا القرار فجّر موجة غضب عارمة ضدها، ودفعها لاحقًا لتقديم استقالتها، مبررة بأن "الفترة الأخيرة أثّرت بشكل كبير على أسرتها وعلى مجتمع الجامعة".

العودة إلى الحكومة البريطانية

رغم العاصفة التي رافقت استقالتها، عادت شفيق بقوة إلى المشهد. ففي سبتمبر 2025، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر تعيينها كبيرة المستشارين الاقتصاديين. الخطوة اعتُبرت محاولة لتسليح الحكومة بخبرة اقتصادية واسعة استعدادًا لموازنة يتوقع أن تتضمن زيادات ضريبية مثيرة للجدل. ويؤكد مراقبون أن هذه العودة تمثل "إعادة تدوير للخبرات" في ظل حاجة بريطانيا لأصوات قوية في الاقتصاد الدولي.

إسهاماتها وأثرها

في الاقتصاد الدولي: شاركت في رسم السياسات المالية لمواجهة الأزمات العالمية.

في المساواة بين الجنسين: دفعت نحو زيادة تمثيل النساء في سوق العمل والمناصب القيادية.

في التنمية المستدامة: دعت إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.

<strong>ما بين الجدل والإنجازات</strong>
ما بين الجدل والإنجازات

ما بين الجدل والإنجازات

تاريخ نعمت شفيق يضعها بين شخصيتين: الأكاديمية الصارمة التي لم تتردد في اتخاذ قرارات مثيرة للجدل داخل جامعة كولومبيا، والمستشارة الاقتصادية المخضرمة التي تراهن عليها الحكومة البريطانية لتجاوز تحديات مالية صعبة. وبين هذين الوجهين، تبقى سيرتها نموذجًا للمرأة العربية المهاجرة التي وصلت إلى قمم القيادة العالمية.

من قاعات جامعة كولومبيا المثقلة بالاحتجاجات، إلى مكاتب "داونينغ ستريت" حيث تُصاغ السياسات الاقتصادية لبريطانيا، تواصل نعمت شفيق كتابة فصول مسيرتها الحافلة. قد تكون مثيرة للجدل، لكنها أيضًا رمز للخبرة والقدرة على البقاء في الصفوف الأمامية مهما اختلفت الظروف.

0 تعليق