صواريخ الاحتلال تلاحق الأطفال الباحثين عن الطعام - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:


"قبل دقيقة والله كان أنا الشهيد البطل آدم عويضة"، هكذا ردد والد الشهيد آدم وهو يودعه إلى مثواه الأخير، بعدما نالت منه شظايا صاروخ إسرائيلي وهو يقوم بتعبئة "جالون" مياه في منطقة العطار غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وقال وهو يذرف الدموع ويصرخ بأعلى صوته: "يبدو أن الله يحبه فأخذه عنده وأراد له الجنة، ربنا يرحمه ربنا يرحمه".
وتساءل والد الشهيد الطفل الذي لم يتجاوز عشرة أعوام: ما ذنبه حتى يقوم الاحتلال بقتله، ولماذا قصف شاحنة مياه كان يلتف حولها عشرات الأطفال لتعبئة "جالوناتهم"؟
وقتلت طائرة إسرائيلية ثمانية مواطنين، منهم خمسة أطفال، وأصابت عدداً آخر بجروح جراء استهدف شاحنة كانت توزع المياه على النازحين في منطقة العطار، مساء الثلاثاء الماضي.
في مستشفى ناصر سارع ذوو هؤلاء الأطفال الشهداء ليتفقدوا أبناءهم، وراح كل واحد منهم ينعى ابنه بعبارات الحزن وصيحات الصراخ لوعة على فراقهم، فيما انكب والد الشهيدتين الشقيقتين نورسين وهبة أبو دراز (12 و10 أعوام) على تقبيلهما، بينما كانتا مسجيتين في نقالة على أرضية قسم الاستقبال.
كما عُرف من بين شهداء المجزرة الطفلة سما أبو مصطفى (تسعة أعوام) التي شوهدت ملقاة على الأرض جراء إصابتها بشظايا في رأسها بينما حملت "جالون" مياه صغير بيدها.
"لم ينتظر الاحتلال حتى تملأ الشهيدة سما جالونها وتوصله إلى ذويها الذين كانوا ينتظرونها في الخيمة القريبة من مكان القصف"، قال الشاب إحسان وهو يسرد بعضاً من تفاصيل القصف.
وأضاف: "لم نكن نتوقع أن يقصفوا شاحنة مياه محاطة بعشرات الأطفال الذين تسابقوا لملء جالوناتهم، لكن الاحتلال مُصرّ على قتل الأطفال دون اعتبار لطفولتهم وبراءتهم".
وحاول شبان آخرون السيطرة على مشاهد توديع الأطفال الشهداء من قبل ذويهم، تمهيداً لتكفينهم ونقلهم إلى المقبرة لمواراة جثامينهم الثرى.
"كانوا يتناولون طعام الإفطار عندما سقط صاروخ على منزلهم حوّل بعضهم إلى أشلاء" هكذا قال "أبو محمد" في الثلاثينيات من عمره، وهو يصف الدقائق الأولى لاستهداف منزل مكون من ثلاثة طوابق يعود لعائلتي الهور والغف في حي الدرج بغزة، ما تسبب باستشهاد 13 مواطناً بينهم عشرة أطفال، أحدهم لم يتجاوز العامين من عمره.
وأضاف: "سمعنا صوت قصف قوي ومزلزل فتوجهنا إلى المكان لنجد جثمان طفلة ملقى على ركام أحد المنازل المجاور للمنزل المستهدف"، مشيراً إلى أن القصف تسبب بإبعاد الطفلة نحو 100 متر عن المكان.
وأوضح "أبو محمد" أن العائلتين كانتا تتواجدان في المنزل بعدما قصفت قوات الاحتلال منزليهما في وقت سابق، لكن أفرادهما لم يسلموا من القصف هذه المرة، لافتاً إلى أن القصف أدى إلى استشهاد عشرة أطفال وامرأتين، وقد تم انتشال ثلاثة أطفال والشهيدتين، فيما واصل أفراد الدفاع المدني والإسعاف انتشال الأطفال السبعة المتبقين تحت الأنقاض.
ويعد الطفل عبد الله الهور (ثلاثة أعوام) هو الناجي الوحيد من المجزرة، لكنه أصيب بحروق بالغة وبقي يصارع الموت في مستشفى المعمداني، حسب شهود عيان آخرين.

 

0 تعليق