في مشهد لافت يعكس مدى تشدد بروتوكولات الحماية الخاصة بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، رصدت الكاميرات في العاصمة الصينية بكين مشهدًا استثنائيًا عقب لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث سارع فريق مرافق من موظفيه إلى مسح وتنظيف كل ما لامسه الزعيم الكوري الشمالي بدقة متناهية.

بروتوكولات صارمة
الفريق الكوري الشمالي مسح الكرسي الذي جلس عليه كيم، ومسنديه، إضافة إلى الطاولة المجاورة وكأس الماء الذي استخدمه، في مشهد التقطه مراسل الكرملين ألكسندر يوناشيف ونشره على تطبيق "تلغرام".
الخطوة، حسب وكالة "رويترز"، تأتي ضمن إجراءات أمنية راسخة تهدف إلى منع تسرب أي عينات بيولوجية قد تكشف عن الحالة الصحية للزعيم الكوري الشمالي.
حماية "الحمض النووي"
خبراء أشاروا إلى أن كوريا الشمالية تعتبر حمض كيم النووي ومخلفاته "معلومات سيادية"، يمكن أن تستخدمها أجهزة استخبارات أجنبية، حتى لو كانت صديقة، في تحليل صحته أو نقاط ضعفه.
الصحفي الروسي سيرغي غونتشاروف أكد لوكالة "شوت" أن هذه التدابير تم تنفيذها بالكامل في بكين، إذ أزال موظفو الوفد أي أثر يدل على وجود كيم داخل القاعة التي استضافت المحادثات.
مرافق خاص حتى المرحاض
ولم تكن هذه الإجراءات جديدة، إذ درج كيم – مثل والده الراحل كيم جونغ إيل – على اصطحاب مرحاضه الخاص في رحلاته الخارجية، وهو بروتوكول هدفه الأساسي إخفاء أي دلائل بيولوجية.
صحيفة نيكي اليابانية نقلت عن أجهزة المخابرات الكورية الجنوبية واليابانية أن المراحيض المحمولة، إضافة إلى جمع النفايات وأعقاب السجائر، تُعد جزءًا أساسيًا من ترتيبات الزيارات الخارجية.
سابقة في هانوي
هذه الممارسات تكررت أيضًا عام 2019، بعد قمة كيم مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في هانوي، حين شوهد حراسه وهم يغلقون طابق الفندق الذي أقام فيه لساعات، ويخرجون أغراضًا شخصية من بينها حشية السرير، في عملية تطهير مماثلة.

قراءة في المشهد
ما قد يبدو غريبًا في نظر العالم، هو بالنسبة لبيونغ يانغ ضرورة أمنية لا تقبل التهاون. فبالنسبة لنظام شديد الانغلاق، يشكّل "الحمض النووي للزعيم" خطًا أحمر، تمامًا كالأسرار النووية أو العسكرية، ويُتعامل معه بأقصى درجات السرية والحماية.
0 تعليق