جددت دولة الإمارات العربية المتحدة موقفها الثابت في دعم الشعب السوري ضمن إطار الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها، مؤكدة ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف الانتهاكات في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ومواجهة الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية.
جاء ذلك خلال كلمة وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر في الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والتي تترأس الإمارات أعمالها في دورته الحالية المنعقدة في القاهرة.
المرر شدد على أن الاجتماع ينعقد في لحظة حرجة تستدعي تعزيز التضامن العربي وتغليب الحلول الدبلوماسية لمعالجة الخلافات، مشيرًا إلى أهمية توحيد المواقف العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وفي سياق دعم القضايا العربية، أكد الوزير الإماراتي استمرار جهود بلاده في دعم السودان للعودة إلى مسار التحول الديمقراطي، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب اليمني وتخفيف معاناته الإنسانية، كما رحّب بقرار الحكومة اللبنانية القاضي بحصر السلاح بيد الدولة، معتبرًا أنه خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار الداخلي.
وحول القضية الفلسطينية، أشار المرر إلى مشاركة الإمارات في مؤتمر حل الدولتين الذي عُقد في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا، مؤكدًا أن الوثيقة الصادرة عنه تمثل خريطة طريق نحو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، كما اعتبر إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل خطوة إيجابية لدعم مسار السلام العادل والشامل، داعيًا إلى تكثيف الضغط الدولي للعودة إلى طاولة المفاوضات بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى)، جدد المرر تمسك بلاده بحل القضية عبر المفاوضات الثنائية المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، مؤكدًا أن احترام السيادة الوطنية يمثل أساسًا للاستقرار الإقليمي.
وختم الوزير الإماراتي كلمته بالتأكيد على أن محاربة التطرف والإرهاب وتعزيز قيم التسامح تمثل ركائز أساسية في النهج الإماراتي، داعيًا إلى توحيد سردية السلام ونبذ العنف، ودعم الاستقرار الإقليمي عبر الجهود الإنسانية والدبلوماسية.
وانعقد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في القاهرة وسط ظروف إقليمية دقيقة تستدعي تنسيقًا عربيًا فاعلًا، ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد الأوضاع المستجدة في سوريا وفلسطين واليمن، ما يفرض ضرورة توحيد المواقف وتعزيز العمل المشترك، ويُنظر إلى هذه الدورة كمنصة حيوية لإعادة تفعيل الدور العربي في مواجهة التحديات السياسية والأمنية الراهنة.
0 تعليق