عمرو الليثي: في أوقات الحروب تتحول الكلمة إلى أداة لا تقل خطورة عن السلاح - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الإعلامي د. عمرو الليثي أن في أوقات الحروب، تتحول الكلمة إلى أداة لا تقل خطورة عن السلاح.

 

فالإعلام، بمختلف أشكاله، يلعب جزءًا جوهريًا في تشكيل وعي الشعوب، ورفع معنوياتها، والتصدي للحملات الدعائية المعادية.

 

ومع اتساع تأثير الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح المشهد الإعلامي أكثر خطورة، ما يفرض على الإعلام المهني مسؤوليات مضاعفة.

 

وتابع الليثي من خلال صفحاته الرسمية عبر وسائل التواصل:

فالإعلام المهني التقليدي (التلفزيون، الصحافة، الإذاعة) يظل المرجع الرئيس لتقديم الأخبار الدقيقة، إذ يتحقق من مصادره ولا ينساق وراء الشائعات.

 

في المقابل، تمثل السوشيال ميديا ساحة مفتوحة قد تنتشر فيها معلومات غير موثوقة بسرعة.

 

هنا يبرز دور الإعلام المهني في تصحيح الرواية، وتفنيد التضليل، وإثبات حضوره كمصدر ثقة.

ومن أهم أدوار الإعلام أثناء الحرب هو الحفاظ على اللحمة الداخلية.

 

الإعلام التقليدي يركز على إبراز صور التضامن والتضحيات، بينما تتيح السوشيال ميديا مساحة أكبر للمواطنين أنفسهم كي يشاركوا قصصهم وصمودهم، مما يخلق شعورًا عامًا بالمشاركة الجماعية.

 

التفاعل الشعبي عبر المنصات الرقمية يتحول بدوره إلى رافعة للروح المعنوية.

 

وأضاف الليثي أن الحروب الحديثة تُخاض على جبهات عسكرية وإعلامية ونفسية.

 

العدو يستغل سوشيال ميديا لنشر الشائعات والتشكيك في القدرات الوطنية.

 

لذلك، يعمل الإعلام المهني على تفنيد هذه الروايات بمنهجية، بينما تتعاون فرق متخصصة في رصد المحتوى الرقمي المضلل، والتعامل معه بسرعة عبر حملات توعية أو عبر المحتوى المضاد.

 

وهنا تصبح السوشيال ميديا أداة مزدوجة قد تكون وسيلة اختراق، لكنها أيضًا وسيلة فعالة لردع الحملات النفسية إذا استخدمت بمهنية.

 

وأشار إلى أن أحد التحديات الكبرى يكمن في موازنة حرية تدفق المعلومات مع متطلبات الأمن القومي.

 

والإعلام التقليدي يمتلك ضوابط تحريرية واضحة تضمن عدم تسريب معلومات حساسة.

بينما تحتاج السوشيال ميديا إلى وعي شعبي يحد من نشر تفاصيل قد تستغل عسكريًا.

 

لذا، تكثف المؤسسات الإعلامية المهنية حملات التوعية الرقمية لتذكير الجمهور بخطورة "النشر غير المسؤول".

 

وأوضح أن الإعلام المهني يذهب أبعد من مجرد نقل الخبر، إذ يقدم تحليلات تضع الأحداث في سياقها السياسي والعسكري والاقتصادي.

 

أما سوشيال ميديا فتسمح بفتح نقاشات واسعة بين الجمهور والخبراء، لكنها قد تتحول أيضًا إلى ساحة جدل عاطفي.

 

لذلك، يصبح دور الإعلام المهني هو قيادة النقاش العام نحو الرزانة والتفسير العقلاني للأحداث.

 

واختتم أن الإعلام في زمن الحرب بات مزيجًا من مهني تقليدي ورقمي تفاعلي.

فالتلفزيون والصحف يوفران المصداقية والمرجعية، بينما تتيح السوشيال ميديا سرعة الوصول والتفاعل الشعبي.

التكامل بينهما، إذا أدير بمهنية وحكمة، يحول الإعلام إلى خط دفاع متين يحمي الجبهة الداخلية، يفضح الدعاية المعادية، ويزرع الوعي والثقة في نفوس الناس، في أصعب الظروف.

0 تعليق