مصطفى عثمان يفسر لماذا وصل السودان إلى ما هو عليه ويكشف أسرارا عن البشير والترابي - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يتألم ويتحسر وزير خارجية السودان الأسبق، الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل على الأوضاع التي تعيشها بلاده اليوم، ويقول إن ما يجري يهدد الدولة والشعب، ويشدد على أهمية الحوار والوحدة بين السودانيين.

بانر: الجانب الآخر

وحل مصطفى عثمان ضيفا على برنامج "الجانب الآخر" للحديث عن أهم المحطات المهنية والسياسية في حياته، وعن الظروف التي يعيشها السودان منذ سقوط نظام الرئيس السابق عمر حسن البشير، والذي تولى منصب وزير الخارجية في عهده.

ويفسر المسؤول السوداني السابق -خلال حديثه لبرنامج "الجانب الآخر"- الأوضاع الصعبة التي آلت إليها بلاده، لعدة أسباب، منها حدوث حالة استقطاب شديد وكراهية بين القبائل والتجمعات المختلفة، ما أسفر عن سقوط مئات آلاف الضحايا وظهور عشرات الآلاف من المجرمين.

وأعرب عن قناعته بأن من أعطى القوة للقوات التي تمردت على الجيش هو التمكين الذي منح لها، والتدخل الخارجي المكثف والتمويل الذي حصلت عليه، في إشارة منه إلى قوات الدعم السريع التي دخلت في حرب مع الجيش السوداني.

لينتهي الحال بالسودان ليصبح "مستباحا، ليس فقط  من طرف دول غربية، وإنما من قوة إقليمية ما كانت تحلم بالتدخل في أي شأن من شؤون السودان".

ودعا عثمان لحل عاجل ينهي مشكلة بلده، بالحوار وبالاتفاق بين السودانيين، مشددا على أهمية أن يكون للسودان جيش واحد، وهو الجيش الوطني، وأن من يقول غير ذلك "فهو خائن للوطن"، بحسب عثمان.

فكر الترابي

وبخصوص مساره التعليمي والمهني والسياسي، يعود الوزير السوداني الأسبق إلى طفولته التي قضاها في قرية على ضفاف نهر النيل، حيث ولد وترعرع، ويقول إنه تربى في بيئة صوفية، لأن والديه كانا ينتميان لطرق صوفية.

ويروي أنه انخرط في بداياته في حزب الأمة التقليدي (كما يصفه)، وكان الحزب المتوفر مقابل الحركة الشيوعية التي بدأت في ذلك الوقت، ويقول إن الحركة الإسلامية كانت تحاول أن تطرح فكرا تجديديا، لكنه مرتبط بالتأصيل، وهي حركة ليست منغلقة، وأن الفكر الذي طرحته بأن "الإسلام دين الدولة"، جلب إليها الشباب في ذلك الوقت.

وعاد عثمان بذاكرته إلى مرحلة الشباب وللمرة الأولى التي استمع فيها بقريته للمفكر الإسلامي الدكتور الراحل حسن الترابي، وكيف اقتنع تماما بأن الرجل "يتميز في طرحه وفي فكره وفي رؤيته للمستقبل وفي فهمه للإسلام"، ويقول "في ذلك الوقت كنا عبارة عن صندوق يحتاج لمن يملؤه فنزل هذا الفكر عندنا".

السودانيون لم يبرحوا الشارع رغم سقوط البشير
السودانيون لم يبرحوا الشارع رغم سقوط البشير (الجزيرة)

بدأ عثمان ممارسة النشاط الثقافي والسياسي من المرحلة الطلابية منذ أن كان في المرحلة المدرسية الوسطى، وترأس الاتحاد العام للطلاب السودانيين في المملكة المتحدة وأيرلندا، ثم ترأس جمعيات الطلاب الإسلامية الناطقة بالإنجليزية، ثم رئيس جمعية الطلبة المسلمين، فأمين عام الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية في العالم وبقي على رأسه 4 سنوات.

إعلان

وواصل عثمان -الذي درس طب الأسنان ونال شهادة الماجستير والدكتوراه من بريطانيا- نشاطاته بعد عودته للسودان، حيث أنشأ "مجلس الصداقة الشعبية العالمية"، ليكون -كما يقول- قناة تربط النشاط الشعبي السوداني بالعالم، وكانت تلك خطوة لوصوله إلى الدبلوماسية الرسمية.

وعن الخلافات التي نشبت بين الرئيس السابق البشير والدكتور الترابي في نهاية التسعينيات، يقول عثمان لبرنامج "الجانب الآخر" إن كليهما كانت له وجهة نظر، فالبشير كان يرى أن تداخل السلطات والتعبير عن سياسات الدولة بأكثر من لسان يخلق مشكلة، في حين كان الترابي يريد المزيد من الانفتاح وتمكين السلطة للشعب من خلال برلمانات إقليمية.

ويكشف عثمان أن الخلاف اشتد بعد أن ذهب الترابي إلى البرلمان، مشيرا إلى أنه شخصيا عارض ترشيح الترابي لرئاسة البرلمان، لأن الرجل يمثل رمزية عالمية، وفي داخل السودان هو الحكم الذي يفصل في الخلافات، ويرى أن انشقاق الترابي كان قرارا حكيما وجنب سفك دماء السودانيين.

ويؤكد الوزير السوداني السابق أن بعض الدول المجاورة كانت ترى في فكر الترابي تهديدا، باعتبار فكره تحرريا وإسلاميا ولديه رؤى بالنسبة لقضية الحكم وللقضية الفلسطينية.

ويذكر أنه في سنة 1989 قاد عسكريون لهم صلات بالحركة الإسلامية انقلابا على حكومة الصادق المهدي، وأقاموا نظام حكم جديدا كان الترابي القائد الفعلي له، وإن اختير حسن البشير ليرأس الدولة، وبقي الترابي يقود النظام من خلف الكواليس إلى أن نشب خلاف بينه وبين البشير تطور حتى وقع انشقاق في كيان النظام 1999، فخـُلع الترابي من مناصبه الرسمية والحزبية، وأسس 2001 حزب "المؤتمر الشعبي" المعارض.

الربيع السوداني

وبخصوص الربيع السوداني الذي أطاح بالبشير، وكان عثمان قد استبعد في تصريح له وصول هذا الربيع إلى السودان، يقول -ضيف "الجانب الآخر"- إن الرئيس السابق اختار أن يجنب السودان إراقة الدماء، لأنه اختار الخيار الثاني الذي طرحه عليه العسكر وهو التنحي، بدلا من الخيار الأول وهو مواجهة المعتصمين.

ويذكّر في نفس السياق، بأن محكمة الجنائيات الدولية استخدمت ضد البشير، والولايات المتحدة وأوروبا وافقتا على هذا الاستخدام، وعندما صدر القرار ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قامت قيامة هذه الدول، مؤكدا أن "البشير كان سدا منيعا أمام تدخلات الدول الغربية في السودان، ولذلك حاولت هذه الدول إسقاطه".

ومن جهة أخرى، تطرق ضيف المقابلة إلى لقاءات جمعته بالرئيسين الراحلين، العراقي صدام حسين، والمصري حسني مبارك، في إطار مهمات رسمية، فقد بعثه البشير للتوسط في موضوع الأسرى الكويتيين، لكن صدام لم يكن مرتاحا لهذه الخطوة، كما قال، وبعثه إلى مبارك بعد حادثة أديس بابا، وقد تكللت مهمته  بالنجاح على حد تأكيده.

 

Published On 5/9/20255/9/2025

|

آخر تحديث: 22:16 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:16 (توقيت مكة)

0 تعليق