شهد السجادة الحمراء لمهرجان تورونتو السينمائي الدولي (TIFF) وقفة احتجاجية لطاقم فيلم Palestine 36، حيث رفع الممثلون شعارات تطالب بوقف "الإبادة في غزة".
الممثل كريم داوود عنابة ظهر وهو يحمل كيسًا بلاستيكيًا مملوءًا بدماء مزيّفة يحتوي على كاميرا وكوفية فلسطينية، فيما رفع باقي الطاقم الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: "أوقفوا الإبادة".
الفيلم الذي عرض للمرة الأولى عالميًا يوم الجمعة في قاعة "روي تومسون هول"، يعيد المشاهدين إلى ثلاثينيات القرن الماضي، إبان خضوع فلسطين للانتداب البريطاني وقبل إعلان قيام "إسرائيل" عام 1948.
تدور أحداث الفيلم حول شاب فلسطيني يُدعى يوسف، يعيش تجربة النضال ضد الاستعمار البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى. وشارك في بطولته ممثلون عالميون مثل جيريمي آيرونز وهيام عباس وليام كانينغهام إلى جانب وجوه جديدة.
المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر أوضحت أنها استعانت بلقطات أرشيفية نادرة من ثلاثينيات القرن الماضي وأعادت تلوينها، لتأكيد أن "النضال من أجل السيادة الفلسطينية مستمر حتى اليوم".
وأشارت إلى أن الحرب التي اندلعت في غزة عام 2023 أجبرتهم على نقل جزء كبير من الإنتاج إلى الأردن، وأن الأرشيف ساعد في إظهار أماكن "دُمرت ولم تعد موجودة".
منتج الفيلم أسامة بواردي ظهر على السجادة الحمراء وهو يضع دبوس العلم الفلسطيني على سترته، فيما رفع الممثل زيد غزال يديه وقد كُتب عليهما "أوقفوا الإبادة".
تزامن العرض مع مرور 700 يوم على هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 الذي نفذته حماس ضد إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1,200 شخص وفق الرواية الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة بمقتل أكثر من 63 ألف شخص وإصابة 160 ألفًا وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
عرض احتفالي في تورنتو بحضور النجوم
شارك فيلم "فلسطين 36" للمخرجة آن ماري جاسر ضمن عروض "الجالا" الاحتفالية المرموقة في المهرجان مساء الجمعة ، وهو ما يعكس الأهمية الفنية الكبيرة للعمل. وقد حرص على حضور العرض الخاص عدد من أبطاله، من بينهم النجوم ظافر العابدين، ياسمين المصري، صالح بكري، وكريم داوود، مما أضفى زخماً على الحضور العربي في هذا المحفل السينمائي العالمي.
دراما تاريخية عن الثورة الفلسطينية عام 1936
تدور أحداث الفيلم في فلسطين عام 1936، في خضم الثورة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والمطالبات بالاستقلال. ويتتبع العمل شخصية "يوسف" الذي يتنقل بين هدوء منزله الريفي وصخب مدينة القدس المتأججة بالأحداث، باحثاً عن مستقبل يتجاوز الاضطرابات المتصاعدة.
ووفقاً للمخرجة آن ماري جاسر، فإن الفيلم يروي القصة "بطريقة حميمية وشخصية وواقعية"، ويركز على اللحظات التي يُجبر فيها الأفراد على اتخاذ قرارات مصيرية تغير حياتهم إلى الأبد. ووصفت جاسر صناعة الفيلم بأنها "أصعب مغامرة في حياتها"، خاصة وأنها تزامنت مع عام "مليء بالدم والعنف".
إنتاج دولي ضخم بدعم أردني من مجموعة رؤيا
يُعد فيلم "فلسطين 36" إنتاجاً سينمائياً ضخماً، وهو ثمرة تعاون دولي مشترك بين فلسطين وبريطانيا وفرنسا والدنمارك وقطر والسعودية والأردن. ويعكس هذا التعاون حجم الثقة في الرؤية الفنية للمخرجة وأهمية القصة التي يرويها الفيلم.
وفي قلب هذا الدعم، برز الدور الأردني المتمثل في مجموعة رؤيا الإعلامية (ميشيل الصايغ وفارس الصايغ)، التي كانت من بين الجهات الرئيسية التي ساهمت في تمويل الفيلم، لتضع بصمتها في دعم عمل فني يروي فصلاً هاماً من التاريخ العربي.
ويضع هذا الدعم "رؤيا" إلى جانب مؤسسات عالمية مرموقة مثل معهد الفيلم البريطاني (BFI)، ومؤسسة البث البريطانية BBC Film، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق البحر الأحمر، بالإضافة إلى الدعم الأردني الرسمي من صندوق الأردن للأفلام والهيئة الملكية للأفلام.
ويضم الفيلم نخبة من النجوم العالميين والعرب، على رأسهم الممثل البريطاني الحائز على الأوسكار جيرمي آيرونز، والنجمة هيام عباس، وكامل الباشا، وصالح بكري، وياسمين المصري، وظافر العابدين.
0 تعليق