القاهرة – أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن المجاعة في قطاع غزة من صنع الاحتلال الإسرائيلي، داعيا تل أبيب إلى قبول مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار، والذي وافقت عليه حركةالفصائل الفلسطينية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية القاهرة، السبت، عقده عبد العاطي مع المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني.
وتصاعدت مؤخرا حدة التصريحات الرسمية بين مصر وإسرائيل، جراء اتهام الأخيرة للقاهرة بإغلاقها معبر رفح البري مع قطاع غزة، بينما ردت القاهرة بأن تل أبيب هي من تغلقه، معربة عن رفضها تهجير الفلسطينيين.
وقال عبد العاطي: “نرفض تصفية القضية الفلسطينية، وندعو إسرائيل إلى قبول مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة”.
وأوضح أن “تعنت إسرائيل المستمر وفرضها شروطا تعجيزية يعدان عقبة رئيسية أمام تحقيق تقدم ملموس في مسار التهدئة بغزة”.
وفيما يتعلق بدور الوسطاء، أشار عبد العاطي إلى أن “مصر بذلت بالتعاون مع الأشقاء في قطر والأصدقاء بالولايات المتحدة جهودا حثيثة وصادقة، من أجل فرض وقف فوري لإطلاق النار بغزة”.
وفي 18 أغسطس/ آب المنصرم، وافقت حركة الفصائل على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح سابق طرحه ويتكوف، ووافقت عليه تل أبيب.
ثم جددت “حماس” الأربعاء، استعدادها لإبرام صفقة شاملة لإطلاق الأسرى الإسرائيليين جميعا، مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك أيضا في بيان لمكتبه.
** إسرائيل تغلق المعبر
في السياق، قال عبد العاطي إن “المجاعة في غزة كاملة الأركان، وهي من صنع البشر والاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدم التجويع سلاح حرب في غزة، ونؤكد رفضنا لسياساته التوسعية بالقطاع”.
وردا على مزاعم إسرائيلية استهدفت مصر، أكد عبد العاطي أن “القاهرة أبقت ولا تزال معبر رفح مفتوحا على مدار الساعة وبشكل يومي، وإسرائيل هي من تغلقه”.
ومحملا إسرائيل المسؤولية، أكد عبد العاطي أن “أكثر من 6 آلاف شاحنة مساعدات تقف على الجانب المصري من معبر رفح، وسلطات الاحتلال هي من ترفض دخولها تحت سمع وبصر المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا”.
وفي 22 أغسطس الماضي، أعلن مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “آي بي سي” تفشي المجاعة في محافظة غزة شمالي القطاع، محذرا من توسعها إلى مناطق أخرى جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.
وتفرض إسرائيل منذ مارس/ آذار الماضي حصارا مطبقا على الفلسطينيين بالقطاع، حيث أغلقت المعابر ولم تسمح إلا بكميات شحيحة جدا من المساعدات لا تتناسب مع احتياجات القطاع، وقامت بتوزيعها عبر مؤسسات “مشبوهة” لا تتبع للأمم المتحدة، وأطلقت النار على منتظري المساعدات وأوقعت آلافا منهم بين قتيل وجريح.
وبشأن دور الأونروا، قال عبد العاطي إن “الالتزامات الدولية تجاه الأونروا ليست تفضلا من أحد، بل هي واجب قانوني وأخلاقي لا يقبل الانتقائية أو الحسابات السياسية الضيقة”.
كما أشاد بـ”جهود الأونروا لدعم الفلسطينيين داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأي محاولات تستهدفها مرفوضة”.
** مستقبل القطاع
وعن مستقبل القطاع بعد وقف الإبادة الإسرائيلية، قال وزير خارجية مصر إن “هناك خطة متكاملة عربيا وإسلاميا، تقوم على 3 محاور: التعافي والإعمار، وترتيبات أمنية تقوم على قوات شرطية فلسطينية في غزة، فضلا عن تولي لجنة إدارية مؤقتة مكونة من 15 شخصا (لم يحدد هوياتهم) لإدارة القطاع 6 أشهر، على أن تسلمها بعد ذلك للسلطة الفلسطينية”.
وأردف في هذا الشأن: “لا مانع مستقبلا أن تتواجد قوات دولية في قطاع غزة حال طلبت السلطة الفلسطينية ذلك، على أن يكون دورها دعم الأمن والاستقرار وحماية الفلسطينيين وتأهيل قوات فلسطينية لتولى المهام فيما بعد”.
** لازاريني
في السياق، قال لازاريني في المؤتمر الصحفي ذاته، إن “وقف إطلاق النار في غزة أولوية لإطلاق سراح المحتجزين (الأسرى الإسرائيليين)، كما أنه سينهي الكارثة الإنسانية”.
وأكد أن “المجاعة أصبحت أمرا واقعا، وهي من صنع البشر، لذلك نطالب بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية”.
وفيما يتعلق بالوكالة الأممية، حذر لازاريني من أن “الوضع المالي للأونروا سيئ للغاية، لذلك اضطررنا إلى إلغاء بعض برامجنا”.
وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، صدّق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي نهائيا وبأغلبية كبيرة على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل إسرائيل، وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها.
وتزعم إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في هجوم حركة الفصائل في 7 أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد، وتتمسك بمواصلة عملها، وترفض الحظر الإسرائيلي.
بدورها، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن عبد العاطي استقبل لازاريني بالقاهرة، وبحثا “الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، وسبل دعم الشعب الفلسطيني”.
وأعرب عبد العاطي عن تعازيه في “مقتل أكثر من 360 من موظفي الوكالة نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، مندداً بالانتهاكات التي تطال منشآت الوكالة وموظفيها”.
كما استعرض “الجهود التي تقوم بها مصر من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية”، وفق المصدر نفسه.
الأناضول
0 تعليق