عاجل

غاتوزو ودوناروما يعيدان الآزوري إلى الموقف التاريخي من القضية الفلسطينية - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
مونديال 1982: انتصار على الملعب ووقفة مع الإنسانية

في عالم تتقاطع فيه الرياضة مع السياسة، عادت مواقف التضامن مع القضية الفلسطينية لتتصدر المشهد الكروي، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 700 يوم، وما يصاحبه من اعتداءات في الضفة الغربية وبقية دول المنطقة وهذه المرة من قلب المنتخب الإيطالي.


فقبل مواجهة فريقه المرتقبة ضد منتخب كيان الاحتلال في تصفيات كأس العالم 2026، أدلى المدير الفني للمنتخب الإيطالي، جينارو غاتوزو، وحارس المرمى جانلويجي دوناروما، بتصريحات مؤثرة أعادت إلى الأذهان موقف "الآزوري" التاريخي عام 1982.

موقف إنساني يُعيد ذكرى 1982
عبّر غاتوزو عن تعاطفه العميق مع الأوضاع الإنسانية في غزة، قائلًا في تصريحات نقلها موقع "فوتبول إيطاليا": "أنا رجل سلام. يؤلمني كثيرًا ما يمر به المدنيون والأطفال في غزة. ما يحدث مؤسف للغاية، ولا أستطيع قول أكثر من ذلك."

ولم تقتصر تصريحاته على البعد الإنساني، بل تطرقت إلى الواقع السياسي للمجموعة، حيث قال: "كنا غير محظوظين بوجود إسرائيل في مجموعتنا، هذا هو الواقع، ولا يمكننا فعل الكثير حيال ذلك."

أما حارس مرمى مانشستر سيتي، جيانلويجي دوناروما، فقد شارك مشاعره كأب حديثًا، قائلاً: "ما يؤلمني هو الصور والأخبار المتداولة. الأمر أكبر منا، ولا أريد الخوض فيه، لكننا نريد لعب كرة القدم ونريد عودة السلام."

هذه التصريحات لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل حملت صدى موقف مونديال 1982، ففي ذلك الوقت، كانت إيطاليا بقيادة الأسطورة باولو روسي تتوج بلقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها بعد فوزها على ألمانيا الغربية، لكن هذا الإنجاز لم يكن الأهم انسانياً بل الموقف الذي رافقه؛ ففي ظل الانتهاكات الصعبة في فلسطين والاجتياح الإسرائيلي للبنان وقتها، وما صاحبه من المجازر الوحشية التي ارتكبت في مخيمات اللجوء الفلسطينية في لبنان، وعلى رأسها مذبحة صبرا وشاتيلا قرر لاعبو المنتخب الإيطالي أن يمنحوا فوزهم بعدًا إنسانيًا أكبر، بإهدائه للشعب الفلسطيني، عندما قدم كأس العالم لمنظمة التحرير الفلسطينية لمدة أسبوع، لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني ومآسيه جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

هذا الموقف أثبت أن الرياضة ليست بمعزل عن معاناة الشعوب، وأن العظمة الحقيقية لا تكمن فقط في الأهداف، بل في المواقف الأخلاقية التي تسجل في التاريخ، وهو الأمر لحظات مؤثرة وإنسانية، فقد جاء بينما كانت أخبار الاجتياح الإسرائيلي للبنان تملأ الصحف العالمية، وكانت مأساة الشعب الفلسطيني مادة رئيسية في النشرات الإخبارية، وهو ما جعل موقف المنتخب الإيطالي يأخذ صدًى واسعًا ويعطي البطولة بعدًا إنسانيًا عميقًا.
لم تكن لفتة الآزوري مجرد تصريح عابر، بل أكّدت على العلاقة الخاصة التي تربط الشعب الإيطالي بالقضية الفلسطينية، وهو موقف شعبي ورسمي ظل حاضرًا في الشارع الإيطالي لعقود، تجلّى في مواقف جماهير الأندية الإيطالية، ولافتاتهم في المدرجات، ورسائلهم التضامنية التي لا تزال تظهر حتى اليوم لتأتي تصريحات غاتوزو ودوناروما في امتداد لهذا الإرث.

0 تعليق