"خيمة السلام" احتجاج ضد التسلح النووي استمر عقودا أمام البيت الأبيض - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 8/9/20258/9/2025

|

آخر تحديث: 08:22 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:22 (توقيت مكة)

خيمة السلام أطول حركة احتجاجية ضد الأسلحة النووية في تاريخ الولايات المتحدة، استمرت أكثر من 40 عاما، وتقع في ساحة لافاييت المواجهة مباشرة للبيت الأبيض بالعاصمة واشنطن.

وقد تأسست عام 1981 على يد الناشط ويليام توماس الذي انضم إليه ناشطون آخرون مثل كوني وإلين توماس، واستمروا في رفع اللافتات المطالبة بنشر السلام العالمي رغم اعتقالات متكررة ومواجهات مع الشرطة.

وبعد وفاة مؤسسيها، تولى ناشطون آخرون مثل فيليبوس ميلاكو بيليو مسؤولية الاعتصام، محافظين على استمراره أكثر من 3 عقود. وفي 5 سبتمبر/أيلول 2025، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإزالة خيمة السلام فورا، مؤكدا أن اليساريين "المتطرفين" هم الذين نصبوها وأنها ستزال كما أزيلت مئات الخيام الأخرى في العاصمة.

أين تقع الخيمة؟

تقع خيمة السلام في ساحة لافاييت، وهي حديقة عامة تواجه مباشرة البيت الأبيض في شارع 1600 بنسلفانيا (شمال غرب واشنطن) وتشكل جزءا من حديقة الرئيس.

وسُميت هذه الساحة على اسم ماركيز دي لافاييت، وهو ضابط فرنسي بارز شارك في حرب الاستقلال الأميركية وزار البيت الأبيض عام 1825.

وهي تمثل موقعا رمزيا مهما، فقد شهدت على مدار عقود العديد من الاحتجاجات والاعتصامات السياسية، وكان اختيارها مكانا لخيمة السلام يعكس قربها من مركز السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة.

التاريخ

عام 1981 سافر توماس إلى العاصمة واشنطن وشارك في "مجتمع اللاعنف الإبداعي" وهي منظمة تُعنى بالدفاع عن حقوق المشردين، وألهمه ذلك للاحتجاج أمام البيت الأبيض في 3 يونيو/حزيران 1981.

وبعد أن استمع إلى خطاب الناشط المناهض للأسلحة النووية نورمان ماير، الذي قُتل على يد الشرطة بعد تهديده بتفجير نصب واشنطن التذكاري في ديسمبر/كانون الأول 1982، رأى توماس أنه يجب أن يكرس نفسه لقضية نزع السلاح النووي.

توماس تزوج من إيلين التي كرست نفسها للمشاركة في الاحتجاج بخيمة السلام (غيتي)

وعلى مدى عقود، رفع توماس لافتات تحمل رسائل مثل "احظر جميع الأسلحة النووية أو استمتع بنهاية العالم" و"عش بالقنبلة، مت بالقنبلة".

إعلان

وقد انضمت كونسيبسيون بيكوتو المعروفة بـ"كوني" إلى الاعتصام في أيامه الأولى، وعرضت على توماس المساعدة في جمع اللافتات وظلت معه منذ ذلك الحين.

والتقى توماس إلين التي استقالت من عملها في الاتحاد الوطني الأميركي للحياة البرية، وكرست نفسها للمشاركة في الاحتجاج بخيمة السلام، وتزوجا بعد 4 أشهر من لقائهما في مراسم بسيطة بساحة لافاييت.

وقد اعتقلت شرطة العاصمة توماس أكثر من 10 مرات ووجهت إليه اتهامات بالتعدي على الممتلكات والسلوك المشاغب والتخييم غير القانوني وغيرها من التهم، واعتبر هذه الاعتقالات دليلا على إحرازه تقدما.

وحقق المتظاهرون انتصارا حين وافقت النائبة الديمقراطية إليانور هولمز نورتون على رعاية مشروع قانون يهدف إلى دفع الولايات المتحدة نحو نزع السلاح النووي.

وعُرفت هذه المبادرة باسم "المقترح الأول" ونظمت مسيرات وجمعت توقيعات لدعم القضية. ومع ذلك، لم يشهد الوضع تغييرات جوهرية، فقد خففت الولايات المتحدة مخزونها من الأسلحة النووية على مر السنين، إلا أن ذلك لم يكن نتيجة الفعل المباشر لهذه المبادرة.

وفي الوقت نفسه، أصبحت قدرة الولايات المتحدة على شن ضربة نووية أكثر تطورا، إذ باتت لدى الرئيس القدرة على تفجير سلاح نووي بأي مكان في العالم بأقل من 30 دقيقة.

توفي توماس عام 2009 بسبب مرض في الرئة، وفي فترة حياته أجريت له مقابلات مع صحف ومجلات كبرى، وظهر في فيلمين وثائقيين عن النشاط الاحتجاجي.

Philipos Melaku-Bello comforts a woman as he sits on his regular spot at the 44-year-old White House Peace Vigil outside of the White House, after U.S. President Donald Trump ordered its removal, following the deployment of the National Guard and increased presence of federal law enforcement to assist in crime prevention, in Washington, D.C., U.S., September 5, 2025. REUTERS/Leah Millis
فيليبوس بيليو يواسي امرأة في "خيمة السلام" بعد أن أمر الرئيس ترامب بإزالتها (رويترز)

وبعد وفاته، تولت كوني مسؤولية الاعتصام، واشتهرت باحتجاجها ضد الإجراءات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. ولأكثر من 3 عقود، راوغت الشرطة الأميركية التي تحظر على المتظاهرين النوم في الساحات العامة، وأصبحت أحد أبرز الشخصيات الظاهرة في محيط البيت الأبيض.

وتوفيت كوني في يناير/كانون الثاني 2016، بعدما أمضت أكثر من 30 عاما في "خيمة السلام" مطالبة بنشر السلام في العالم ومحاربة انتشار الأسلحة النووية.

وعقب ذلك، تولى الناشط بيليو الإشراف على اعتصام السلام أمام البيت الأبيض، وكان قد شارك فيه منذ شبابه عبر التناوب ليلة أو عدة ليال لتخفيف العبء على توماس والآخرين.

وأفاد بيليو بأن عدد الأعمال العدائية التي يتعرض لها من المارة قد زاد، ليس فقط مقارنة بما واجهه فترة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن (2021-2025) بل أيضا في الفترة الأولى من تولي الرئيس ترامب منصبه (2017-2021) حسب تعبيره.

وقال في تصريح له إن المسؤولين عن الاعتصام تعرضوا مرارا للاعتداءات الجسدية والسخرية وإطلاق الشتائم، وإنه في أحد الأيام صرخ في وجهه شاب بسبب تلويحه بعلم فلسطين.

وتعرضت خيمة السلام للتفكيك والإزالة مرتين، وعام 2020 أُجبر الاعتصام على الانتقال من ساحة لافاييت في خضم مواجهات بين متظاهري حركة "حياة السود مهمة" والشرطة عقب مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد السلطات.

وفي مايو/أيار 2025، وجه النائب الجمهوري جيف فان درو رسالة إلى الداخلية وصف فيها الاعتصام بأنه "تشويه بصري مستمر على مدار الساعة" واتهم المحتجين بـ"اختطاف متنزه وطني" مطالبا بمراجعة مشروعيته القانونية، وحله إذا لزم الأمر.

FILE PHOTO: U.S. President Donald Trump speaks at a signing ceremony for an executive order to
الرئيس ترامب أصدر توجيها يوم 5 سبتمبر/أيلول 2025 بإزالة خيمة السلام (رويترز)

قرار ترامب

بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض عام 2025، ضغط مرارا لمواجهة مخيمات المشردين وقضية التشرد، وأصدر أمرا تنفيذيا وجه فيه إدارة المتنزهات الوطنية بإزالة جميع مخيمات المشردين من الأراضي الفدرالية في العاصمة.

إعلان

وفي 5 سبتمبر/أيلول 2025، أصدر الرئيس توجيها بإزالة خيمة السلام، قائلا أثناء مؤتمر صحفي "أزيلوها فور، حالا، لقد نصبها اليساريون المتطرفون. إذا كانت في لافاييت بارك فلترفع من هناك".

وأضاف ترامب أنه لم يكن على علم بوجودها في ذلك المكان، مشيرا إلى أن السلطات في واشنطن أزالت مئات الخيام في إطار مكافحة الجريمة، وأن هذه الخيمة أيضا ستزال.

0 تعليق