Published On 8/9/20258/9/2025
|آخر تحديث: 09:27 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:27 (توقيت مكة)
تطفو ألواح شمسية فوق حوض سد طنجة المتوسط في شمال المغرب، في تجربة نوعية تسعى من خلالها السلطات المغربية، لتوليد الكهرباء وخفض تبخر المياه الذي تفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة، وساهم في تفاقم الإجهاد المائي بالمملكة.
وفي إطار المشروع، تم تثبيت آلاف الألواح الشمسية على جزء من السد، بينما تنتظر أخرى دورها لتستقر فوق المياه على أكثر من 400 منصة مصممة لمقاومة تقلبات المناخ، مشدودة بحبال تصل حتى عمق 44 مترا.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listويقدم مشروع "الطاقة الكهروضوئية العائمة" في خزان سيدي اليماني، القريب من ميناء طنجة المتوسط، نموذجًا عمليا لمواجهة تحديات التغير المناخي، حيث تعمل الألواح الشمسية كغطاء واق يقلل من تعرض سطح الماء لأشعة الشمس المباشرة والرياح، ويقلص من حدة التبخر.
وشهدت احتياطيات المياه السطحية في المغرب تراجعا بنسبة 75% خلال العقود الأربعين الماضية، حيث انخفضت من 18 مليار متر مكعب سنويا في الثمانينيات إلى حوالي 5 مليارات متر مكعب فقط حاليا، بحسب البيانات الرسمية.
وللعام السابع، تسجل المملكة جفافا هو الأشد منذ حوالي 40 عاما يرافقه ارتفاع في درجات الحرارة، ما يؤدي إلى "اشتداد التبخر بشكل قوي خلال الفترة الحارة بين شهري أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول خصوصا على مستوى حقينة (نسبة امتلاء) السدود"، وفق ما أفادت وزارة التجهيز والماء.
وتضيف الوزارة أن ذلك "يساهم بشكل مهم في انخفاض معدلات الملء"، التي لا تتجاوز 35% في أغسطس/آب.
وبين خريف 2022 وصيف 2023 كان متوسط الحرارة أكثر بـ1.8 درجة مقارنة مع المعتاد، ما أدى إلى ضياع ما يقرب عن 1.5 مليون متر مكعب يوميا من مياه السدود جراء التبخر، وهو ما يمثل أكثر من 600 مسبح أولمبي، بحسب معطيات رسمية.
ولمواجهة هذه المعضلة، أطلق المغرب أواخر عام 2024 هذا المشروع في سد طنجة المتوسط "لإطالة عمر استغلاله"، من خلال تغطية جزء منه بألواح شمسية تخفف تعرض المياه لأشعة الشمس وتولد الكهرباء في الوقت ذاته.
إعلان
وينتقل مستوى التبخر في هذا السد الواقع في شمال غرب البلاد من حوالي 3 آلاف متر مكعب يوميا إلى 7 آلاف متر مكعب في اليوم، بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب، وفق رئيس قسم تقييم وتخطيط الموارد المائية بحوض اللكوس ياسين وهبي.
وعند اكتمال المشروع، يرتقب أن تغطي أكثر من 22 ألف لوحة شمسية 10 هكتارات من مساحة السد البالغة حوالي 123 هكتارا (1.23 كيلومتر مربع) على أن تدعم بأشجار ستغرس على ضفتيه لتخفيف قوة الرياح التي تساهم هي الأخرى في التبخر.
وحسب الوزارة، ستخصص الكهرباء المولدة منها لتغطية جزء من حاجات ميناء طنجة المتوسط المحاذي للسد، بطاقة إجمالية تبلغ 13 ميغاواطا.
تقنية واعدة
وبحسب ياسين وهبي يكمن الرهان الأساسي للمشروع الذي لم يكشف عن كلفته، في خفض تبخر المياه في البحيرة بنحو 30% وفق الدراسات المنجزة حتى الآن، كما يقول.
ويضيف أن حجم المياه المتبخرة سنويا في هذا السد يُقدّر بنحو 1.2 مليون متر مكعب، وهو ما يعادل 1% من الاستهلاك السنوي للمياه في مدينة طنجة التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة.
وتجرى حاليا دراسات جدوى لإنشاء مشروعين آخرين لألواح شمسية عائمة في سدَّي لالة تكركوست بضواحي مراكش بوسط البلاد، ووادي المخازن في الشمال، الذي يُعدّ من بين الأكبر في البلاد، بحسب وزارة التجهيز.
ويؤكد خبير المناخ، محمد سعيد قروق، أن هذه تجربة "رائدة"، لكنه ينبه إلى أنها لا يمكن أن تغطي إلا جزءا من السدود التي تمتد على مساحات شاسعة بتضاريس مختلفة، فضلا عن إمكان تضرر الألواح بانخفاض مستوى المياه.
لكن وزارة التجهيز تؤكد من جهتها أنه مهما كان حجم التوفير المرتقب للمياه المتبخرة من خلال الألواح الشمسية العائمة، فإن المشروع يمثل "ربحا مهما في سياق الشح المتزايد للموارد المائية".
وخلال الأعوام العشرة الأخيرة، تراجعت موارد المياه في المغرب إلى 5 مليارات متر مكعب في المتوسط سنويا، في مقابل 18 مليار متر مكعب في ثمانينيات القرن الماضي، وفق معطيات رسمية.
وعلى الصعيد العالمي، تختبر كل من فرنسا وإندونيسيا وتايلند هذه التقنية، بينما تضم الصين منشآت مماثلة هي الأضخم في العالم، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
0 تعليق