عاجل

أهالي مدينة غزة يرفضون النزوح بعد تقليص "المنطقة الإنسانية" في الجنوب - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب عيسى سعد الله:


ما إن أعلن الاحتلال عن تقليص المساحة الإنسانية المخصصة لاستقبال نازحي محافظتي غزة والشمال في جنوب القطاع، واقتصارها على غرب مدينة خان يونس فقط، حتى عدل الكثير من المواطنين عن فكرة النزوح، والبقاء في مدينة غزة أو النزوح باتجاه محافظة الشمال المدمرة والمخلاة من سكانها منذ خمسة أشهر.
وكان المواطنون يظنون أن جميع أراضي محافظتي الوسطى وخان يونس هي من ضمن المناطق التي يطلق عليها جيش الاحتلال مناطق إنسانية مخصصة لاستقبال النازحين من مدينة غزة، خاصة مدينة دير البلح وبلدة الزوايدة، ولكنهم سرعان ما تفاجؤوا بأن المنطقة الإنسانية تقتصر على مساحة محدودة جداً من أراضي غرب مدينة خان يونس تعج بالنازحين من محافظتي رفح وخان يونس، ولا يوجد فيها متر مربع واحد فارغ.
وبعد نزوح عدد كبير من المواطنين خلال الأيام الأخيرة، في دير البلح والزوايدة ومنطقة جنوب مخيم النصيرات، ظناً منهم أنها مناطق إنسانية آمنة بدأ العديد منهم بمغادرتها والعودة إلى مدينة غزة لغياب الأمن والأمان، رغم دفعهم مبالغ طائلة بدل إيجار.
وحسب شهود عيان عادوا من مناطق النزوح فإن المنطقة التي أعلن عنها الاحتلال في خرائط قام بتوزيعها وإلقائها على مناطق متفرقة في مدينة غزة، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا تتسع لعشر عائلات من مدينة غزة بسبب امتلائها واكتظاظها بالنازحين من مدينة رفح، التي دمرها الاحتلال وهجّر سكانها، وكذلك من مدينة خان يونس التي يسيطر عليها الاحتلال بشكل شبه كامل.
وقال المواطن محمود السواركة إنه قرر العودة والتوجه الى منطقة السلاطين القريبة من منطقة سكناه في بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، بعد نزوحه منذ أسبوعين غرب مدينة دير البلح.
وأوضح السواركة أن عدم شمول منطقة نزوحه في دير البلح ضمن المنطقة الإنسانية أجبره على العودة إلى بيت لاهيا رغم المخاطر الكامنة. وتساءل: ما هو الفرق بين دير البلح وبيت لاهيا إذا لم تكن الأولى ضمن المناطق التي يصنفها الاحتلال بأنها مناطق آمنة؟
وأشار إلى أن العديد من الأسر بدأت بفكفكة خيامها وانتظار سيارات النقل للعودة إلى محافظتي غزة والشمال بعد شعورهم بغياب الأمن.
من جهته، لفت المواطن إيهاب العاصي خلال رحلة عودته إلى مدينة غزة، إلى أنه غادر حي الشيخ رضوان قبل خمسة أيام باتجاه أراضٍ فارغة غرب بلدة الزوايدة في محافظة الوسطى طلباً للأمن، لكنه تفاجأ بأن البلدة غير آمنة ولا يختلف الوضع الأمني فيها عن مدينة غزة التي تتعرض لعدوان شرس منذ عدة أشهر.
وأوضح العاصي أنه سيحاول الاستقرار في منطقة فارغة بمحافظة شمال غزة غرب حي السلاطين، الذي بدأ النازحون بإقامة الخيام فيه رغم خضوع المنطقة لأوامر إخلاء إسرائيلية، منذ مطلع نيسان الماضي.
وأشار إلى وجود حالة من البلبلة في صفوف النازحين بالمحافظة الوسطى في أعقاب معرفتهم بأنهم في مناطق غير آمنة، حسب تصنيف قوات الاحتلال الأخير.
فيما اعتبر المواطن مالك النجار أن تقليص الاحتلال "المنطقة الإنسانية" في جنوب القطاع هو بمثابة رسالة لسكان مدينة غزة بعدم النزوح والبقاء في المدينة أو التوجه إلى محافظة شمال غزة لعدم وجود متسع في المنطقة الإنسانية الجديدة.
وقال النجار إنه عدل عن فكرة النزوح بعد نشر الاحتلال للخارطة الجديدة أول من أمس، مبيناً أن الكثير من أقاربه عدلوا أيضا عن نفس الفكرة طالما أنهم لن يتمتعوا بالحد الأدنى من الأمن، وتوفير مقومات الحياة.

 

0 تعليق