كتب محمد بلاص:
هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، منزلَين في بلدة عقابا شمال طوباس، وفجّرت آخر في بلدة بيت عوا جنوب غربي الخليل، وأخذت قياسات منزل عائلة شهيد بلدة قطنة شمال غربي القدس، حيث واصلت عدوانها وحصارها العسكري على البلدات والقرى في تلك المنطقة، في ظل سلسلة عمليات اقتحام شنتها في مناطق عدة بالضفة الغربية، بالتزامن مع اعتداءات جديدة نفذها مستوطنون.
وأبلغ شهود عيان "الأيام" بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بعدة آليات عسكرية ترافقها جرافة، اقتحمت بلدة عقابا، وحاصرت بداية منزل عائلة الشهيد عبد الرؤوف المصري (37 عاماً)، والذي استشهد في التاسع من تشرين الأول العام الماضي، بعد أن أطلق جيش الاحتلال النار وقذائف "الإنيرجا" تجاه منزل كان يتواجد فيه الشهيد، قبل أن تقتحم المنزل وتطلق النار عليه وما زالت تحتجز جثمانه.
وأكد الشهود أن قوات الاحتلال وبعد انتهائها من عملية هدم منزل عائلة الشهيد المصري، هدمت منزل عائلة الشهيد أحمد وليد أبو عرة (32 عاماً) والذي اغتالته بصواريخ طائرة مسيّرة بعد استهداف المركبة التي كان بداخلها برفقة الشهيد رأفت دواسي من بلدة السيلة الحارثية، في السابع عشر من آب من العام الماضي في مدينة جنين.
وكانت قوات الاحتلال أخذت، في كانون الأول من العام الماضي، قياسات منزلَي الشهيدين أبو عرة والمصري، والأسير أيمن ناجح الياسين، تمهيداً لهدمها، بتهمة المشاركة في عملية شارع 60 بالأغوار الشمالية في تموز العام 2023.
من جهة أخرى، فجّرت قوات الاحتلال منزل الأسير ثابت مسالمة في بلدة بيت عوا جنوب غربي الخليل، خلال عملية اقتحام تخللتها مواجهات أصيب خلالها عدد من المواطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، وحاصرت منزل الأسير مسالمة، ومنعت الأهالي من الوصول إليه، قبل أن يقوم جنود الاحتلال بزرع المتفجرات داخله وتفجيره بالكامل.
وخلال عملية الاقتحام، اندلعت مواجهات مع الشبان، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي، ما أدى إلى إصابة مواطنَين في الأطراف السفلية، إضافة إلى عشرات حالات الاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع والذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة في المنطقة.
وتتهم سلطات الاحتلال الأسير مسالمة بالمشاركة في عملية إطلاق نار وقعت قبل نحو ثمانية أشهر عند مفترق الخضر، وأسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة ثلاثة آخرين.
على صعيد آخر، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قطنة شمال غربي القدس، وأخذت قياسات منزل عائلة المواطن محمد طه، تمهيداً لهدمه.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال سلّمت عائلة طه قراراً بتفجير منزلها، قبل أن تأخذ قياسات طابقين من المبنى المنوي تفجيره، مشيرة إلى أن العائلة شرعت بإفراغ المنزل من محتوياته.
وواصلت قوات الاحتلال اقتحام بلدات قطنة والقبيبة وبدّو شمال غربي القدس، وسط اندلاع مواجهات تخللها إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت تجاه المواطنين، ومداهمة منازل وتفتيشها.
وأفادت المصادر بإصابة شاب بالرصاص الحي، خلال مواجهات في بلدة بدّو، نُقل على إثرها إلى أحد المراكز الطبية.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق المدخل الرئيس للبلدة (النفق) الذي يصلها مع بلدة الجيب، ما أعاق حركة المواطنين ومنعهم من الدخول أو الخروج، رغم أنه الطريق الرئيس الوحيد لقرابة 70 ألف مواطن في المنطقة.
وواصلت قوات الاحتلال أغلاق مداخل مدينة القدس كافة، والقرى والبلدات المحيطة، في أعقاب عملية إطلاق النار والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين، أول من أمس.
كما واصلت قوات الاحتلال، لليوم الثالث على التوالي، فرض إجراءات مشددة على مداخل مدينة رام الله الشمالية والشمالية الغربية، ما تسبب بأزمات مرورية خانقة ومعاناة للمواطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال واصلت إغلاق حاجز عطارة شمال رام الله بشكل كامل، فيما نصبت حاجزاً عسكرياً على مدخل بلدة عين سينيا شمالاً، واحتجزت عشرات المركبات الخارجة من المدينة، ما أعاق حركة تنقل المواطنين بشكل كبير، وسط اختناقات مرورية حادة على مدخل عين سينيا، في ظل استمرار إجراءات الاحتلال التعسفية بحق الأهالي.
كما واصلت قوات الاحتلال، لليوم الثالث على التوالي، اقتحام عدة قرى وبلدات في محافظة جنين.
وقال رئيس بلدية قباطية أحمد زكارنة: إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة فجر أول من أمس، حيث داهمت عدداً من المنازل وفتشتها وتمركزت في أربعة منها وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية، بعد إجبار سكانها على إخلائها.
وأضاف زكارنة: إن الاحتلال نشر جنوده في شوارع البلدة، والذين أطلقوا الرصاص الحي صوب الشبان، ما أدى إلى إصابة شاب (35 عاماً) في البطن، وصفت حالته بالخطيرة.
وبيّن أن دوام المدارس في البلدة تأجل بسبب اقتحام قوات الاحتلال المستمر، إضافة إلى تعطيل عدد من المؤسسات وإغلاق محال تجارية.
كما واصلت قوات الاحتلال اقتحام قرى مسلية والجديدة وسيريس وصانور، حيث عرقلت حركة المواطنين ودققت في هوياتهم، فيما أعلنت مديرية تربية قباطية تأجيل دوام المدارس في تلك القرى.
وفي محافظة الخليل، جرفت قوات الاحتلال أراضي في بلدة بيت أمّر شمال المحافظة، بهدف شق طريق استعماري.
وقال الناشط في البلدة محمد عوض: إن قوات الاحتلال بدأت بتجريف أراضٍ في منطقة وادي العرن شمال بيت أمّر، بمحاذاة تجمع مستعمرات "غوش عصيون" المقام على أراضي المواطنين شمال الخليل.
وتعود ملكية الأراضي التي تم تجريفها لعائلات عوض، وبريغيث، وإنعيم، وأبو عياش، وتقدر مساحتها بأكثر من 300 دونم بعضها مزروع بأشجار الزيتون واللوزيات، إضافة إلى أشجار حرجية.
من جهته، أفاد الناشط ضد الاستيطان، أسامة مخامرة، بأن قوات الاحتلال بدأت باستخدام آلياتها الثقيلة في شق شارع جديد يربط قرية أقواويس بتل ماعين شرق يطا جنوب الخليل.
من جهة أخرى، أقدم مستوطنون، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، على تقطيع أشجار زيتون في أراضي عقربا جنوب نابلس، وحطموا ثلاث مركبات في قرية جوريش القريبة.
وأفادت مصادر أمنية بأن مستوطنين هاجموا أراضي عقربا، وقاموا بتقطيع عدد من أشجار الزيتون في منطقة كركفا تعود للمواطن محمود خليل ديرية، فيما هاجموا قرية جوريش، وقاموا بتحطيم زجاج ثلاث مركبات وإلحاق أضرار بها.
0 تعليق