صانعو الأخبار بمواقع التواصل مؤثرون لكنهم ليسوا أغنياء - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 10/9/202510/9/2025

|

آخر تحديث: 20:44 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:44 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

أكدت صحيفة "برس غازيت" البريطانية أن المؤثرين صانعي المحتوى الإخباري يملكون تأثيرا متزايدا على الرأي العام في مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى فرص التعاون معهم في مجال الأخبار بالنسبة لوسائل الإعلام التقليدية.

ونقلت عن جورج مونتاجو، رئيس قسم الأبحاث في "فايننشال تايمز ستراتيجيز"، قوله إن العلاقة بين وسائل الإعلام التقليدية والمؤثرين صانعي الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي، ينبغي أن تكون على أساس المنفعة المتبادلة لا المنافسة، إذ يمكن أن يساعد المؤثرون وسائل الإعلام على الوصول إلى الجماهير الشابة التي يكافحون لجذبها.

وتلك خلاصة خرج بها مونتاجو بعد أن أمضى فريق "فايننشال تايمز ستراتيجيز" 6 أشهر في رسم خريطة للمشهد الإعلامي الإخباري خارج نطاق العلامات التجارية الإخبارية التقليدية.

ونظرت الدراسة، إلى صانعي الأخبار على أنهم أفراد أو فرق صغيرة تعمل باستمرار على إنشاء ومشاركة محتوى متعلق بالأخبار عبر منصات اجتماعية مثل "تيك توك" ويوتيوب وإنستغرام.

صانعو الأخبار ذوو تأثير كبير على الرأي العام

واستحضر مونتاجو تجربة الانتخابات الأميركية الأخيرة التي أثبتت قدرة المؤثرين في وسائل التواصل على التأثير بالرأي العام ونتائج الانتخابات.

ويدعم ذلك تقرير معهد رويترز لعام 2025، الذي بين أن من ينظرون إلى مقدم البودكاست الأميركي "جو روغان" كمصدر للأخبار، يتجاوز عددهم بكثير بعض العلامات التجارية الإخبارية الكبرى.

 

وقد أيقظ ذلك الجميع على فكرة أن هؤلاء المؤثرين لا يتحدثون فقط إلى عدد قليل من الأشخاص الغرباء في الشوارع، بل إنهم في الواقع يتحدثون إلى ملايين الأشخاص، وهم أفراد موثوق بهم للغاية، وفق "برس غازيت".

أحد أكبر الأشياء التي أدهشتني هو مدى هشاشة الوضع المالي لهؤلاء الأشخاص

بواسطة مونتاجو - رئيس قسم الأبحاث في "فايننشال تايمز ستراتيجيز"

هل صانعو الأخبار على مواقع التواصل أغنياء؟

ويقول رئيس قسم الأبحاث في "فايننشال تايمز ستراتيجيز" إن ثمة تصورا خاطئا شائعا بأن صانعي الأخبار هم مجرد أشخاص على "تيك توك" يقومون بتسجيل مقاطع مدتها 20 ثانية، يقرؤون فيها الأخبار من "سي إن إن" أو مصادر أخرى.

إعلان

وأضاف "هذا تصور خاطئ تماما، لأن هناك تنوعا كبيرا، ومستويات وأساليب مختلفة في نشر المحتوى".

 

مونتاجو: الكثير من صانعي الأخبار على مواقع التواصل لا يبحثون عن المال أو الشهرة ويشعرون بثقل المسؤولية الشخصية تجاه جمهورهم (شترستوك)

لكن وعلى الرغم من العدد الكبير من المتابعين لبعض منشئي الأخبار على مواقع التواصل، وجدت دراسة "فايننشال تايمز ستراتيجيز" أن العديد منهم لديهم وظائف ثانية لإعالة أنفسهم ودعم عملهم.

وقال مونتاجو "أحد أكبر الأشياء التي أدهشتني هو مدى هشاشة الوضع المالي لهؤلاء الأشخاص"، مضيفا أن الأمر يتطلب ملايين المتابعين لكسب آلاف الدولارات شهريا، وهذا يعني أنه لا يمكن توظيف أي شخص آخر، لتسريع عملية تنمية عدد المتابعين، منوها إلى أن أي تغيير في خوارزمية مواقع التواصل يمكن أن يضر بالمشاهدات والوصول، وبالتالي الدخل.

ولفت مونتاجو إلى أن العديد من منشئي الأخبار على مواقع التواصل "لا يفعلون ذلك من أجل المال أو الشهرة"، بل من دافع "حماسهم لمساعدة الناس على فهم العالم من حولهم"، مشيرا إلى أن عددا منهم تحدث عن شعور الخيانة للجمهور إذا أقدموا على نشر محتوى غير دقيق، مؤكدا "سمعنا ذلك مرارا وتكرارا، فالكثير منهم لا يتنازلون عن النهج الذي اتبعوه، لأنهم شعروا بثقل المسؤولية الشخصية تجاه جمهورهم".

وسائل الإعلام التقليدية يجب أن تقبل حقيقة أن الجميع يمكنهم نشر المحتوى على الإنترنت والوصول إلى ملايين الأشخاص، وأن كثيرا من الناس يقومون بأشياء تشبه الصحافة، سواء كانوا صحفيين أم لا.

بواسطة فايننشال تايمز ستراتيجيز

المد المرتفع يرفع جميع القوارب

ولأن صانعي الأخبار على مواقع التواصل غالبا لم يتلقوا تدريبا في مجال الصحافة أو ليس لديهم خبرة في غرفة الأخبار، فإنهم ينشرون وفقا لمعاييرهم التحريرية الخاصة، ومن أجل ذلك عملت "فايننشال تايمز" مع صانعي الأخبار لوضع إطار عمل يركز على الدقة والنزاهة والشفافية.

صحيفة فايننشال تايمز تجمع قدر الإمكان بين نسختها المطبوعة والرقمية
تسعى صحيفة فايننشال تايمز إلى تدريب صانعي الأخبار على مواقع التواصل من دافع أن المنفعة ستنعكس عليها (الجزيرة)

ولكن ما الذي يدفع علامة إخبارية قديمة مثل "فايننشال تايمز" إلى مساعدة منافسيها على وسائل التواصل الاجتماعي؟

يجيب مونتاجو أن الجمهور إذا كان متفاعلا مع المعلومات والأخبار، فهذا يساعد الجميع في نهاية المطاف، مؤكدا أن وسائل الإعلام التقليدية يجب أن تقبل حقيقة أن "الجميع يمكنهم نشر المحتوى على الإنترنت والوصول إلى ملايين الأشخاص، إذا كان ما ينتجونه مهما وجذابا“، وأن كثيرا من الناس يقومون بأشياء تشبه الصحافة، سواء كانوا صحفيين أم لا.

الكثير من صانعي الأخبار ليس لديهم مصدر دخل موثوق، لذا فإن الشراكة مع المؤسسات الإخبارية التي يمكنها أن تدفع لهم، ستكون بمثابة طوق نجاة لكثير منهم، كما أنها ستكون صفقة رابحة للوسائل التقليدية في الوقت ذاته

بواسطة فايننشال تايمز ستراتيجيز

 

الإعلام التقليدي وصانعو الأخبار.. منفعة متبادلة

وأضاف خبير الإعلام أن كلا من وسائل الإعلام التقليدية وصانعي الأخبار، يحتاجون بعضهم البعض بطريقة ما، على الأقل في الوقت الحالي.

إعلان

وبين أن الكثير من صانعي الأخبار ليس لديهم مصدر دخل موثوق، لذا فإن الشراكة مع المؤسسات الإخبارية التي يمكنها أن تدفع لهم مقابل إنتاج مقطع فيديو واحد أسبوعيا نيابة عنهم، ستكون بمثابة طوق نجاة لكثير منهم، كما أنها ستكون صفقة رابحة للمؤسسات الإخبارية في الوقت ذاته، لأن الكثير من الصحفيين لديها حاليا ليسوا خبراء في وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا "من الصعب جدا تقديم محتوى على وسائل التواصل إذا كنت لا تفهم هذه المنصات ولا تنغمس فيها".

وفي الوقت ذاته، تحتاج المؤسسات الإخبارية إلى الوصول إلى جمهور أصغر سنا، وهو ما تجده أمرا صعبا للغاية، والاقتراح الأفضل التعاون مع شخص لديه 3 ملايين متابع يستمعون إلى كل ما يقوله.

ويختم مونتاجو بأن هذا ليس مكلفا، وربما يكون أفضل في بعض الأحيان من بناء إستوديو فيديو بمليون جنيه إسترليني.

0 تعليق