في خطوة مفاجئة وصفت بـ"الزلزال الدبلوماسي"، أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الخميس عن إقالة سفيرها لدى الولايات المتحدة، الدبلوماسي المخضرم بيتر ماندلسون، بشكل فوري. وجاء القرار على خلفية الكشف عن رسائل بريد إلكتروني عمّقت من طبيعة علاقته المشبوهة برجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين، المُدان بجرائم الاتجار بالقاصرات.
وتمثل هذه الإقالة إحراجاً بالغاً لحكومة رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر، وتلقي بظلالها على الأجواء السياسية قبل أقل من أسبوعين من الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لندن، ما يضع ستارمر في موقف حرج للغاية.
رسائل "غير مبررة" كانت القشة الأخيرة
أوضحت وزارة الخارجية البريطانية في بيان حاسم أن المعلومات الجديدة التي كُشفت هذا الأسبوع أظهرت أن "عمق ونطاق علاقة بيتر ماندلسون مع جيفري إبستين يختلفان كلياً عما كان معروفاً وقت تعيينه".
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي رسائل بريد إلكتروني أرسلها ماندلسون إلى إبستين حوالي عام 2008، بينما كان الأخير يواجه ملاحقة قضائية في فلوريدا. وبحسب وسائل إعلام بريطانية، كتب السفير آنذاك "أفكر فيك كثيراً وأشعر بالعجز والغضب بشأن ما حدث"، معتبراً أن الإدانة الأولى بحق رجل المال الأمريكي كانت "غير مبررة ويجب الطعن فيها"، وحثه على "النضال من أجل الحصول على إفراج مبكر".
وقالت الخارجية البريطانية إن هذه المعلومات "جديدة" وهي التي حسمت قرار الإقالة "احتراماً لضحايا جرائم إبستين".
تداعيات سياسية تهز حكومة ستارمر
تأتي هذه الإقالة لتزيد من الضغوط على حكومة كير ستارمر، التي لم يمر على تشكيلها سوى أقل من عام. فقبل أيام فقط، حاول رئيس الوزراء الدفاع عن سفيره الذي عينه بنفسه لتعزيز العلاقات مع واشنطن، مؤكداً الأربعاء أن ماندلسون "أعرب مراراً عن أسفه العميق" لعلاقته بإبستين.
لكن هذا الدعم تهاوى بسرعة مع ظهور الرسائل الجديدة التي أظهرت دعماً فعالاً وليس مجرد علاقة سابقة.
ويُفاقم من الأزمة أن هذه الضربة تأتي بعد أقل من أسبوع على استقالة نائبة رئيس الوزراء على خلفية فضيحة ضريبية، مما يصور الحكومة على أنها تعاني من أزمات متلاحقة تهدد استقرارها ومصداقيتها في وقت حرج.
0 تعليق