عاجل

خبراء إيرانيون يقرؤون الوساطة المصرية بين طهران والوكالة الذرية - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مراسلو الجزيرة نت

رسول آل حائي

مراسل الجزيرة نت في طهران.

Published On 11/9/202511/9/2025

|

آخر تحديث: 15:00 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:00 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

شارِكْ

طهران- في تطور دبلوماسي لافت، نجحت القاهرة في دفع طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تفاهم في كيفية تعاطي الملف النووي، وذلك بعد مضي أكثر من شهرين على تعليق إيران تعاونها مع الوكالة لعدم إدانتها الهجمات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة على منشآتها النووية.

وفي ظل استمرار التوترات الإقليمية وتصاعد الضغوط الغربية لتفعيل آلية الزناد بإعادة العقوبات الأممية المفروضة على طهران قبيل يوم النهاية المحدد في 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، تكللت الوساطة المصرية بالنجاح مما يثير تساؤلات عن أوراق القوة التي بيدها للعب هذا الدور بعد 46 عاما من قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية.

وعقب الإعلان عن الاتفاق الثلاثاء الماضي في القاهرة، أشاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدور الحكومة المصرية البارز والبناء في تسهيل مسار الدبلوماسية، مؤكدا في منشور على منصة إكس أن "إطار التعاون بيننا وبين الوكالة الذرية قد أصبح ممكنا بفضل مساعي معالي وزير الخارجية المصري، ودعم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي".

تجربة ناجحة

وعما إذا كان الاتفاق يخالف القانون الذي أصدره البرلمان الإيراني في يونيو/حزيران الماضي بشأن آليات التعاون مع الوكالة، قال عراقجي إنه يتماشى معه وإن مجلس الأمن القومي الإيراني صدّق على المفاوضات مع الوكالة الذرية وبنودها.

وأضاف -في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي الإيراني أمس الأربعاء- أن الاتفاق الجديد لا يسمح حاليا للمفتشين بدخول المواقع النووية في إيران، في حين أبلغ المدير العام للوكالة رافائيل غروسي مجلس محافظيها بأن إطار التعاون الجديد مع طهران يشمل "كل المنشآت والبنى التحتية فيها".

وفي حين رحبت الأوساط السياسية في إيران بدخول مصر على خط الوساطة في ملف بلادهم النووي، تعتبرها شريحة من المراقبين محاولة جريئة لإعادة تعريف القاهرة بدورها الإقليمي على وقع التحولات الجيوسياسية الكبرى في المنطقة.

إعلان

من ناحيته، ينوه الباحث السياسي مهدي عزيزي، بالعلاقات التاريخية بين الشعبين الإيراني والمصري والدور الإيجابي الذي لعبه الرئيس الأسبق للوكالة الذرية محمد البرادعي حيال ملف طهران النووي، مؤكدا أن رعاية وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للمفاوضات تعكس إرادة مصرية رفيعة المستوى لمنع التصعيد والتأكيد على عدم وجود حل عسكري للتحديات الإقليمية.

وفي حديثه للجزيرة نت، يعتقد عزيزي أن نجاح الوساطة المصرية سيؤدي إلى مرحلة جديدة من العلاقات بين طهران والقاهرة، وتوقع تطور التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى تبادل السفراء خلال الفترة المقبلة، موضحا أن التنسيق السياسي بين الجانبين شهد نقلة نوعية منذ عملية "طوفان الأقصی" عام 2023.

ورأى أن نجاح هذه الوساطة سيعزز مكانة القاهرة الدبلوماسية إقليميا ودوليا، ويرفعها إلى مستوى اللاعبين الرئيسيين في حل أزمات الشرق الأوسط، مضيفا أن استخدامها علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف يمثل ورقة رابحة قد تمكنها من خلق توازن في المعادلات الإقليمية المعقدة.

أوراق قوة

وحسب الباحث عزيزي، فإن بلده يشاطر القاهرة رؤيتها بشأن شرق أوسط خال من الأسلحة النووية على الرغم من أن كلا البلدين له توجهات مغايرة في بعض القضايا الأخرى، بيد أنهما يتفقان تماما في الرأي عن العديد من الملفات الإقليمية مما يرفع من حظوظ جمهورية مصر في التوسط لحلحلة القضايا الشائكة بين دول المنطقة وأطراف أخرى من خارجها.

وتابع إن القاهرة لديها العديد من أوراق القوة التي تمكنها من لعب دور الوساطة لمنع التصعيد وحل الخلافات بين الأطراف الإقليمية والدولية، وفق ما يلي:

الموقع الجغرافي والإقليمي حيث تمثل جسرا بين الشرق والغرب وبين آسيا وأفريقيا. العلاقات المتوازنة بين الدول العربية والإسلامية ومع جميع الأطراف سواء في آسيا أو أفريقيا أو القوى الغربية. العضوية الفاعلة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعمل على تحقيق شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل. علاقات تاريخية مع إيران وخبرة دبلوماسية غنية تسهل عليها مهمة الوساطة إلى جانب هواجسها المشتركة مع دول الشرق الأوسط بشأن الأمن الإقليمي. عنصر الثقة الدولية الذي يجعل الدول تثق في القاهرة كوسيط نزيه لحل الخلافات.

لكن اللافت في التفاهم الأخير بين الوكالة الذرية وإيران أنه تم بجهود وساطة مصر رغم القطيعة المتواصلة منذ أكثر من أربعة عقود بينهما؛ حيث تحول هذا الموضوع إلى نقطة نقاش لدى الأوساط السياسية في طهران.

ترميم العلاقات

في غضون ذلك، كتب حسام الدين آشنا المستشار السياسي للرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، في منشور على منصة إكس أن "إيران وبوساطة دولة كانت قد قطعت العلاقات معها قبل 46 عاما، توصلت إلى اتفاق مع الوكالة الذرية التي تتعاون معها منذ 12 سنة، لمنع عودة قرارات الفصل السابع التي كانت قد تجاوزتها قبل 10 أعوام".

من ناحيته، يعرب الدبلوماسي الإيراني السابق فريدون مجلسي عن أسفه لعدم استخدام بلاده كامل الطاقات الإقليمية لنزع التوتر بالمنطقة، موضحا أن نجاح الوساطة المصرية كان نتيجة طبيعية لقرار طهران قبل شهرين بتغيير اسم شارع خالد إسلامبولي -قاتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات– إلى حسن نصر الله الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني.

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت، يشير مجلسي إلى أن "الحكمة المصرية تمكنت من تحرير أراضيها قبل عقود عبر الدبلوماسية والمسارات السياسية وجنبت شعبها ويلات الحروب وحافظت على ثقلها العربي والإسلامي رغم عدم تخليها عن دعم القضية الفلسطينية"، وحث طهران على إعادة النظر في شعاراتها السياسية التي تعرض أمنها القومي لخطر حقيقي.

ورحب بدخول القاهرة على خط الوساطة بين بلاده والمجتمع الدولي لقدرتها على لعب أدوار محورية في قضايا مصيرية مثل عملية السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وحصار غزة، بالإضافة إلى كونها شريكا للقوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وخلص مجلسي إلى أنه انطلاقا من قدرة مصر على الوساطة من أجل حلحلة القضايا الشائكة بين طهران والقوى الغربية، أضحت عودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والقاهرة حاجة ملحة لما يمكن للعلاقات الطبيعية معها أن تساهم في تعزيز التوازن الإستراتيجي لإيران بما يعزز مصلحتها الوطنية على جميع الأصعدة.

0 تعليق