"شات جي بي تي" و"جيميناي" و"غروك".. من يتصدر عرش الذكاء الاصطناعي في 2025؟ - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تخيل ثلاثة عقول افتراضية تجلس حول طاولة واحدة، كل منها يحمل خارطة فريدة للمعرفة. "شات جي بي تي" يكتب بلا توقف، و"غروك" يربط النقاط بسرعة الضوء، و"جيميناي" يرصّع أفكاره بدقة كما يفعل صانع المجوهرات مع أحجاره الكريمة.

وما يجعل هذا اللقاء الذكي أكثر إثارة هو أن هذه العقول تتطور باستمرار، وكل أسبوع تظهر ميزات وأدوات جديدة تجعلها أكثر قدرة على فهمنا ومساعدتنا وإبهارنا.

ولكن، هل هناك نموذج يتفوق على الآخرين؟ وهل هنالك واحد يستحق أن تعتمد عليه يوميا؟ بعد تجربة موسعة لهذه العقول الثلاثة سنتعمّق في ميزاتها، ونقاط قوتها، والفروق الجوهرية بينها لنكشف أيها الأفضل بالفعل في عالم الذكاء الاصطناعي الحديث.

الميزات وخطط الاشتراك لكل مساعد ذكي

من الطبيعي التساؤل عن ما يقدمه كل مساعد عمليا. ورغم أن "شات جي بي تي" و"جيميناي" و"غروك" يشتركون في العديد من القدرات، فإن لكلّ منها نطاقا مختلفا من الميزات والخطط والأسعار.

San Francisco, CA, USA - May 13, 2024 : OpenAI Unveils GPT-4o: Expanded Free Access to ChatGPT Tools; Shutterstock ID 2461453387; purchase_order: aj; job: ; client: ; other:
الإصدار المجاني يتيح الوصول إلى نموذج "جي بي تي-4.1 ميني" الذكي، مع وصول محدود إلى نموذج "جي بي تي – 4 أو" (شترستوك)
"شات جي بي تي"

الإصدار المجاني يتيح الوصول إلى نموذج "جي بي تي-4.1 ميني" (GPT-4.1 mini) الذكي، مع وصول محدود إلى نموذج "جي بي تي – 4 أو" (GPT-4o) متعدد الوسائط، إلى جانب أدوات مثل البحث العميق، ووضع الصوت، ورفع الملفات، وإنشاء نماذج "جي بي تي" (GPTs) مخصصة.

لكن خطة "بلس" التي تكلف 20 دولارا شهريا توسع الحدود، وتضيف ميزات إضافية مثل إنشاء "المشاريع" لتنظيم المحادثات، والوصول المحدود إلى منشئ الفيديو "سورا" (Sora)، بالإضافة إلى ميزة وكيل "شات جي بي تي" الجديدة.

أما خطة "برو" التي تكلف 200 دولار شهريا، فتمنح وصولًا غير محدود لجميع النماذج، وميزات موسعة لـ"سورا"، ووصولا مبكرا للميزات الجديدة.

ومع إطلاق "جي بي تي – 5" (GPT-5) في أغسطس/آب الماضي، أصبح النموذج أكثر دقة، ما يجعله خيارا ممتازا للمحترفين.

INDIA - 2024/06/02: In this photo illustration, a Google AI logo seen displayed on a smartphone with Gemini AI logo in the background. (Photo Illustration by Avishek Das/SOPA Images/LightRocket via Getty Images)
الإصدار المجاني يتيح الوصول إلى نموذج "جيميناي 2.5 فلاش" مع وصول محدود لـ "برو 2.5" إلى جانب توليد الصور عبر "غوغل إميجن 4" (غيتي)
"جيميناي"

إعلان

يتيح الإصدار المجاني الوصول إلى نموذج "جيميناي 2.5 فلاش" (Gemini 2.5 Flash) مع وصول محدود لـ "برو 2.5″، إلى جانب توليد الصور عبر "غوغل إميجن 4" (Google Imagen 4).

إضافة إلى وضع الصوت "جيميناي لايف" (Gemini Live)، وإنشاء "جيمز" (Gems)، وأدوات مساندة مثل "ويسك" (Whisk) لتحريك الصور، و"نوت بوك إل إم" للكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

أما الاشتراك في "غوغل إيه آي برو"، فيرفع الحدود، ويمنح وصولا أوسع إلى "ديب سيرش 2.5″ (DeepSearch 2.5)، و"فيو 3" (Veo 3) لتحرير الفيديو عبر "فلو" (Flow).

بالنسبة لـ"غوغل إيه آي ألترا" (Google AI Ultra)، فيضيف وصولا كاملا إلى "فيو 3″، و"بروجكت مارينر" (Project Mariner) للتصفح الذكي للويب، ما يعزز تكامل المنظومة.

The Grok X AI app displays on a mobile phone with the Grok X AI logo, as seen in this photo illustration in Brussels, Belgium, on February 16, 2025. (Photo by Jonathan Raa/NurPhoto via Getty Images)
الإصدار المجاني يوفر الوصول إلى نموذج "غروك 3″، مع أداة توليد الصور "أورورا" وروبوت الدردشة "غروك إيه آي" للمساعدة في البحث والكتابة والمهام اليومية (غيتي)
"غروك"

يوفر الإصدار المجاني الوصول إلى نموذج "غروك 3″، مع أداة توليد الصور "أورورا" (Aurora) وروبوت الدردشة "غروك إيه آي" للمساعدة في البحث والكتابة والمهام اليومية، كما يتيح تجربة فريدة عبر الشخصيات الافتراضية بأسلوب الأنمي.

عند الترقية إلى خطة "سوبر غروك" (SuperGrok) بسعر 30 دولارا شهريا، يحصل المستخدم على نموذج "غروك 4" (Grok 4) مع وضع الصوت، والرؤية عبر الكاميرا، وأداة "إميجن" (Imagine) لتوليد الصور والفيديو.

أما "سوبر غروك هيفي" (SuperGrok Heavy)، التي تكلف 300 دولار شهريا، فتقدم نموذج "غروك 4 هيفي" (Grok 4 Heavy) الأقوى، بذاكرة أوسع، وقدرة على معالجة معلومات أكبر، إضافة إلى وصول أكبر للميزات المقبلة.

مقارنة في الأداء والتجربة

البحث على الويب

مع صعود البحث بالذكاء الاصطناعي، تبرز قدرة المساعدات الذكية على إيجاد المعلومة بسرعة ووضوح. لاختبار ذلك، طلبت من النماذج الثلاثة تزويدي بقائمة أحدث أجهزة اللابتوب المخصصة للألعاب التي صدرت في عام 2025، مع المواصفات والأسعار، وتركت الأمر مفتوحا بعض الشيء بعدم تحديد نوع التفاصيل التي أريدها بدقة.

قدم "شات جي بي تي" قائمة شاملة تضم أبرز الإصدارات، مثل "رايزر بلايد 16″ (Razer Blade 16) و"إم إس آي فيكتور 16 إتش إكس إيه آي" (MSI Vector HX AI 16)، مع تقسيم منظم للمواصفات الأساسية، بما في ذلك المعالج، وكارت الشاشة، والذاكرة والتخزين، وحجم الشاشة، إضافة إلى الأسعار والخيارات الاقتصادية، وكانت النتيجة واضحة وسهلة المقارنة.

أما "غروك" فركز على التفاصيل التقنية العميقة، مثل البطارية، ومنافذ الاتصال، والأداء في الألعاب الفعلية وفق اختبارات قياسية. وكانت المعلومات دقيقة وشاملة، لكنها طويلة ومعقدة نسبيا.

أما "جيميناي" فعرض قائمة مرتبة بمواصفات عامة، وأسعار تقريبية، مع إبراز خيارات التكوين ومستويات الأداء، وكانت التفاصيل أقل عمقا من الآخرين، لكنها أوضح وأسهل في التصفح.

بحسب التجربة، "شات جي بي تي" و"غروك" هما الأقوى في تجربة البحث، بينما وفر "جيميناي" تجربة أبسط وأخف.

المساعدة التعليمية

المساعدون الذكيّون لا يُستخدمون فقط للحصول على معلومات سريعة، بل أيضا للتعليم التفصيلي. فعند إعطائهم أوامر خطوة بخطوة، تختلف استجاباتهم في الدقة والتنظيم.

إعلان

لاختبار ذلك، طلبت من كل نموذج أن يشرح لي خطوة بخطوة كيفية استبدال بطارية جهاز "ماك بوك برو 2020" بأمان.

وجاءت النتائج متفاوتة، إذ قدم "شات جي بي تي" دليلا عمليا مباشرا بخطوات مرتبة وأدوات محددة، مع تركيز كبير على السلامة وتبسيط العملية للمستخدم.

بالنسبة لـ"غروك"، ركز أكثر على التحذيرات والتفاصيل الرسمية، مثل خيارات الصيانة في مراكز "آبل"، والتكاليف، وأهمية استخدام دليل "آيفكست" (iFixit)، مع شرح طويل جدا يتضمن خطوات دقيقة ومعقدة.

أما "جيميناي" فقدم نسخة وسطية شرح فيها الأدوات والخطوات الأساسية بوضوح، مع تحذيرات عامة حول البطارية، لكن بدرجة أقل من التفصيل مقارنة بـ"غروك"، وأقل من البساطة مقارنة بـ"شات جي بي تي".

من خلال هذه المقارنة، "شات جي بي تي" و"غروك" هما الأفضل من حيث التعليمات العملية المباشرة للمستخدم الذي يريد أن يبدأ وينجز بسرعة، مع تفاصيل دقيقة لا تفوت الخطوات الرسمية.

توليد الصور

النماذج الثلاثة باتت تدعم توليد الصور، لكن الجودة تختلف. وللمقارنة بين النماذج، طلبت من كل مساعد أن ينشئ رسما تخطيطيا لمكتبة مستقبلية عائمة في السماء، بكتب مضيئة وجسور من الضوء بين الأرفف.

في النتائج، قدم " شات جي بي تي" رسمًا تخطيطيًّا بسيطًا أنيقًا أقرب إلى "سكيتش" إبداعي يوضح الفكرة بشكل واضح دون تفاصيل مرهقة.

أما نموذج "غروك" فذهب إلى واقعية مذهلة لكنّها لا تتماشى مع الرسم التخطيطي الذي طلبته منه، فصوّر مكتبة عملاقة عائمة تبدو كأنها مشروع معماري فاخر جاهز للبناء.

بالنسبة لـ"جيميناي"، قدم تصورا معقدا متعدد الأبعاد، يتمثل في مكتبات كروية ومكعبة متصلة بجسور ضوئية، ليشبه مخطط مدينة كاملة في السماء أكثر من مجرد مكتبة.

الفائز في هذه التجربة هو "شات جي بي تي" لأنه جمع بين الخيال والوظيفية، والتزم بإنشاء رسم تخطيطي بدقة.

البحث العميق وتدقيق الحقائق

في تدقيق المعلومات، ومن خلال تجربة النماذج الثلاثة، "شات جي بي تي" و"غروك" عادة يقدمان تقارير منظمة تغطي معظم النقاط، بينما "جيميناي" قد يتعثر بمعلومات زمنية أو تفاصيل جانبية. ومع ذلك، ثلاثتهم يمكن أن يفوّتوا أخطاء صغيرة إن صيغت الأوامر بمهارة.

لمقارنة النماذج الثلاثة، أخذتُ قسمًا من مقالٍ على ويكيبيديا عن أبراهام لينكولن، وعدّلت فيه سطرا بمعلومات خاطئة، حيث غيّرت "هو محام وسياسي أميركي شغل منصب الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة في الفترة من عام 1861 وحتى اغتياله في عام 1865" إلى "هو كاتب وسياسي شغل منصب الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة في الفترة بين عام 1851 وحتى انتحاره في عام 1856″، ثم طلبت من كل نموذج أن يتحقق من الحقائق في هذا النص.

النتيجة كانت أن جميع النماذج نجحت في تصحيح جميع الأخطاء في النص، بما في ذلك الأخطاء الزمنية للفترة الرئاسية، والمهنة، وطريقة وفاة أبراهام لينكولن.

الصوت

النماذج الثلاثة توفر أوضاعا صوتية على التطبيقات والويب، مصممة لتبدو طبيعية نسبيا. لكن وضع الصوت المتقدم في "شات جي بي تي" هو الأكثر إقناعا، بفضل نبراته الشبيهة بالبشر.

بالنسبة لـ"جيميناي" بدا أكثر آلية، لكنه لا يزال طبيعيا مقارنة بمساعدي الذكاء الاصطناعي السابقين، وسلاسته أقل من "شات جي بي تي"، ولكنه عملي وسهل الاستخدام مع الكاميرا.

"غروك" أيضا آلي أكثر، لكن ميزته البارزة هي النسخ النصي الفوري، غير المتوفر في "شات جي بي تي" أو "جيميناي"، كما يحتوي على رفقاء ذكاء اصطناعي إضافيين.

بشكل عام، جميع الأدوات تقدم وظائف صوتية متقاربة، لكن "شات جي بي تي" يتفوق في الوضوح والطبيعية وسلاسة المحادثة.

التسوق

يعدّ التسوق أحد الاستخدامات العملية لمساعدي الذكاء الاصطناعي، وقد أضافت كل من "غوغل" و"أوبن إيه آي" مؤخرا ميزات جديدة في هذا المجال إلى "جيميناي" و"شات جي بي تي".

إعلان

ووفقا لاختبارٍ أجرته "ماشبل" (Mashable)، شملت هذه الميزات تجارب مثل تجربة الملابس الافتراضية وأدوات الإلهام للأزياء.

أما في التقييم المباشر، فكان المطلوب من المساعدين العثور على أفضل سعرٍ لسماعات "سوني دبليو إتش – 1000 إكس إم 6" (Sony WH 1000XM 6) الجديدة.

أظهر "شات جي بي تي" أداءً لافتًا، إذ قدم عدة روابط لمتاجر إلكترونية، من بينها عرض بسعر أقل من التجزئة بـ50 دولارا، رغم أن أحد العروض التي ذكرها لم يكن دقيقا.

ما ميّزه أيضا هو البطاقات التوضيحية للمنتجات والنصائح الإضافية، مثل اقتراح الانتظار لمواسم التخفيضات.

أما "جيميناي" فكان أداؤه أضعف نسبيًا. صحيح أنه أشار إلى إمكانية الاستفادة من "غوغل شوبينغ" (Google Shopping)، لكنه ركّز أساسًا على نصائح عامة للبحث عن أسعار أفضل، مثل اقتناء النسخ المجددة أو انتظار العروض، واكتفى بذكر بعض المتاجر دون إرفاق روابط مباشرة.

وجاء "غروك" في موقع وسط بين الاثنين، حيث عرض أسعارا من عدة متاجر، لكن بعض العروض كانت من خارج الولايات المتحدة. وبما أن المساعدين الثلاثة يمكنهم الاستفادة من بيانات الموقع الجغرافي، كان يفترض أن يتعرف على السوق المحلي تلقائيًا. وفي نهاية التجربة، خلص اختبار "ماشبل" إلى أن "شات جي بي تي" كان الأكثر تفوقا في تجربة التسوق.

في النهاية، على الرغم من تنوع الأدوات وتعدد الأسماء، يبقى "شات جي بي تي" هو المعيار الذي يسعى الجميع إلى تجاوزه. ففي كلّ اختبار تقريبًا، تصدّر أو على الأقل ثبت أنه منافس لا يُستهان به. وهذا ليس مصادفة، فالخبرةُ الزمنية والاستثمار المستمر منحاه تفوقًا واضحًا.

وإن كنت تبحث عن مساعد واحد تعتمد عليه يوميًا، فالاختيار شبه محسوم. لكن تذكر، حتى ملك الذكاء الاصطناعي قد يخطئ بثقة، ويخونك، فلا تفقد دورك أنت في التمييز بين الحقيقة والزيف.

0 تعليق