Published On 11/9/202511/9/2025
|آخر تحديث: 20:57 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:57 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
في ظلال الحرب الضارية التي تعصف بمنطقة دارفور السودانية، تبرز قصة الفتاة "قسمة علي عمر" كمأساة تلامس أعماق الضمير الإنساني.
إذ تعرضت هذه الفتاة البريئة لأبشع صنوف التعذيب، وفق ما نقل، على يد أحد عناصر قوات الدعم السريع، حيث وثق الجاني فعلته المروعة بتعليقها على شجرة مستخدما حبلا، لتنتهي حياة قسمة تحت وطأة الألم والعذاب.
هذا المشهد البشع أثار موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون عن أسفهم العميق لما آل إليه مصير قسمة، مؤكدين أنها فارقت الحياة مظلومة تحت تعذيب مليشيا الدعم السريع.
وكل ذلك فقط لأنها أرسلت رسالة صوتية بلغة قبيلتها الزغاوة لأحد أقربائها، فاتهموها زورا بالتعاون مع جهات معادية، رغم براءتها وعدم تورطها في أي صراع أو علاقة بالحرب.
وكتب آخرون "قسمة، ابنة مدينة نيالا وابنة قبيلة الزغاوة، دفعت ثمن لغتها وانتمائها، ليغدو رحيلها شهادة دامغة على وحشية المليشيا التي لا ترحم النساء ولا الأبرياء".
وقال ناشطون إن قسمة علي عمر رحلت وهي معلّقة على شجرة، كشمعة أطفأها الظلم، لكنها بقيت تنير درب الحق بدمائها الطاهرة.
وعلق سودانيون على الجريمة بالقول، "قسمة لم ترحل موتا عابرا، بل استشهدت لتكون شاهدة على وحشية المليشيا التي لا تفرق بين امرأة ورجل، ولا بين بريء ومقاتل".
وأضافوا أن رحيلها كسر حاجز الصمت، وصارت صورتها تروي أن هذه الحرب ليست ضد السلاح وحده، بل ضد الهوية، وضد اللغة، وضد الذاكرة أيضا.
وأشار مدونون إلى أنها لم تترك خلفها وصية مكتوبة، لكن دموعها المسفوكة وآخر أنفاسها تحت التعذيب قالت الكثير: قد يقتل الجسد، لكن تبقى الكرامة عصية على الموت.
إعلان
وأكد سودانيون أن قسمة علي عمر لم تعد مجرد فتاة من نيالا، بل أصبحت أيقونة للمظلومين، وصوتا أبديا يصرخ في وجه الجلادين: "أنتم يمكن أن تغتالوا الأرواح، لكنكم لن تُسكتوا الحقيقة".
كما أشار بعض الناشطين إلى الأثر المدمر الذي تتركه الحرب على الأبرياء، وبشكل خاص النساء اللواتي يتعرضن لانتهاكات جسيمة في ظل النزاعات، مؤكدين أن تعذيب النساء وتعليقهن في الأشجار – وهو ما حدث مع قسمة علي عمر- جريمة بشعة تجسد مستوى القسوة الذي تبلغه الحروب.
وفي مواجهة الاتهامات لقوات الدعم السريع، أصدرت الأخيرة بيانا عبر حسابها الرسمي على منصة تليغرام جاء فيه:
"في فبركة ساذجة تُضاف إلى مسرحيات التضليل الرخيص، روّجت غرف الإعلام التابعة للفلول وأبواق الحركة الإسلامية الإرهابية مقطع فيديو يظهر امرأة معلقة على شجرة بعد ربط أطرافها بحبل، في مشهد يراد منه تصوير تعرضها للتعذيب، مع ظهور شخص يرتدي الزي العسكري المميز لقواتنا".
وأضاف البيان "نؤكد نفي قواتنا جملة وتفصيلا لأي صلة لأفرادها بالمقطع المتداول، ونشدد على أن المشهد برمته ليس سوى فبركة إعلامية تهدف لتشويه صورة قواتنا وزرع اتهامات باطلة بارتكاب جرائم تعذيب، وهي اتهامات لا تمت إلى أخلاقنا بصلة، بل تعكس الارتباك والانحطاط لدى النظام الإرهابي وأبواقه المأجورة".
0 تعليق