فريدة أحمد
Published On 12/9/202512/9/2025
|آخر تحديث: 20:09 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:09 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2شارِكْ
قد تبدو الرعاية نوعا من التعبير عن الحب والحماية للأبناء، لكنها حين تميل إلى الإفراط تصير قيدا يعوق نمو الطفل واكتشافه لنفسه.
بدءا من اختيار الملابس والأصدقاء حتى اختيار الدراسة والرياضة، يعيش بعض الأبناء تحت وطأة سيطرة آبائهم بحجة "الحرص" و"الاهتمام".
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listماذا يعني أن تكون أبا مسيطرا؟
الآباء المسيطرون هم الذين يفرطون في حماية أبنائهم، ويتدخلون في كل تفاصيل حياتهم. وحسب تقرير على موقع "شيلسا سيكولوجي كلينيك"، فإن أسلوب التربية المسيطر، يعرف أيضا باسم التربية الاستبدادية، وهو أسلوب من أساليب التربية يراقب فيه أحد الوالدين أو كلاهما حياة أطفاله عن كثب، ويتدخلون بشكل مفرط كلما أمكنهم ذلك.
يميل الآباء والأمهات من هذا النوع إلى التركيز بشكل مفرط على احتياجاتهم الشخصية بدلا من احتياجات الطفل. وبينما قد يتغلب بعض الآباء والأمهات على هذا السلوك مع نمو الطفل، فإن بعضهم لا يتخلى عنه أبدا، ويصبح نمطا سلوكيا يستمر حتى مرحلة البلوغ.

علامات تدل على أنك والد مسيطر
يورد موقع "ميديسين نت" عددا من العلامات التي تدل على سيطرة الوالد على أطفاله، منها:
المشاركة الدائمة في أنشطة الأبناء والتدخل في كل ما يفعلونه وعدم ترك أي مساحة للخصوصية أو الاستقلالية. انتقاد الأبناء بشكل مستمر مما يفقدهم ثقتهم بأنفسهم. الحب المشروط، إظهار الحب فقط عند التصرف الجيد أو تحقيق التوقعات. القسوة وغياب التعاطف في التعامل. رفض أفكارهم دائما وإجبارهم على ما لا يرغبون فيه. السيطرة النفسية أو الجسدية لفرض الأوامر. إهمال احتياجاتهم العاطفية والنفسية. حرمانهم من الخصوصية، مثل مراقبة هواتفهم ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. القيام بالمهام بالنيابة عنهم ومنعهم من تحمل المسؤولية. محاولة تشكيلهم ليصبحوا نسخة من آبائهم وعدم احترام تفردهم.
لماذا يسيطر الآباء؟
في كثير من الأحيان، يتخطّى بعض الآباء الحدود الصحية في تعاملهم مع أبنائهم، فيبالغون في حمايتهم إلى درجة تتحوّل فيها الرعاية إلى سيطرة خانقة، من دون أن ينتبهوا إلى الأثر النفسي المترتب على ذلك.
إعلان
ويشير تقرير -نشره موقع بارينت سيركل- إلى أبرز الدوافع التي قد تدفع بعض الآباء إلى ممارسة هذا النوع من السيطرة على أبنائهم، ومنها:
السعي وراء الكمال: حيث يرزح بعض الآباء تحت ضغوط اجتماعية تدفعهم للاعتقاد بضرورة تربية طفل مثالي، وأن أي خطأ قد يعني فشلا أو تقصيرا في مسؤولياتهم. التنافس مع الآخرين: إذ ينشغل بعض الآباء بمحاولة التفوق على أقرانهم من الآباء، فيضعون أبناءهم في سباق غير عادل يتجاهل احتياجاتهم الحقيقية. تعويض طفولة مفقودة: يسعى بعض الآباء إلى تحقيق ما فاتهم في طفولتهم من خلال أبنائهم، فيفرضون عليهم أنشطة أو أساليب حياة لا تعكس بالضرورة رغباتهم الخاصة. الخوف المفرط: قد يقود القلق الزائد على سلامة الأطفال إلى ممارسات مفرطة في الحماية، تجعل الأبناء يشعرون بأن حياتهم محاصَرة ومقيدة. تأثير السيطرة على الأبناء
رغم أن دافع الآباء قد يكون في كثير من الأحيان الحب والرغبة في الحماية أو التوجيه، فإن الإفراط في التحكم بأبنائهم يترك آثارا نفسية وسلوكية عميقة، كما يوضح تقرير "تشوزينج ثيرابي". ومن أبرز هذه التأثيرات:
تدني تقدير الذات: يتولد لدى الطفل شعور بعدم قيمته نتيجة الانتقاد المتكرر وفقدان الثقة بقدراته. ضعف الاستقلالية وصعوبة اتخاذ القرار: إذ يحرم الطفل من فرصة التجربة وتحمل المسؤولية، فينمو معتمدا على الآخرين. القلق والسعي المفرط للكمال: تؤدي التوقعات العالية من الوالدين إلى قلق دائم وخوف مستمر من الفشل أو النقد. التمرد أو التبعية المفرطة: قد يقابل بعض الأبناء السيطرة بالتمرد، بينما ينقاد آخرون إلى محاولة إرضاء الآخرين حتى على حساب رغباتهم. إشكالية وضع الحدود: يعاني الأبناء من صعوبة قول "لا" أو الدفاع عن مساحتهم الشخصية في علاقاتهم. مشاكل في الثقة: يمكن أن يفقدوا القدرة على الوثوق بالآخرين أو يتخوفوا من التلاعب بسبب شعورهم بالحب المشروط في طفولتهم. تنامي مشاعر سلبية: قد يتراكم لديهم الإحباط والغضب المكبوت، مما يؤثر سلبا على علاقاتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية.نصائح للوالدين المسيطرين
مع أن الهدف هو حماية الطفل، فمن الضروري عندما يلاحظ الوالد علامات تدل على تحكمه وسيطرته على ابنه، أن يتوقف قليلا ويتراجع خطوة إلى الوراء لمراجعة نفسه وإصلاح ما حدث.
يمكن للآباء تشجيع الأبناء على الاستقلال وإدارة أمورهم بأنفسهم مع الملاحظة من بعيد، ويحدث ذلك من خلال:
الاسترخاء وتقبّل الواقع: منح النفس مساحة للهدوء، والإدراك أنه من المستحيل التحكم في كل تفاصيل حياة الطفل. تنمية مهارات حل المشكلات: تشجيع الطفل على مواجهة المواقف والتعامل مع الآخرين، وطلب المساعدة أو المشورة عند الحاجة. إتاحة مساحة للخطأ: السماح له بالتجربة والخطأ، إذ تُعد الأخطاء فرصة طبيعية وفعّالة للتعلم. تشجيعه على الإنجاز الذاتي: ترك الطفل ينجز مهامه الدراسية أو مشاريعه بنفسه، حتى لو لم تكن النتيجة مثالية. تجنّب المبالغة في التعويض: عدم تحميل الطفل رغبات أو أحلام الآباء التي لم تتحقق في طفولتهم. الحوار الأسري: تخصيص وقت منتظم للنقاش والحديث داخل العائلة، بما يعزز ثقته بنفسه ويعلمه أسس إدارة الحوار. ترك مساحة للملل: السماح للطفل بالشعور بالملل أحيانا، إذ يساعده ذلك على تحفيز خياله والبحث عن طرق مبتكرة لتمضية وقته. التخفيف من القيود: منحه حرية اختيار أنشطته أو رياضته المفضلة أو أصدقائه، مع متابعته من بعيد بشكل غير متحكم. تعليمه اتخاذ القرارات: البدء بمنحه حرية القرار في أمور صغيرة، ثم توسيع نطاقها تدريجيا لتعزيز استقلاليته.إعلان
0 تعليق