مواطنون ينتظرون الانتهاء من قصف البنايات لاستخراج الحطب - زاجل الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب عيسى سعد الله:

يشكل توفير الوقود المنزلي تحدياً كبيراً للمواطنين في قطاع غزة، مع استمرار منع الاحتلال إدخال غاز الطهي للقطاع منذ أكثر من ستة أشهر، ونفاد معظم الوسائل البديلة، وارتفاع أسعار الحطب والخشب بشكل جنوني يفوق القدرات المادية لمعظم المواطنين.
وفي صورة تعكس حدة الأزمة، يتهافت المواطنون بشكل كبير وسريع على البنايات بمجرد أن تنتهي طائرات الاحتلال من تدميرها، خاصة الأبراج والبنايات المرتفعة، حيث يحاول المواطنون استخراج الحطب والمواد البلاستيكية التي يمكن استخدامها في إشعال النار.
وعادة ما تنتهي هذه المهمة بشجارات ومشاكل عميقة بين المواطنين الذين يحاولون الاستئثار بأكبر كمية ممكنة من الحطب.
ويشارك الصغار والنساء الشباب في تقليب الركام واستخراج الحطب، رغم المخاطر الهائلة المترتبة على وجودهم في المكان، خاصة في البنايات المرتفعة.
وبرر مواطنون مخاطراتهم، وانتظارهم انتهاء عملية القصف بالقرب من البنايات المستهدفة، بعدم قدرتهم على شراء الحطب للاستخدام المنزلي، بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد إلى ثمانية شواكل.
وقال المواطن إبراهيم عرفات من مدينة غزة: إنه من دون أن يقوم بهذا العمل لا يمكنه الطهي أو صناعة أي طعام.
وأقرّ عرفات بأنه أصبح ينتظر بالقرب من المنازل التي يهددها جيش الاحتلال بالقصف ويأمر بإخلائها قبل قصفها، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب أتاح له الحصول على كميات من الحطب تكفيه لعدة أيام على الأقل، وتوفر عليه مئات الشواكل.
وأوضح عرفات أنه يحتاج إلى أكثر من أربعة كيلوغرامات حطب يومياً بثمن لا يقل عن ثلاثين شيكلاً، وهو مبلغ كبير جداً مقارنة بقدراته المادية.
وكاد شجار كبير، فوق ركام إحدى البنايات الكبيرة التي دمرها الاحتلال في حي تل الهوا مؤخراً، يودي بحياة عدد من الأشخاص بعد أن فتح مواطنون النار على مجموعة كبيرة من الفتية والأطفال خلال استخراجهم الحطب من البناية.
وفشل أصحاب البناية في طرد المواطنين بسبب أعدادهم الكبيرة وإصرارهم على الحصول على كمية من الحطب، خاصة من قبل بعض النسوة النازحات في محيط المنطقة.
وبعد نصف ساعة من البحث والعمل، تمكنت المواطنة رانية من الظفر بكومة من الحطب، حملتها وغادرت المكان باتجاه خيمتها التي تبعد عن المكان نحو مائتي متر.
ولم تخفِ رانية، التي تحفظت على ذكر اسمها كاملاً، فرحتها بحصولها على كمية من الحطب تكفيها لأربعة أيام حسب تقديرها، وقالت: دون هذا التصرف لا يمكنني الطهي لأبنائي وتوفير الحد الأدنى من الطعام والشراب الساخن لهم.
وبينت أنها بذلت جهوداً كبيرة، وتحدت أصحاب المنزل من أجل الحصول على هذه الكمية، مشيرة إلى أنها ستتابع أخبار قصف المنازل والبنايات من أجل التوجه وتسلّق الركام والحصول على المزيد من الحطب.
وأصبح الحطب من السلع النادرة جداً في مدينة غزة، في ظل سيطرة جيش الاحتلال على معظم مناطق المدينة. ويتعمد المواطنون الذين يتركون منازلهم الاستفادة القصوى من الأثاث الخشبي والأبواب والنوافذ الخشبية، واصطحابها معهم في رحلة النزوح بسبب الأزمة القاسية في الحطب وبدائل الغاز والوقود.
ويحاول مواطنون الاعتماد على ما تقدمه "التكايا" والمطابخ المجتمعية من الطعام الجاهز لإعفائهم من مهمة إشعال النار، الذي يكلف أموالاً كبيرة، كما قال المواطن عبد الرحمن نصار، الذي اعتبر أن هدفه من الاعتماد على طعام "التكايا" تجنب شراء الحطب والخشب بسبب سعره المرتفع.
ودعا نصار المؤسسات إلى الاهتمام بتنفيذ مشاريع توزيع الخشب والحطب على المواطنين، خاصة النازحين، لعدم قدرتهم على توفيره بالسعر الحالي.

 

0 تعليق